بين تهديدات نتنياهو وطلبات واشنطن... خداع إسرائيلي لضرب بيروت

15 أكتوبر 2024
آثار غارة إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية، 27 سبتمبر 2024 (إبراهيم عمرو/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يشير الهدوء النسبي في بيروت إلى توقف مؤقت في القصف الإسرائيلي، رغم طلب أميركا تخفيف الضربات، مع استمرار حالة الترقب وعدم اليقين بسبب الضربات المتبادلة بين إسرائيل وحزب الله.
- تعهد نتنياهو بمواصلة استهداف حزب الله في لبنان، مع تركيز الجيش الإسرائيلي على استهداف مشغلي المسيّرات وقصف مواقع تابعة لحزب الله، مما يعكس تصعيدًا محتملاً في العمليات العسكرية.
- تستغل إسرائيل "هدنة" بيروت للتخطيط لعمليات مستقبلية، مع نية شن هجوم واسع على لبنان لتطهير بنية حزب الله وتحديد مناطق عازلة، مما يعكس استراتيجية لمنع تعاظم قوة حزب الله.

على ما يبدو فإن الهدوء النسبي في العاصمة اللبنانية، بيروت، الناجم من توقف جيش الاحتلال الإسرائيلي عن قصف مواقع فيها، قد يعكس أياماً خدّاعات يصعب توقّع ما بعدها حتى لو كانت الإدارة الأميركية طلبت من إسرائيل عدم مهاجمة بيروت أو تخفيف ضرباتها إلى الحد الأدنى، فقد أظهر السلوك الإسرائيلي خلال هذه الحرب الممتدة منذ عام أن لا ضامن للتصريحات والرسائل الموجّهة في كتابات المحللين الإسرائيليين، ولا رادع لجنون الاحتلال وجرائم الإبادة التي يرتكبها في غزة ولبنان، فكيف حين يتلقى ضربة قوية مثل ضربة أول أمس الأحد؟

من المؤكّد أن إسرائيل لن تسكت على مقتل أربعة من جنودها وجرح نحو ستين، مساء الأحد، بمسيّرة أطلقها حزب الله واستهدفت معسكراً لتدريب جنود في لواء غولاني في منطقة بنيامينا. وأوضح رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ذلك، خلال زيارته المعسكر وعدداً من الجنود المصابين في المشافي الإسرائيلية أمس الاثنين، بقوله: "سنواصل ضرب حزب الله بلا رحمة في كل أنحاء لبنان، وفي بيروت أيضاً، وكل ذلك وفقاً لاعتبارات عملياتية".

في وقت لا يجد فيه جيش الاحتلال وسيلة مثالية للتعامل مع تهديد المسيّرات، قد يدفعه ذلك لتركيز جهوده على استهداف مشغلي هذه المنظومة الجوية، بالإضافة إلى قصف مخازن الذخائر ومنصات إطلاق الصواريخ، وقصف مواقع مدنية بحجة أنها مواقع أو معاقل لحزب الله. ويعزز ذلك ما أوردته صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، اليوم الثلاثاء، من أن قائد سلاح الجو الإسرائيلي، تومر بار، أصدر تعليمات تضع على رأس سلم أولوياته استهداف جميع نشطاء وقادة وحدة المسيّرات التابعة لحزب الله.

وفيما تبدو "هدنة" بيروت مستمرة في الوقت الراهن، فإن إسرائيل تستغلها للتخطيط لما بعدها، ولاستهداف مواقع أخرى في لبنان وتوسيع عمليتها البرية، وتعزيز ما تعتبره إنجازات على الأرض يحققها جيشها. وأفادت قناة كان 11 العبرية الليلة الماضية بأنه تم استبعاد وزراء المجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) من قرار التوقّف عن مهاجمة بيروت في الأيام الأخيرة، ونقلت عن مصادر في "الكابينت" أن القرار لم يُطرح للمصادقة عليه في المناقشات الأخيرة، وأنهم سمعوا عنه لأول مرة من وسائل الإعلام.

أضافت المصادر أنه في حال عدم استئناف الضربات على بيروت، فإن الوزراء سيطلبون من نتنياهو والمؤسسة الأمنية إجابات في جلسة "الكابنيت" القريبة. ونقلت القناة العبرية عن مسؤول مطّلع، لم تسمّه، قوله إن إسرائيل تنوي شن هجوم واسع على لبنان قد يطاول بيروت أيضاً رغم التعليمات الصادرة عن المستوى السياسي للجيش، منذ صباح الجمعة الماضي، بالامتناع عن مهاجمة العاصمة اللبنانية، وأوضح ذات المسؤول أن نتنياهو أوعز أن كل هجوم على بيروت سيكون مشروطاً بموافقته الشخصية.

في غضون ذلك، أشار موقع واينت إلى رؤية جيش الاحتلال لما يريده على جبهة لبنان، ومنها "تطهير خط التماس من البنية التحتية لحزب الله"، دون التورط في حرب استنزاف، و"تحديد علامات في المنطقة المتاخمة للسياج الحدودي، بحيث لا يسمح للمواطنين اللبنانيين بدخولها، وعدم السماح لقوات الرضوان بدخول القرى، والأهم من ذلك، إنفاذ إسرائيلي (أي فعل ما يريد)، بما في ذلك إطلاق النار على المقاومين الذين يرتدون الزي العسكري أو بملابس مدنية".

ونقل ذات الموقع عن مسؤول كبير في جيش الاحتلال، لم يسمّه، قوله: "في الوضع الجديد سنهاجم أي تعاظم لقوة حزب الله، بما في ذلك شحنات الأسلحة، حتى بثمن تجديد الحرب (أي بعد أن تتوقف). وسنهاجم كل مبنى لقوات العدو هذا ينطبق على حماس أيضاً".

المساهمون