صادق البرلمان الأرميني، اليوم الثلاثاء، على نظام روما الأساسي الذي أنشئت بموجبه المحكمة الجنائية الدولية، ما يمهّد الطريق أمام يريفان للانضمام إلى هذه المحكمة، وهي خطوة أثارت حفيظة حليفتها التقليدية موسكو.
وفي أعقاب مداولات سريعة، صادق البرلمان على نظام روما بغالبية 60 صوتاً مقابل 22.
وبدأ البرلمان الأرميني، يوم الثلاثاء، جلسات مناقشة إمكانية الانضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية، في خطوة تزيد من التوترات مع الحليفة التقليدية روسيا التي رأت الإجراء "عدائياً للغاية".
وقال ممثل يريفان للشؤون القانونية الدولية يغيشه كيراكوسيان: "نقوم بتوفير ضمانات إضافية لأرمينيا" في مواجهة تهديد سلامة أراضيها من قبل الخصم اللدود أذربيجان، بعد العملية العسكرية التي شنّتها باكو في إقليم ناغورنو كاراباخ، وانتهت باستسلام انفصالييه وفرار غالبية سكانه من الأرمن.
وتثير خطوة أرمينيا امتعاض روسيا، لأن المحكمة الجنائية أصدرت مذكرة توقيف بحق الرئيس فلاديمير بوتين على خلفية غزو أوكرانيا.
فرنسا تعطي موافقتها على تسليم معدات عسكرية
من جانب آخر، قالت وزيرة الخارجية الفرنسية، كاثرين كولونا، خلال زيارتها اليوم إلى أرمينيا إن باريس أعطت موافقتها على تسليم معدات عسكرية للدولة الصغيرة الواقعة في جنوب القوقاز.
وأشارت كولونا في تصريح للصحافيين في يريفان، عقب محادثات أجرتها، وقالت إنها تطرّقت إلى ملفي الأمن والدفاع، إلى أن "فرنسا أعطت موافقتها على إبرام عقود مستقبلية مع أرمينيا تتيح تسليم معدات عسكرية لأرمينيا لتمكينها من الدفاع عن نفسها".
وتوجهت كولونا إلى أرمينيا لتقييم الاحتياجات الملحة للبلاد، في وقت تواجه فيه تدفقاً للاجئين من إقليم ناغورنو كاراباخ وخطر امتداد العمليات العسكرية الأذربيجانية إلى أراضيها، بحسب ما نقلت وكالة "رويترز" عن دبلوماسيين.
وتعتبر قضية ناغورنو كاراباخ موضوعاً حساساً في باريس.
وبعد أسبوع من سيطرة حكومة باكو على الجيب، ما أجبر أكثر من 100 ألف شخص على الفرار، انتقد مشرعون فرنسيون من جميع الأطياف السياسية الحكومة لعدم قيامها بما يكفي لمساعدة العرقية الأرمينية.
ويخشى كثيرون من أن اتخاذ موقف متساهل تجاه ناغورنو كاراباخ سيعني تخلي باريس عن أرمينيا إذا قرّر الأذربيجانيون تجاوز حدودها.
ويضم سكان فرنسا ما بين 400 ألف و600 ألف شخص من أصل أرميني، وهم مجموعة ضغط قوية خلال فترات الانتخابات. وقال مصدر دبلوماسي فرنسي للصحافيين قبل وصول كولونا إلى العاصمة الأرمينية يريفان: "هناك بوضوح جانب ثنائي للعلاقات السياسية لدعم أرمينيا التي يمكن للجميع رؤية عزلتها".
وتخشى فرنسا وحلفاؤها الغربيون من أن تقدم أرمينيا وحكومتها الحالية تنازلات بعدما بدا أن حليفتها العسكرية التاريخية روسيا تخلت عنها خلال الأسابيع القليلة الماضية. وقدمت باريس بالفعل مساعدات إنسانية بقيمة 12.5 مليون يورو، وقال وزير دفاعها سيباستيان ليكورنو، يوم السبت، إن باريس مستعدة لتقديم مساعدة عسكرية وفقاً لاحتياجات يريفان.
(فرانس برس، رويترز، العربي الجديد)