من المقرر أن يصل وفد حكومة إقليم كردستان العراق إلى العاصمة بغداد، في الأيام القليلة المقبلة لبحث التفاهمات بشأن المشاكل العالقة بين الإقليم والمركز، وسط تفاؤل بالتوصل إلى حلول، خاصة مع وجود تفاهمات بين الجانبين سبقت تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة محمد شياع السوداني.
ووضع الكرد شروطاً عدة، على تحالف "الإطار التنسيقي"، مقابل القبول بالتصويت على حكومة السوداني، فيما وعد "الإطار" بحل المشاكل العالقة بين الإقليم وبغداد.
وقال رئيس ديوان رئاسة وزراء إقليم كردستان العراق، أوميد صباح، اليوم السبت، إنه "من المقرر أن يتوجه وفد وزاري بتوجيه من رئيس وزراء الإقليم مسرور البارزاني، إلى بغداد يوم الثلاثاء أو الخميس المقبل". وأكد في تصريح متلفز أن "الهدف من هذه الزيارة هو التباحث حول جملة الحقوق التي تخص المكون الكردي التي اتفقت عليها الوفود الحزبية الكردية مع القوى السنية والشيعية في بغداد".
ويظهر أن القوى الكردية ستحصل على مناصب في إدارة محافظة صلاح الدين، إذ تعتبر أنها من ضمن "المناصب المسلوبة" من حقوق الإقليم، فيما تسعى حالياً للحصول على مناصب في محافظات أخرى.
ووفقاً للنائب عن حزب "الاتحاد الوطني الكردستاني" في محافظة صلاح الدين، ملا كريم شكور، فإن "الكرد ووفق اتفاق مع القوى السياسية في صلاح الدين سيستعيدون مناصبهم المسلوبة في المحافظة بطريقة تدريجية، بحسب الاستحقاق السكاني والانتخابي، وتحقيق التوازن الإداري بما يضمن حقوق جميع المكونات".
وأضاف في تصريح لوكالة أنباء كردية محلية، أن "الكرد فقدوا مناصبهم في صلاح الدين منذ سنوات، وأبرزها منصب نائب المحافظ منذ عام 2013، ومناصب قائممقام قضاء طوز خورماتو، ومديريات التربية والبلدية منذ عام 2017".
وتابع قائلاً: "لدينا اتفاق مع الأطراف السياسية بشأن منصب قائممقام الطوز، ولا وجود لأي مشاكل في الوقت الحالي، ونسعى لاستعادة مناصبنا بتهيئة الأرضية الملائمة لذلك"، مشدداً على ضرورة "تحقيق التوازن الإداري القومي والانتخابي في صلاح الدين المتعددة القوميات والطوائف، لمعالجة مشاكل المحافظة المتشعبة والتي انعكست سلباً على المواطنين".
وأكد مسؤول في حكومة إقليم كردستان العراق، لـ"العربي الجديد"، مشترطاً عدم ذكر اسمه، أن "المناصب في إدارة محافظة صلاح الدين وكركوك والموصل، هي استحقاق للكرد، وهي لا تمثل كل الحقوق، وإنما تندرج ضمن حقوق كثيرة للكرد نص عليها الدستور"، مشيراً إلى أن "القوى في بغداد وعدت بحل الملفات العالقة مع أربيل، ونأمل ذلك".
وكشف أن "الوفد الذي سيزور بغداد سيبحث التفاهمات التي جرت قبيل تشكيل الحكومة، والتي نصت على ضمانات بتوفير حلول للملفات".
من جهته، أبدى زعيم "تيار الحكمة" (جزء من الإطار التنسيقي)، عمار الحكيم، تفاؤلاً بحل الخلافات العالقة بين بغداد وأربيل، وذلك في رسالة بعثها اليوم السبت، إلى زعيم "الحزب الديمقراطي الكردستاني" مسعود البارزاني بمناسبة نجاح المؤتمر الرابع عشر للحزب، وتجديد الثقة بالبارزاني، رئيساً للحزب.
وقال الحكيم "كلنا أمل بالمضي في مسار العمل مع باقي شركاء المشهد العراقي بروح وطنية عالية لصون التجربة الديمقراطية، وممارسة الدور الريادي ذاته على الصعيدين الكردي في الإقليم والوطني في العراق"، معبراً عن أمله بأن "تكون هذه المناسبة بادرة خير لحلحلة الملفات العالقة بين حكومتي المركز والإقليم".
وتعد الملفات العالقة بين بغداد وأربيل، إحدى أبرز المشاكل التي تواجهها الحكومات العراقية المتعاقبة، ومن أهم تلك الملفات التي تحتاج إلى حوار وتفاهمات مشتركة، مرتبات موظفي إقليم كردستان العراق، والتنسيق الأمني في المناطق المتنازع عليها، والاتفاق على آلية تصدير النفط من حقول الإقليم.