يواصل المبعوث الدولي إلى سورية غير بيدرسون مشاوراته في العاصمة السورية دمشق بهدف الإعداد لتفاصيل الجولة المقبلة من اجتماعات اللجنة الدستورية السورية.
ويلتقي بيدرسون، اليوم الخميس، مع أعضاء لجنة مناقشة تعديل الدستور المصغرة عن وفد المجتمع المدني، بعدما التقى أمس رئيس وفد النظام السوري إلى محادثات اللجنة الدستورية أحمد الكزبري، والسفير الروسي في دمشق والممثل الخاص للرئيس الروسي ألكسندر يفيموف، وذلك في إطار مساعيه لعقد الجولة السابعة من لجنة صياغة الدستور، والترويج لمبادرته "خطوة بخطوة".
وذكرت صحيفة "الوطن" الموالية للنظام أن بيدرسون بحث مع يفيموف إمكانية تحديد موعد انعقاد الجولة السابعة من مفاوضات لجنة صياغة الدستور، مشيرة إلى أنه اقترح أن تصل إلى جنيف الوفود المشاركة في مفاوضات لجنة صياغة الدستور في 19 من الشهر المقبل، وفي اليوم التالي تبدأ اللقاءات الثنائية على أن تنطلق المباحثات في الحادي والعشرين من مارس/ آذار ولمدة خمسة أيام.
ونادراً ما تظهر للدبلوماسي الروسي يفيموف نشاطات سياسية في سورية، على الرغم من تعيينه ممثلا للرئيس بوتين منذ مايو/ أيار 2020 إضافة لمنصبه كسفير لروسيا بدمشق، ما يعطي الإعلان عن لقائه مع بيدرسون بعض الأهمية.
واجتمع بيدرسون أمس أيضاً، في دمشق، مع وزير خارجية النظام فيصل المقداد، وقال بعد الاجتماع إن المباحثات تناولت تفاصيل مسار اللجنة الدستورية، وضرورة إحراز تقدم، وأضاف: "بعد محادثاتي مع الوزير المقداد يمكنني أن أقول إنني أكثر تفاؤلاً بأنه ستكون هناك جولة سابعة من المحادثات لإنجاز مسودة دستور في وقت ما في مارس/ آذار المقبل".
وشرح بيدرسون المناقشات التي أجراها حول القضايا العالقة، وقال: "كما تعلمون، فإن القضية المعلقة هي الاتفاق على كيفية المضي قدماً في اليوم الخامس من اجتماع اللجنة الدستورية. لدينا اتفاق حول كيفية التعامل مع الأيام الأربعة الأولى، وأنا الآن متفائل بالوصول إلى اتفاق بشأن اليوم الخامس".
وأشار بيدرسون إلى أن الموضوع الثاني الذي ناقشه مع المقداد هو المشاورات التي بدأها في جنيف حول فكرة "خطوة مقابل خطوة"، مبيناً أنه قضى بعض الوقت في شرح الفكرة من وراء هذا المفهوم، والمشاورات التي أجراها حتى الآن مع الروس والأوروبيين والأميركيين، والعديد من الدول الأخرى، واهتمامه بمواصلة هذا النقاش مع الحكومة السورية وأيضاً مع المعارضة.
وفي سياق متصل، أعلنت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سيلتقي مع بيدرسون يوم 23 من الشهر الجاري في موسكو، ليناقش معه "مجموعة من القضايا المتعلقة بالتسوية السورية"، بحسب وكالة "سبوتنيك" الروسية.
وأضافت زاخاروفا أنه من المقرر أن "تجري محادثات في موسكو يوم 21 من الشهر الجاري، بين وزير الخارجية الروسي ووزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد، غير أن الباحث في مركز جسور للدراسات وائل علوان، أعرب في حديث مع "العربي الجديد"، عن اعتقاده بأن خطة "خطوة مقابل خطوة" التي يحاول بيدرسون تمريرها "سوف تصل إلى طريق مسدود، حيث إن النظام السوري وحتى إذا صدقت الضغوط الروسية، غير قادر على تغيير شيء من سلوكه أو التقدم بشكل جاد في العملية السياسية".
وكانت "هيئة التفاوض السورية" قد أعلنت في 9 من الشهر الجاري عن رفضها لمقاربة "خطوة بخطوة"، التي طرحها بيدرسون، كما تم رفضها من جانب النظام السوري، فيما يقول بيدرسون إن أفكاره تحظى بدعم ومباركة دولية واسعة، بما في ذلك دعم روسي وأميركي وأوروبي.