قالت وزارة الخارجية الأميركية، الاثنين، إن "وزير الخارجية أنتوني بلينكن وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ناقشا ضرورة منع توسع الصراع والحد من التوتر الإقليمي، بما يشمل وقف هجمات الحوثيين".
وشدد بلينكن خلال لقائه ولي العهد السعودي على "أهمية تلبية الاحتياجات الإنسانية في قطاع غزة، ومنع المزيد من انتشار الصراع"، وذلك بحسب بيان نشرته الخارجية الأميركية على موقعها الإلكتروني.
كما بحث الجانبان التنسيق الإقليمي لتحقيق "نهاية دائمة للأزمة في غزة توفر السلام والأمن الدائمين للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء". واختتم البيان بالقول إن "بلينكن وولي العهد السعودي ناقشا الحاجة الملحة للحد من التوتر الإقليمي، بما في ذلك وقف هجمات الحوثيين، والتقدم في عملية السلام في اليمن".
من جانبها، أفادت وكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس" بأن ولي العهد السعودي اجتمع مع وزير الخارجية الأميركي بالرياض، و"استعرضا أوجه العلاقات الثنائية، وآفاق التعاون المشترك، بالإضافة إلى بحث تطورات الأوضاع الإقليمية والجهود المبذولة تجاهها بما يحقق الأمن والاستقرار".
وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قد وصل اليوم الاثنين، إلى السعودية، المحطة الأولى في جولته الجديدة إلى المنطقة، في وقت تحاول واشنطن إعطاء دفعة لمفاوضات التطبيع بين الرياض ودولة الاحتلال الإسرائيلي، وكذلك إحراز تقدم مقترح هدنة في ظل الحرب الإسرائيلية المتواصلة على غزة.
وتأتي جولة بلينكن الخامسة إلى المنطقة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وبعد أيام من تنفيذ الولايات المتحدة ضربات ضد فصائل مرتبطة بإيران في العراق وسورية، وهو أحدث تصعيد للنزاع الذي سعى الرئيس جو بايدن في البداية إلى تجنبه. كما تأتي في وقت تظهر فيه إدارة بايدن تدريجياً المزيد من الإحباط تجاه إسرائيل، مع فرض عقوبات، الخميس، على مستوطنين متطرفين، رغم عدم دعم واشنطن الدعوات الدولية لإسرائيل لإنهاء حربها على غزة.
اقتراح الهدنة قيد المناقشة، والذي تمت صياغته خلال محادثات جرت قبل أسبوع في باريس بمشاركة مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) ومسؤولين من إسرائيل وقطر ومصر، يقضي بوقف القتال لمدة ستة أسابيع مبدئيا، بينما تفرج حماس عن محتجزين في غزة وإطلاق إسرائيل سراح أسرى فلسطينيين، بحسب ما أفاد مصدر من حماس.
ويزور بلينكن في جولته إسرائيل، بالإضافة إلى مصر وقطر.
وقال بلينكن، الاثنين، بعد اجتماعه في واشنطن مع رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إن هناك "أملاً حقيقياً" في نجاح "المقترح الجيد والقوي".
كما أعربت قطر عن تفاؤلها، رغم أن حماس قالت إنه من السابق لأوانه الحديث عن التوصل إلى اتفاق، إضافة إلى الانقسام في إسرائيل، حيث يعارض وزراء متطرفون تقديم تنازلات كبيرة للحركة.
واحتشد المئات، ليل السبت، في تل أبيب للمطالبة بالإسراع في إعادة الرهائن وإجراء انتخابات مبكرة، ونددوا بعجز حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اليمينية المتشددة عن تأمين الإفراج عنهم.
وإذ أقر مستشار الأمن القومي الأميركي جايك سوليفان، الأحد، بالجدل الدائر داخل إسرائيل بشأن المقترح، إلا أنه اعتبر أن "الكرة في ملعب حماس في الوقت الحالي".
بلينكن سيضغط لإدخال المزيد من المساعدات إلى غزة
وقال سوليفان لشبكة "سي بي إس" إن بلينكن سيضغط على إسرائيل للسماح بإدخال المزيد من الغذاء والماء والدواء إلى غزة التي تحولت إلى أنقاض بسبب القصف المستمر منذ نحو أربعة أشهر.
وأضاف: "سيكون ذلك على رأس أولوياته عندما يلتقي الحكومة الإسرائيلية - احتياجات الشعب الفلسطيني هي ما سيكون في محور المقاربة الأميركية".
يأتي ذلك فيما تحذّر الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة من خطر المجاعة في غزة مع النقص الحاد في الغذاء ومياه الشرب بسبب الحملة العسكرية الإسرائيلية.
(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)