بزشكيان يختار القيادي الإصلاحي محمد رضا عارف نائباً أول له... من يكون؟

28 يوليو 2024
محمد رضا عارف يدلي بصوته في الانتخابات، 5 يوليو 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **تعيين محمد رضا عارف نائباً أول للرئيس الإيراني**: عيّن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، القيادي الإصلاحي المعتدل محمد رضا عارف نائباً أول للرئيس بعد تنصيب بزشكيان رسمياً من طرف المرشد الأعلى علي خامنئي.

- **مسيرة محمد رضا عارف السياسية**: عارف، المولود في يزد عام 1951، شغل مناصب هامة منها وزارة الاتصالات والنائب الأول للرئيس السابق محمد خاتمي، وعضو في مجمع تشخيص مصلحة النظام والمجلس الأعلى للثورة الثقافية.

- **مواقف محمد رضا عارف السياسية**: عُرف بمواقفه المعتدلة، مؤكداً على الإصلاحات داخل النظام ورفض المواجهة، ورفض تهمة تزوير انتخابات 2009، مشدداً على أن حل المشكلات يكمن في الداخل وليس في العلاقة مع أميركا.

عيّن الرئيس الإيراني الإصلاحي مسعود بزشكيان، اليوم الأحد، القيادي الإصلاحي المعتدل محمد رضا عارف نائباً أول للرئيس، وفق وكالة "إرنا" الحكومية الرسمية. وجاء التعيين بعد تنصيب بزشكيان رسمياً رئيساً لإيران من طرف مرشدها الأعلى علي خامنئي. وولد محمد رضا عارف عام 1951، في مدينة يزد الإيرانية، وهو شخصية إصلاحية معروفة في إيران، ومتخصص في هندسة الكهرباء، ونائل شهادة الدكتوراه من الولايات المتحدة الأميركية، وكان النائب الأول للرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي، خلال دورته الرئاسية الثانية (2001 ـ 2005)، وذلك بعد أن تولى وزارة الاتصالات في الدورة الأولى (1997 ـ 2001).

رغم العلاقة المتوترة بين الإصلاحيين وأركان الحكم في إيران منذ عام 2009 على خلفية رفض نتائج الانتخابات الرئاسية حينها واعتقال قيادات وناشطين إصلاحيين ومحاكمتهم، كان محمد رضا عارف من القيادات الإصلاحية التي لم يشملهم الغضب لتجنبه اتخاذ مواقف متشددة، وظل معتدلاً فيها. ورغم قربه الشديد من الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي، ظل عضواً في مجمع تشخيص مصلحة النظام بتعيين من المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي منذ 23 عاماً، كما أن خامنئي اختاره أيضاً عضواً في المجلس الأعلى للثورة الثقافية المعني بتعيين السياسات العليا في المجال الثقافي والتعليمي.

وزادت شهرة محمد رضا عارف أكثر بعد ترشحه في سباق الانتخابات الرئاسية عام 2013، لكنه انسحب في مراحله النهائية لصالح دعم الرئيس المعتدل، حسن روحاني. وعمل لأربع سنوات نائباً في البرلمان الإيراني من 2016 إلى 2020. كما أنه رئيس مجلس إدارة مؤسسة "باران" الإصلاحية التي شكلها الرئيس الأسبق محمد خاتمي بعد انتهاء ولايته عام 2005. كما كان محمد رضا عارف عضواً مؤسساً لحزب جبهة المشاركة لإيران الإسلامية الذي حلته السلطة القضائية الإيرانية عام 2010 على خلفية الاحتجاجات التي شهدتها إيران حينها على نتائج الانتخابات الرئاسية التي أعلن فيها فوز المرشح المحافظ محمود أحمدي نجاد.

محمد رضا عارف: لا مكان لمواجهة النظام

وسبق أن أكد عارف في تصريحات أوردتها وكالة "إرنا" الرسمية أن "لا مكان للمواجهة ضد النظام أبداً في الفكر الإصلاحي"، قائلاً إن "الفكر الإصلاحي هو فكر معتدل، من الطبيعي ألا يوافق الجميع مع هذا التفكير. الإصلاح يعني إجراء الإصلاحات داخل النظام"، منتقداً حينها التوجه نحو إقصاء الإصلاحيين من الحكم، مؤكداً أنه "لا يمكن شطب الإصلاحيين، فإن حصل ذلك فستواجه البلاد مشكلات جادة".

وجرت العادة في إيران بعد إلغاء منصب رئاسة الوزراء 1989، أن يقوم النائب الأول للرئيس الإيراني، مقامه، مركزاً في عمله على الشؤون الداخلية أكثر من الخارجية، مثل إدارة جلسات الحكومة والتنسيق بين مؤسساتها. وفي السياق، يعتبر البعض أن عارف شخصية تنفيذية مخضرمة، يمكنه مساعدة الرئيس الإيراني في هذه الظروف الحساسة. وكان عارف قد رفض بعد فوز الرئيس الإيراني المعتدل حسن روحاني بدعم إصلاحي عام 2013، الانضمام إلى حكومته وتولي وزارة العلوم والتقنيات أو وزارة الاتصالات.

ويعرف عارف المرضي عنه لدى التيار المحافظ بمواقفه المعتدلة في القضايا والصراعات الداخلية بين القوى السياسية، فعلى سبيل المثال، خلافاً لموقف كثير من زملائه الإصلاحيين، رفض محمد رضا عارف تعليقاً على حوادث عام 2009 توجيه تهمة تزوير الانتخابات الرئاسية إلى الحكومة، متحدثاً فقط عن "انتهاكات".

وانسحب محمد رضا عارف عام 2008 من السباق البرلماني احتجاجاً على رفض أهلية الكثير من المرشحين الإصلاحيين من طرف مجلس صيانة الدستور. لكنه خلال عمله في البرلمان الإيراني (2016 ـ 2020)، تعرض لانتقادات واتهامات من الإصلاحيين بالصمت والانفعال تجاه احتجاجات شهدتها البلاد خلال 2017 و2019، لكنه رفض هذه الانتقادات، قائلاً إنه سجل مواقفه ولم يصمت.

في ما يتعلق بمواقفه بشأن السياسة الخارجية، يؤكد عارف في تصريحات سابقة أن بلاده "لن تعترف بإسرائيل وتعتبرها قوة احتلالية"، وبخصوص الولايات المتحدة قال "إنني لا أرى أن حل المشكلات يكمن في العلاقة مع أميركا، يجب أن نحل المشكلات من داخل البلاد"، مضيفاً: "أنا أهل التفاوض والتعامل في إطار المصالح الوطنية".

المساهمون