باتت الصورة أوضح في قطاع غزة المحاصر، والذي يتعرض لليوم السابع على التوالي لعدوان إسرائيلي هو الأعنف، تجاوز في حدته العدوان الواسع الذي استمر لـ51 يوماً في عام 2014.
مجازر ضد المدنيين تتوسع، في محاولة إسرائيلية لدفع فصائل المقاومة الفلسطينية للاستسلام والموافقة على تهدئة منزوعة المطالب، لا تشمل إلا وقف إطلاق النار في غزة، وتستثنى مطالب الفلسطينيين بوقف الانتهاكات والتهويد في القدس المحتلة.
وفي الساعات الأخيرة، كانت المعركة على أشدها: المقاومة واصلت من وسط الدمار الهائل الذي خلفته القوة النارية المفرطة التصدي للعدوان والرد عليه، مع تواصل الجهود السياسية والدبلوماسية للوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار.
ويتعمد الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه الحالي على قطاع غزة استهداف المدنيين بشكل مباشر ودون إنذار مسبق، وأضحت مزيد من العائلات في غزة في عداد ضحايا العدوان، وشطبت عائلات جديدة من السجل المدني.
مجازر ضد المدنيين تتوسع في محاولة إسرائيلية لدفع فصائل المقاومة الفلسطينية للاستسلام والموافقة على تهدئة منزوعة المطالب، لا تشمل إلا وقف إطلاق النار في غزة، وتستثنى مطالب الفلسطينيين بوقف الانتهاكات والتهويد في القدس المحتلة
ويسعى الاحتلال من فرط القوة النارية إلى إيذاء الحاضنة الشعبية الواسعة للمقاومة، وإظهار "الانتصار" في معركة لم تتوقف، لكنه "انتصار" على الأطفال والنساء الذين يجرى انتشالهم من تحت أنقاض البيوت المدمرة.
وتحول وسط شارع الوحدة، أحد أبرز شوارع مدينة غزة التجارية، إلى كومة من الركام والدماء. وما زالت فرق الإنقاذ بإمكانات بسيطة تحاول لملمة جراح الفلسطينيين من تحت الأنقاض، وترسل أنابيب الأوكسجين لمن هم تحت ركام المنازل المدمرة في محاولة لإبقائهم أطول فترة على قيد الحياة حتى الوصول لهم.
إمكانات محدودة للغاية تلك التي تواجه بها طواقم الإنقاذ الفلسطينية تدمير عشرات المنازل فوق رؤوس ساكنيها، لكن الإصرار على مواصلة العمل هذا يعطي الأمل بالعثور على مزيد من الناجين، وسط دعوات لتحرك دولي لحماية المدنيين من التغول الإسرائيلي.
وتسمع بين الحين والآخر أصوات مناشدات لمواطنين عالقين تحت ركام العمارتين المدمرتين في شارع الوحدة، وكلما ظلت الأصوات حاضرة يزداد الأمل بأن يبقوا على قيد الحياة وألّا ينضموا لشهداء المجزرة الذين وصل عددهم إلى 26 شهيداً، بينهم 10 نساء و8 أطفال، إضافة إلى 50 مصاباً، جلهم من النساء والأطفال.
ومع توسع العدوان واشتداد القوة النارية الإسرائيلية واستمرار القصف المدفعي، استمر نزوح الآلاف من الفلسطينيين من منازلهم قسراً شرقي وشمالي قطاع غزة، وفتحت مزيد من مراكز الإيواء لاستيعاب المُهجرين من منازلهم.
وإلى جانب المدنيين والبيوت الآمنة، يستهدف الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه الطرق الرئيسية والبنية التحتية التي تربط قطاع غزة ببعضه.
وفي شمال القطاع، دمر الطيران الحربي، فجر اليوم الأحد، الشارع الواصل بين مستشفى الإندونيسي ومفترق حمودة على مدخل بلدة بيت حانون شرقاً، ما يقطع الطريق للوصول للمجمع الطبي الأهم شمال القطاع بسهولة.
وفي مدينة غزة أيضاً، دمر القصف مفترقات رئيسية في شارع الوحدة الذي يصل مجمع الشفاء الطبي الأكبر في القطاع، مع مزيد من التدمير الذي يطاول خطوط الكهرباء والمياه، والتي باتت شحيحة الوصول إلى منازل الفلسطينيين.