استمع إلى الملخص
- الإمارات مستعدة للمشاركة في قوة دولية لإدارة غزة بعد الحرب، بشرط دعوة من السلطة الفلسطينية، وناقشت مع الولايات المتحدة خططاً لمعالجة الاحتياجات الإنسانية وإعادة الإعمار.
- زار وزير إسرائيلي الإمارات سراً لإشراكها في خطة "اليوم التالي"، مع تهميش الرئيس الفلسطيني، بينما اقترحت الإمارات إعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس.
الخطة تأتي بناءً على أفكار طوّرتها إسرائيل ودولة الإمارات
الإمارات أبدت استعدادها للمشاركة بقوة دولية من شأنها إدارة القطاع
نتنياهو أحب أجزاء من الخطة الإماراتية لكنه يعارض مشاركة السلطة
نقل موقع أكسيوس الأميركي عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين وإماراتيين قولهم إن وزير الخارجية أنتوني بلينكن يدرس خطة وُضعت لمستقبل الحكم في قطاع غزة بعد الحرب، بناءً على أفكار طوّرتها إسرائيل ودولة الإمارات. وأوضح المسؤولون أنه سيتم تقديم تلك الخطة بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية. ويأتي هذا في وقت يشعر فيه العديد من المسؤولين في البيت الأبيض بالقلق من أن الخطة من شأنها أن تهمّش رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وحكومته.
وفي وقت فشلت فيه الولايات المتحدة في إقناع إسرائيل بالتوصل إلى صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس وإرساء وقف إطلاق النار في غزة، فإن تقديم خطة "اليوم التالي" يمكن أن تكون "خطوة إيجابية محتملة" ينهي بها بايدن ولايته، بحسب ما ذكر الموقع الأميركي، الذي تحدث مع 12 مسؤولًا أميركياً وإسرائيلياً وفلسطينياً وإماراتياً، مطلعين على هذه المحادثات.
وبحسب المسؤولين، فإن البعض في وزارة الخارجية الأميركية، بمن في ذلك بلينكن، يعتقدون أن اتفاق وقف إطلاق النار لا يبدو ممكناً قبل نهاية إدارة بايدن، وبالتالي فإن الخطة الإسرائيلية الإماراتية هي "خطة بديلة" محتملة يمكن أن تبدأ في رسم مسار للخروج من الحرب، لكن مسؤولين آخرين داخل وزارة الخارجية يقولون إن هذه الخطوة لا تخدم إلا مصالح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ومن المؤكد أن الفصائل الفلسطينية سترفضها.
ووفقاً للموقع الأميركي، فإن إدارات بايدن وإسرائيل والإمارات بدأت بمناقشة هذه الأفكار منذ أشهر، وقال المسؤولون إن رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير شارك أيضاً في المناقشات وطرح بعض الأفكار الأصلية للخطة.
وفي وقت سابق، ذكرت تقارير بريطانية وأميركية أنّ دولة الإمارات أبدت استعدادها للمشاركة في قوة دولية من شأنها إدارة قطاع غزة بعد انتهاء الحرب الحالية، لتصبح أول دولة تقول إنها يمكن أن تنشر قوات لها على الأرض في غزة. وقالت مندوبة الإمارات في الأمم المتحدة، لانا زكي نسيبة، في وقت سابق، إنّ "أبوظبي ناقشت الخطط مع الولايات المتحدة كخطوة لملء الفراغ في قطاع غزة، من أجل معالجة الاحتياجات الإنسانية وإعادة الإعمار". وأكدت أنّ "الإمارات لن تشارك إلا إذا تلقت دعوة من السلطة الفلسطينية".
وأضافت نسيبة أنه "يمكن لدولة الإمارات أن تفكر في أن تكون جزءاً من قوات الاستقرار إلى جانب الشركاء العرب والدوليين"، لكنها أكدت أنه "يجب أن يكون للولايات المتحدة زمام المبادرة في هذا الأمر حتى تنجح". ولفتت إلى أنّ أبوظبي "أجرت ولا تزال تجري محادثات حول اليوم التالي مع جميع الجهات الفاعلة المعنية في المنطقة".
وقام وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، الذي يُعتبر الوزير الأقرب إلى رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، بزيارة سرية قبل أشهر إلى الإمارات العربية المتحدة، لمحاولة تسخير الإماراتيين للمشاركة في خطة "اليوم التالي" لحرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة.
وعلى الرغم من تصريحات نسيبة، فقد ذكر المسؤولون الذين تحدثوا إلى أكسيوس، أن "الإمارات تهمّش الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي يقولون إنه فاسد وغير قادر على أداء مهامه، ويجب تجريده من أي سلطة تنفيذية (...) كما يريدون استبدال رئيس الوزراء الفلسطيني الحالي محمد مصطفى، الذي يعتبرونه موالياً لعباس".
وبحسب مسؤولين إسرائيليين، فإن نتنياهو أحب العديد من أجزاء الخطة الإماراتية، لكنه يعارض مشاركة السلطة الفلسطينية في غزة ورؤية حل الدولتين. كما أن الإمارات اقترحت في محادثات جديدة إعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس، من أجل إظهار أن الولايات المتحدة تستثمر في الخطة وتقود العملية، لكن إسرائيل تعارض الفكرة.
وكشف مسؤولون إماراتيون أن الإمارات تريد من رئيس وزراء السلطة الفلسطينية تعيين شخصية فلسطينية للمساعدة في قيادة الانتقال في غزة، لكن إسرائيل لم تفكر في أي دور محتمل للسلطة الفلسطينية في الأمد البعيد. وقال مسؤولان كبيران في وزارة الخارجية الأميركية، لوكالة أكسيوس، إنه إذا قدم بلينكن الخطة، فسوف تتضمن أفكار إسرائيل والإمارات بالإضافة إلى أفكار الولايات المتحدة، بهدف الحصول على إجماع أوسع في المنطقة.