بريطانيا قبل يوم من تتويج الملك تشارلز.. وقادة العالم يتوافدون

05 مايو 2023
جدارية للملك تشارلز في غرب لندن (Getty)
+ الخط -

يقيم الملك تشارلز، اليوم الجمعة، حفل استقبال لزعماء العالم المجتمعين في لندن لحضور مراسم تتويجه، غداً السبت، في أكبر احتفال رسمي‭ ‬يقام في بريطانيا منذ 70 عاماً.

وسيتوج تشارلز (74 عاما) وعقيلته كاميلا في كنيسة وستمنستر بلندن، في احتفال متألق وديني مهيب في الوقت نفسه، مع اتباع تقاليد تعود إلى حوالي ألف عام، يليها موكب احتفالي.

ويتوافد محبو العائلة المالكة ‭‬‬على طريق واسع يؤدي إلى قصر بكنغهام، فيما يتوالى وصول زعماء دول وشخصيات عالمية إلى العاصمة البريطانية قبل الحدث.

وكتبت السيدة الأولى الأميركية جيل بايدن على "تويتر" قبل توجهها إلى بريطانيا "إنه لشرف كبير أن أمثل الولايات المتحدة في هذه اللحظة التاريخية وأن نحتفل بالعلاقة الخاصة بين بلدينا".

وسيعلن زعيما أستراليا ونيوزيلندا الولاء للملك تشارلز خلال مراسم تتويجه غداً السبت.

وأصبح تشارلز ملكاً بصورة تلقائية بعد وفاة الملكة إليزابيث عن عمر ناهز 96 عاماً في سبتمبر/ أيلول الماضي، لكن التتويج، رغم أنه ليس ضرورياً، يُعد حدثاً رمزياً يضفي الشرعية على الملك.

وتنظّم بريطانيا السبت مراسم تتويج فخمة هي الأولى منذ 70 عاماً مع جلوس الملك تشارلز على العرش في طقوس مسيحية مهيبة وأكثر من ألف عام من التاريخ. ومراسم التتويج الأولى لملك بريطاني منذ 1937 هي تأكيد ديني على اعتلائه العرش خلفاً لوالدته الملكة إليزابيث الثانية التي توفيت في أيلول/سبتمبر 2022.

وجزء كبير من المراسم الأنغليكانية التي ستقام في كنيسة ويستمنستر، وستتوج خلالها أيضاً زوجته الثانية كاميلا ملكة، متوارث منذ ألف عام عن أسلاف الملك البالغ 74 عاماً. لكن سيكون هناك أيضاً خروج واضح عن التقاليد مع مشاركة أساقفة نساء وقادة ديانات أقلية، وقائمة مدعوين أكثر تنوعاً وتمثيلاً للمجتمع البريطاني.

وستكون مسألة البيئة حاضرة أيضاً، ومنها مسح الملك بزيت نباتي والملابس الاحتفالية المعاد تدويرها، ما يعكس القضايا التي حمل تشارلز لواءها طيلة حياته، وهي الاستدامة والتنوع البيولوجي.

واعتبر رئيس الوزراء ريشي سوناك الحدث "لحظة فخر وطني عارم".

وقال لشبكة سكاي نيوز "إنه يُظهر شخصية بلدنا وهو فرصة لنا جميعاً للتطلع إلى المستقبل، وجوهر الخدمة والأمل والوحدة".

معارضة

لكن ليس الجميع في مزاج احتفالي. فالمعارضون الجمهوريون الذين يطالبون برئيس دولة منتخب، وضعوا خطة للاحتجاج في يوم التتويج مع شعارات تقول "ليس ملكي" (نات ماي كينغ). ويبدو حماس الأشخاص الأصغر سناً لحفل التتويج والملكية عموماً فاتراً، وفق استطلاعات للرأي.

وخارج المملكة المتحدة، يضعف موقع تشارلز كوريث للعرش في 14 من دول الكومنولث. وقد ألمحت كل من أستراليا وبليز وجامايكا إلى خطوات نحو التحول إلى نظام جمهوري، فيما يواجه تشارلز أيضاً دعوات لتقديم اعتذار عن ضلوع أسلافه في الاستعمار وتجارة الرقّ.

بالعودة إلى بريطانيا، يأمل القادة السياسيون في أن تُظهر مراسم التتويج بريطانيا في أفضل أحوالها، وتعمل بطريقة ما لإصلاح موقعها الدولي الذي تضرر بخروجها من الاتحاد الأوروبي.

وسيكون الرئيسان الفرنسي والألماني وكبار قادة الاتحاد الأوروبي من بين 2300 مدعو سيحضرون المراسم، إلى جانب أفراد من عائلات ملكية من أنحاء العالم.

ورغم الأمطار الغزيرة الجمعة وتوقعات بمزيد من الأمطار في عطلة نهاية الأسبوع، بدأ محبو العرش البريطاني بالتخييم في شارع ذا مول المؤدي إلى قصر باكنغهام، طمعاً في متابعة المراسم من أفضل الأماكن.

كلفة

وجاءت كارول فيرفاكس (45 عاماً) وابنها تشارلي البالغ ثمانية أعوام وشقيقتها كارين تشامبرلين (57 عاماً) من برمنغهام بوسط إنكلترا وتجهزوا بخيم وأكياس نوم. وقالت تشامبرلين العاملة في منظمة خيرية لوكالة "فرانس برس": "الأمر رائع"، وأضافت "والدتنا جاءت إلى لندن في 1951. القدوم إلى هنا طريقة للقول إننا فخورون بالعرش. عسى أن نكون هنا عندما يصبح (وريث تشارلز) وليام ملكاً".

ويتلقّى ركاب القطارات رسالة بصوت تشارلز وكاميلا تنبّههم إلى "الفجوة" بين منصة المحطة والقطار.

لكنّ المزاج الاحتفالي والعرض الفخم للمجوهرات والتيجان والعربات المطعمة يثيران توتراً لدى العديد من البريطانيين الذي يعانون من ارتفاع كلفة المعيشة وإضرابات واسعة للمطالبة بتحسين الأجور.

وقالت إيدن إيويت (38 عاماً) لـ"فرانس برس" في شمال لندن: "لا نعيش الحياة نفسها. الناس الآن يواجهون صعوبات". وأضافت: "أطبخ مرتين فقط في الأسبوع. آكل السندويتشات فقط. بعض الأشخاص لا يأكلون على الإطلاق".

أبهة

وجزء كبير من كلفة المراسم البالغة 100 مليون جنيه (126 مليون دولار) والممولة بشكل كبير من دافعي الضرائب، قد تكون مخصصة على الأرجح للعملية الأمنية الضخمة. لكنّ متحدثاً باسم قصر باكنغهام قال إن اهتمام العالم "يعوّض وأكثر عن المدفوعات المترافقة معها".

وقالت هيئة تجارية، هي "يو كي هوسبيتاليتي"، إن المراسم التي تستمر ثلاثة أيام تشمل عطلة رسمية الإثنين، يمكن أن تعود بمبلغ 350 مليون جنيه على قطاع الترفيه، بما فيه الحانات.

وبُذلت كل الجهود لأكبر عروض الفخامة والأبهة البريطانية منذ عقود، والتي تتخطى المراسم الرسمية لدفن الملكة في أيلول/ سبتمبر الماضي.

وفي المجموع، سيشارك سبعة آلاف عسكري، من خيالة إلى فرق موسيقية، في العرض الذي يتم التدريب عليه بدقة بالغة.

وسينتقل تشارلز وكاميلا من باكنغهام في عربة اليوبيل الماسي، ثم يعودان إلى القصر في نفس الطريق على متن العربة الذهبية الأقدم، عقب المراسم التي ستستمر ساعتين في الكنيسة.

في القصر ستُقدم لهما التحية من أفراد من القوات المسلحة، ثم يتابعان طلعات جوية احتفالية من شرفة القصر مع أفراد آخرين من العائلة الملكية.

(رويترز، فرانس برس)

المساهمون