استمع إلى الملخص
- إيران والسعودية تتوصلان إلى اتفاق لاستعادة العلاقات الدبلوماسية بوساطة بكين، مع تبادل السفراء وإعادة فتح السفارات، وتأكيد على دورهما المحوري في المنطقة والعالم الإسلامي.
- الرئيس الإيراني المؤقت يشكر السعودية على التضامن ويؤكد على استمرار سياسة حسن الجوار وتوسيع العلاقات، مع دعوة لتدعيم العلاقات السياسية والاقتصادية وتبادل الزيارات بين البلدين.
أجرى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، مساء اليوم الجمعة، اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الإيراني المؤقت محمد مخبر، معزياً إياه والشعب الإيراني بوفاة الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان في حادث تحطم طائرتهما، الأحد الماضي، مؤكداً أن فقدانهما آلم السعودية كثيراً وأنها ستواصل مسيرتهما في تعزيز العلاقات الثنائية.
وأضاف بن سلمان، وفق موقع الرئيس الإيراني المؤقت، أن الحادث "كان مؤلماً لنا جداً وفقدان السيد رئيسي قد آلم قلوبنا جميعاً، وفقدان وزير خارجيته الصديق لوزير خارجيتنا أيضاً كان مفجعاً". وشدّد بن سلمان على أن بلاده ستواصل الطريق التي سلكها رئيسي وأمير عبد اللهيان في إحياء وتوسيع العلاقات الثنائية والإقليمية، مؤكداً أهمية توسيع هذه العلاقات بين البلدين لأجل المنطقة والعالم الإسلامي. كما وصف دور البلدين في المنطقة والعالم الإسلامي بأنه "محوري"، قائلاً إنهما من خلال توسيع العلاقات الثنائية يمكنهما "خلق مستقبل مشرق" للمنطقة.
وتوصلت إيران والسعودية إلى اتفاق في العاشر من مارس/آذار 2023 بواسطة بكين لاستعادة علاقاتهما الدبلوماسية، بعد نحو ثماني سنوات من القطيعة، ثم تبادلا السفراء بعد إعادة فتح السفارات والمقرات الدبلوماسية، فضلاً عن زيارات متبادلة لوزيري الخارجية، الراحل أمير عبد اللهيان وفيصل بن فرحان، وزيارة للرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي إلى الرياض خلال نوفمبر/تشرين الثاني الماضي للمشاركة في مؤتمر القمة العربية والإٍسلامية الطارئة بشأن الحرب على غزة.
إلى ذلك، شكر الرئيس الإيراني المؤقت محمد مخبر، خلال الاتصال، السعودية على رسائل التضامن والتعاطف للعاهل السعودي وولي عهده في وفاة رئيسي وأمير عبد اللهيان، وكذلك مشاركة ممثله الخاص ووزير الخارجية في مراسم العزاء، وأضاف: "فقدنا شخصيتين مهمتين ومؤثرتين وحريصتين برفقة عدد آخر". وقال مخبر إنّ توسيع العلاقات مع الجيران والدول الصديقة "كان من النجاحات والاستراتيجيات المهمة" للرئيس الإيراني الراحل، مضيفاً أن فقدانهما "صعب لكن لن يحدث أي تغيير في حركة البلاد وستستمر العلاقة والثقة بين إيران والسعودية بالروح نفسها".
وأوضح مخبر أن "استمرار سياسة حسن الجوار وتوسيع العلاقات مع دول المنطقة يمثلان الخيار الوحيد أمامنا جميعاً"، مشدّداً على أن العلاقات بين إيران والسعودية "أساسية للعالم الإسلامي، وأنه رغم معارضة بعض القوى، فإن علاقاتنا اليوم وصلت إلى مستوى جيد والمنطقة بحاجة ماسة إلى توسيعها". ودعا الرئيس الإيراني المؤقت السعودية إلى تدعيم العلاقات السياسية واستدامتها من خلال توسيع العلاقات الاقتصادية ورفع العقبات أمام القطاع الخاص للبلدين، فضلاً عن دعوته بن سلمان إلى زيارة إيران. وأورد موقع الرئاسة الإيرانية أن بن سلمان وافق على تلبية الدعوة، موجهاً دعوة مماثلة إلى رئيس السلطة التنفيذية الإيرانية المؤقت لزيارة السعودية.
وأعلنت الحكومة الإيرانية، الاثنين الماضي، مقتل إبراهيم رئيسي ومرافقيه في تحطم مروحية كانت تقلّه والوفد المرافق له في طريق عودتهم من الحدود بين إيران وجمهورية أذربيجان إلى مدينة تبريز، مركز محافظة أذربيجان الشرقية. وفُقد الاتصال بطائرة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ومرافقيه، مساء الأحد، واستمرت عمليات البحث عن الطائرة حتى صباح الاثنين، حين تمكنت فرق الإنقاذ من الوصول إلى مكان تحطم الطائرة، ونشر التلفزيون الإيراني فيديوهات، لافتاً إلى أنّها اصطدمت بقمة الجبل.