بعثات دبلوماسية تدرس استئناف عملها من عدن

بعثات دبلوماسية تدرس استئناف عملها من عدن

09 مايو 2024
يمنيون في عدن، مارس 2022 (صالح العبيدي/فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- تشهد اليمن تحركات دبلوماسية مكثفة لإعادة فتح البعثات الدبلوماسية في عدن، بعد سنوات من الغياب بسبب الحرب، مع تزايد الضغوط على الحوثيين وإحياء خريطة الطريق نحو السلام.
- وفود دولية تقوم بزيارات ميدانية لتقييم الوضع الأمني والخدمات في عدن، مع تركيز على الإسكان، الخدمات الفندقية، الرعاية الصحية، التعليم، والبنية التحتية، وقد أظهرت النتائج تحسنًا ملحوظًا.
- الحكومة اليمنية، مجلس القيادة الرئاسي، والمجلس الانتقالي الجنوبي يرحبون بعودة البعثات الدبلوماسية، مؤكدين على استعدادهم لتسهيل هذه الخطوات، مما يعكس التزامهم بتحقيق السلام والاستقرار.

قالت مصادر سياسية يمنية وغربية خاصة، لـ"العربي الجديد"، إن هناك رغبة لدى عدد من البعثات الدبلوماسية العربية والدولية في إعادة فتح بعثاتها من العاصمة اليمنية المؤقتة عدن بعد سنوات من مغادرتها، عقب اندلاع الحرب في اليمن، واتخاذها من الرياض وعمّان مقراً لها. ويترافق هذا التوجه مع تزايد التحركات البعيدة عن الأنظار في ما يخص الأوضاع في اليمن وإحياء خريطة الطريق وعملية السلام، وفي ظل الضغوط المتزايدة على جماعة الحوثيين على أكثر من صعيد، محلياً وخارجياً.

درس فتح البعثات في عدن

وبحسب أكثر من مصدر تحدث لـ"العربي الجديد"، فإن بعض البعثات تدرس إعادة افتتاح كامل في عدن، فيما يميل البعض الآخر إلى أن يكون هناك تدرج في خطوات الفتح، وفقاً لما قد تكشف عنه الأوضاع الميدانية. وفي السياق، بعثت عدة دول معنية وفوداً مختصة إلى عدن لتقييم الوضع في ما يخص العديد من الخدمات وتوفرها، مثل بيئة الإسكان والعقارات والخدمات الفندقية والصحة، لا سيما جودة المستشفيات والرعاية الصحية، فضلاً عن المدارس والجامعات والبنوك والماء والكهرباء وغيرها. ونفذت هذه الوفود زيارات ميدانية، وعقدت الكثير من اللقاءات مع عديد من الجهات والمؤسسات الحكومية والخاصة، بعد إجراء تقييم الوضع الأمني واستقراره في العاصمة عدن، من بينها الهند، التي أجرى ملحقها العسكري، أول من أمس، لقاءات عدة في عدن، بحث خلالها إعادة فتح القنصلية الهندية.

بعثت عدة دول معنية وفوداً مختصة إلى عدن لتقييم وضع الخدمات

الأوضاع في عدن مهيأة لعمل البعثات

وذكرت مصادر حكومية وغير حكومية يمنية شاركت في بعض هذه اللقاءات، لـ"العربي الجديد"، أن هذه الوفود أبدت رضاها عما لمسته، وخلصت إلى أن الأوضاع في عدن أصبحت مهيأة للعمل وباتت قادرة على القيام بدورها كعاصمة البلاد وانطلاق العملية السياسية منها واحتضان البعثات وتسهيل الحركة الدبلوماسية وتلبية احتياجات بيئة عمل البعثات وموظفيها بعد تحسن الأمن والتطور في أدائها واستقرار مجلس القيادة الرئاسي وعمل الحكومة فيها، وتفعيل مكاتب كافة الوزارات والمؤسسات الحكومية.


مصادر: مجلس القيادة الرئاسي والحكومة و"الانتقالي" أبدوا ترحيبهم بالمساعي الدولية لإعادة الحركة الدبلوماسية

وحسب بعض تلك المصادر، فإن مجلس القيادة الرئاسي والحكومة والمجلس الانتقالي الجنوبي أبدوا ترحيبهم بالمساعي الدولية لإعادة الحركة الدبلوماسية، بل ألحّوا كثيراً على تحقيق ذلك. وأوضحت أنهم أكدوا لوفود التقييم استعدادهم لتسهيل وتحقيق هذه الخطوات حتى تُسرّع الدول عملية عودة فتح البعثات والقنصليات الدبلوماسية من الداخل، وتحديداً في العاصمة عدن وعودة نشاطها وخدماتها، على غرار عودة بعثات المنظمات الدولية واستقرار عملها.

يذكر أن هذه التطورات جاءت متزامنة أو مرافقة لعودة الحديث عن تقدّم في خريطة الطريق، ودفع دولي نحو حل الأزمة وجنوح جميع الأطراف إلى مسار السلام الشامل، وخفض التصعيد في البحر الأحمر، لا سيما بعد أن أصبحت المنطقة المحيطة باليمن ثكنة عسكرية مع تزايد الوجود الأجنبي منذ ما بعد اندلاع الحرب على قطاع غزة، والتي دفعت لانخراط الحوثيين في هذا النزاع، ما انعكس بشكل كبير على الوضع الإنساني، سواء في مناطق سيطرة جماعة الحوثيين أو في منطقة سيطرة الحكومة الشرعية وحلفائها، بعدما رفعت شركات الشحن الدولية نفقات الشحن وانعكس ذلك على الأسعار التي لا تتوقف عن الارتفاع يومياً.