أعادت السلطات العراقية، فتح ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد، أمام حركة السير والمرور، وذلك في خطوة جاءت بعد اتفاق مع المتظاهرين الذين اعتمدوا الساحة لعام كامل كساحة رئيسية للتظاهرات التي عمّت البلاد، وسط تأكيد من ناشطين بأن إخلاء الساحة من المعتصمين لا يعني انتهاء التظاهرات.
وفجر اليوم السبت، بدأت آليات وجرافات القوات الأمنية العراقية، بإزاحة الحواجز الكونكريتية من الساحة، وجسر الجمهورية الرابط بينها وبين المنطقة الخضراء المحصنة، ليعاد فتح الساحة رسمياً وبشكل كامل.
وقال قائد العمليات الفريق الركن قيس المحمداوي، في بيان، إن "الجهد الهندسي في عمليات بغداد باشر، فجر اليوم، بإعادة فتح ساحة التحرير، وجسر الجمهورية أمام حركة سير العجلات"، موضحاً أن "هذا الإجراء سيخفف الزخم المروري الحاصل في المناطق القريبة من الساحة"، ولم يدلِ المسؤول بأي تفاصيل بخصوص المتظاهرين.
قائد عمليات بغداد يعلن فتح ساحة التحرير وجسر الجمهورية
— Salam Khalil 🇮🇶 (@SalamKhaleel3) October 31, 2020
وسط بغداد pic.twitter.com/0W0EDcwVHh
بيان ساحة التحرير الأن pic.twitter.com/ewStpY7rZP
— علي وليد (@ali_walied26) October 29, 2020
فتح ساحة التحرير امام حركة المرور pic.twitter.com/A9H7LpISg1
— 🇮🇶 محمود المفرجي الحسيني 🇮🇶 (@almafraji71) October 31, 2020
من جهته، أكد مسؤول حكومي أن "مكتب رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي أصدر توجيهات للقوات الأمنية بفتح الساحة، بعد تفاهمات أجريت خلال الأيام الأخيرة، مع ممثلين عن ساحات التظاهر، انتهت بالاتفاق على إعادة فتحها"، مبيناً لـ"العربي الجديد"، أن "المتظاهرين سيستمرون في وجودهم بالساحة وبدون أي مضايقة، وقسم كبير منهم رأوا أهمية تفويت الفرصة على المندسين والمخربين بهذا الإجراء، حرصاً على أمنهم وأمن عناصر الأمن، لا سيما بعدما اخترقت جماعات مسلحة الساحة في تظاهرات إحياء ذكرى الثورة في (25 من أكتوبر/تشرين الأول الجاري)، وقامت بالاعتداء على المتظاهرين وعناصر الأمن وطعنهم".
وأكد ناشطون من جهتهم، أن إخلاء الساحة من المتظاهرين وإعادة فتحها، لا يعني انتهاء التظاهرات، والتي أصبحت "فكراً لا يمكن التخلي عنه".
وقال عضو في إحدى اللجان التنسيقية بتظاهرات بغداد، ويدعى سعد الخزعلي، لـ"العربي الجديد"، إن "إعادة فتح الساحة تمّت بخبث حكومي بعد أسابيع من المفاوضات السرية والضغوط، والسماح بدخول المندسين والمخربين لإحداث فوضى في الساحة بالتعاون مع التيار الصدري".
وبيّن أن إشهار ورقة المخربين والسماح بمرورهم من حواجز الأمن ووصولهم إلى التظاهرات، والتضييق على الناشطين كانت إحدى أسوأ صفحات القمع التي مرت على التظاهرات".
واتّهم من وصفهم بأصدقاء ومستشاري رئيس الوزراء بلعب دور سيئ في هذا الإطار، واصفاً الاحتجاجات بأنها لن تنتهي بسهولة كما يحلو للحكومة والأحزاب التي جاءت بها، بل إن الشعب أثبت للسلطات أنه يستطيع أن يحرك الشارع متى ما شاء، وهذا واضح من خلال إحياء ذكرى الثورة، والتي عمّت التظاهرات فيها أغلب المحافظات العراقية يوم الأحد الماضي".
يشار إلى أن ساحات التظاهر شهدت على مدى عام من الاحتجاجات، مقتل نحو 700 متظاهر، وإصابة أكثر من 27 ألفاً آخرين، في وقت لم تتم فيه محاسبة أي جهة متورطة بأعمال العنف تلك، وسط وعود مستمرة تبذلها الحكومة لإنهاء الملف وفقاً للقانون.