- الصين تحافظ على موقف متوازن تجاه الأزمة الأوكرانية، مقدمة دعمًا محدودًا لأوكرانيا وامتناعها عن فرض عقوبات على روسيا، مع الحفاظ على علاقاتها الاقتصادية مع الغرب.
- روسيا والصين تعززان التعاون الاقتصادي والعسكري وفي مجال الطاقة، في ظل العقوبات الغربية على روسيا، مع تأكيد البلدين على استمرار التعاون في مكافحة الإرهاب وتعميق العلاقات الثنائية.
يجري الرئيس الروسي فلاديمير بوتين زيارة إلى الصين هذا الأسبوع تلبية لدعوة الرئيس الصيني شي جين بينغ، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية الصينية، اليوم الثلاثاء، وهي الثانية له إلى بكين خلال ما يزيد قليلا عن ستة أشهر. وستكون هذه أول زيارة خارجية يقوم بها بوتين منذ إعادة انتخابه في مارس/آذار الماضي.
وأوضحت الناطقة باسم وزارة الخارجية هوا تشونيينغ أنه "تلبية لدعوة الرئيس شي جين بينغ، يقوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بزيارة للصين (الخميس إلى الجمعة) من 16 إلى 17 مايو/أيار الحالي".
ومنذ بدء الحرب الروسية المباشرة على أوكرانيا في 24 فبراير/ شباط 2022، امتنعت بكين عن التصويت في المحافل الدولية لصالح أي قرار يدين موسكو، ولم تنضم إلى أي عقوبات اقتصادية أو قيود تجارية بحقها، فيما اقتصر عونها لأوكرانيا على مساعدات إنسانية بقيمة رمزية لم تتجاوز بضعة ملايين من الدولارات. ومع ذلك، لم تنحز الصين لروسيا انحيازاً صريحاً، محافظة على علاقاتها المتشعّبة وشراكتها الاقتصادية الوطيدة مع كتلة الدول الغربية، التي لم تذهب بدورها لفرض عقوبات ثانوية غير مباشرة على من يتعامل مع موسكو.
وفي الوقت نفسه، استفادت الصين من واردات الطاقة الروسية الرخيصة والوصول إلى موارد طبيعية هائلة، بما في ذلك شحنات ثابتة من الغاز عبر خط أنابيب "باور أوف سايبيريا". لكنّ علاقتهما الاقتصادية الوثيقة مهددة بعقوبات أميركية محتملة على المصارف والشركات الأجنبية التي تتعامل مع موسكو.
وفي الـ9 من إبريل/نيسان الحالي، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في بكين، بعد محادثات مع نظيره الصيني وانغ يي، إنّ روسيا والصين ستواصلان التعاون في الحرب ضدّ الإرهاب في إطار علاقاتهما التي تمر بأقوى مراحلها. وشكر لافروف الصين على "دعمها" بعد إعادة انتخاب الرئيس فلاديمير بوتين، وقال إنّ الرئيس "شي جين بينغ كان من أوائل الذين أرسلوا تهانيهم إلى الرئيس المنتخب بوتين، ونحن ممتنون بشكل عام لأصدقائنا الصينيين على هذا الدعم".
وسعت روسيا، منذ فرض العقوبات الغربية عليها بسبب هجومها على أوكرانيا، لتعزيز العلاقات الاقتصادية والعسكرية، وفي مجال الطاقة وقطاعات أخرى، مع بكين. كما سعت إلى الانفتاح على آسيا بعد فرض العزلة الغربية عليها.
(فرانس برس، العربي الجديد)