بعثات أجنبية تواصل مغادرة أفغانستان... ودعم "رمزي" من "الناتو"

13 اغسطس 2021
توقعات بسقوط العاصمة قريباً في قبضة "طالبان" (Getty)
+ الخط -

يتواصل انسحاب البعثات الدبلوماسية من العاصمة الأفغانية كابول في ظلّ التوقعات بسيطرة حركة "طالبان" عليها في غضون ثلاثة أشهر، إذ أعلنت الدنمارك أنها تعتزم إغلاق سفارتها في البلاد بالتزامن مع إعلان ألمانيا تقليص عدد موظفيها في السفارة، في حين دعت الخارجية الفرنسية مواطنيها إلى المغادرة.

دول تغلق سفاراتها

وقال وزير الخارجية الدنماركي جيبي كوفود، اليوم الجمعة، إنّ بلاده بصدد إغلاق سفارتها في كابول وإجلاء موظفيها في الوقت الحالي؛ بسبب تدهور الوضع الأمني في أفغانستان، وفق ما أوردته "رويترز".

وحذت النرويج حذو الدنمارك، وقالت وزيرة الخارجية النروجية إين إريكسن سورييد، في مؤتمر صحافي، إنّ الإجلاء سيكون متاحاً أيضاً "للأفغان العاملين محلياً مع أسرهم".

وفي السياق، قالت الحكومة السويسرية، اليوم الجمعة، إنها ستسحب الموظفين السويسريين المتبقين من مكتبها للتعاون في أفغانستان؛ بسبب تدهور الوضع الأمني هناك.

ولم يتبق في مكتب التعاون سوى ثلاثة موظفين سويسريين فقط بعد تقليص عدد الموظفين هناك في وقت سابق.

وقالت نائبة وزير الخارجية ليفيا ليو في مؤتمر صحافي في برن، وفق ما نقلته "رويترز": "سيغادرون كابول أيضاً في أسرع وقت ممكن". وأضافت أنّ بإمكان الموظفين المحليين الراغبين في المغادرة التقدم بطلب للحصول على تأشيرات إنسانية سويسرية. ويشرف مكتب التعاون على برامج المساعدات التنموية والإنسانية.

وأخرى تقلص عدد موظفيها

واليوم، قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إنّ بلاده ستقلص عدد موظفي سفارتها في كابول إلى الحد الأدنى، وستعزز الإجراءات الأمنية في المجمع.

وقال ماس للصحافيين في دينزلنغن بجنوب ألمانيا، وفق ما نقلت "رويترز"، إنّ "فريق تنسيق الأزمات الحكومي قرر أيضاً تقديم مواعيد رحلات الطيران العارض التي كان من المزمع أن تتم أصلاً في نهاية أغسطس/آب". وأضاف أنّ الهدف هو نقل موظفي السفارة والمساعدين الأفغان المحليين بهذه الرحلات الجوية. وسيحصل الأفغان الذين ليس لديهم تأشيرات على أوراقهم في ألمانيا لتسريع العملية.

بدورها، كتبت وزيرة الخارجية السويدية آن ليندي، الجمعة، على "تويتر"، أنّ بلادها ستكتفي حالياً بتقليص وجودها الدبلوماسي في أفغانستان، غير أنها أشارت إلى أنّ الاستعدادات جارية لإجلاء موظفي السفارة.

ودول تدعو رعاياها للمغادرة

وأعلنت إسبانيا، الجمعة، أنها باشرت إجلاء مَن تبقّى من مواطنيها في أفغانستان إضافة إلى موظّفي سفارتها في كابول وزملائهم الأفغان، في ضوء التقدّم السريع الذي تُحرزه حركة "طالبان" في كلّ أنحاء البلاد. وأشار وزير الخارجيّة خوسيه مانويل ألباريس، في بيان، وفق ما ذكرته 
فرانس برس"، إلى "بدء إعادة أفراد السفارة والإسبان الذين بقوا في البلاد وكذلك الأفغان وأسرهم الذين عملوا إلى جانبنا". وقال إنّ "إسبانيا مستعدّة لأيّ احتمال، بما في ذلك إخلاء السفارة إذا لزم الأمر". وأوضحت الوزارة أنّه بالإضافة إلى الأشخاص الموجودين في السفارة، كان لا يزال هناك ستّة مواطنين إسبان في أفغانستان الجمعة. وأشار البيان إلى أنّ الوزارة تعمل مع الوزارات الأخرى "لتنسيق نقل المواطنين الأفغان الذين تعاونوا في المهمّات العسكريّة ومشاريع التعاون الإسبانيّة في أفغانستان".

من جهتها، جددت الخارجية الفرنسية دعوة مواطنيها إلى المغادرة "في أسرع وقت ممكن"، بعد دعوات مماثلة صدرت بالأمس من عدّة عواصم غربية، أبرزها واشنطن ولندن وبرلين. وأوردت الوزارة، في بيان رداً على سؤال مكتوب لوكالة "رويترز" عما إذا كانت تخطط لإخلاء سفارتها وإجلاء مواطنيها من أفغانستان: "في ضوء الوضع الأمني المتفاقم (في أفغانستان)، ندعو المواطنين الفرنسيين مجدداً لمغادرة هذا البلد بأسرع وقت ممكن".

من جهته، قال وزير الخارجية الفنلندي بيكا هافيستو إنّ برلمان البلاد وافق على استقبال "ما يصل إلى 130 أفغانياً عملوا في خدمة فنلندا والاتحاد الأوروبي والناتو مع عائلاتهم" بسبب "الوضع الأمني الذي يتدهور سريعاً" في أفغانستان. وأشار هافيستو، بحسب "فرانس برس"، إلى أن سفارة فنلندا ستظل مفتوحة حالياً، لافتاً إلى أن الوضع يبقى مرهوناً بالتقييمات الأمنية المستمرة.

في سياق متصل، كشفت وثيقة حصلت عليها الإذاعة الوطنية العامة في الولايات المتحدة أنّ السفارة الأميركية في كابول تشهد إجراءات احترازية طارئة، تشمل عملية إتلاف للوثائق والمستندات في مبنى السفارة، وتدمير الحواسيب المكتبية، ومطالبة كلّ من لا يملك خبرة مكتبية بالمغادرة في موعد أقصاه نهاية هذا الشهر، وهو ما يوحي بوجود خشية أميركية من أن تتعرض سفارتها في كابول للاستهداف من قبل "طالبان" في حال سيطرت على العاصمة.

وأمس الخميس، أعلنت الولايات المتّحدة أنها سترسل 3000 جندي إلى العاصمة الأفغانية للمساعدة في إجلاء موظفين في سفارتها هناك، وتبعتها بريطانيا بإعلانها إرسال 600 جندي للغرض ذاته، وتسريع نقل المتعاونين الأفغان من البلاد خشية استهدافهم من قبل "طالبان".

"الناتو"

في الأثناء، أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، إثر اجتماع مع سفراء دول الحلف في بروكسل بعد قرار واشنطن ولندن إجلاء رعاياهما من كابول، أن الحلف سيدعم الحكومة الأفغانية "قدر الإمكان" وسيقوم بـ"تكييف" وجوده الدبلوماسي.

وأضاف ستولتنبرغ، في بيان أوردته "فرانس برس"، أنّ "الحلفاء في الأطلسي قلقون للغاية من مستويات العنف العالية التي تسبب بها هجوم طالبان، خصوصاً الهجمات على المدنيين وعمليات الاغتيال محددة الهدف والمعلومات التي تتحدث عن انتهاكات أخرى بالغة لحقوق الإنسان".

بدوره، تعهد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الجمعة، بـ"عدم إدارة الظهر لأفغانستان"، داعياً الدول الغربية إلى العمل مع كابول لتجنب "أن تصبح (البلاد) مجدداً تربة (خصبة) للإرهاب".

وأعلن جونسون، متحدثاً عبر قنوات التلفزة البريطانية إثر اجتماع أزمة حكومي، أنّ بلاده تعتزم "ممارسة الضغط" عبر القنوات الدبلوماسية والسياسية، مستبعدا حتى الآن فرضية "حل عسكري"، وفق ما نقلت وكالة "فرانس برس".

المساهمون