برلمان أذربيجان يصادق على "إعلان شوشة" مع تركيا

01 فبراير 2022
تمّت الموافقة على الإعلان بالإجماع (الأناضول)
+ الخط -

صادق برلمان دولة أذربيجان، اليوم الثلاثاء، على "إعلان شوشة" الموقع مع تركيا الصيف الماضي، والذي اعتبر بمثابة خريطة طريق لتحالف تركي أذري استراتيجي في منطقة القوقاز، وتوليه تركيا أهمية كبيرة، معتبراً أن هذا الإعلان رفع العلاقات بين باكو وأنقرة إلى مستوى التحالف.

وناقش برلمان أذربيجان مشروع القانون المتعلق بالمصادقة على "إعلان شوشة" خلال جلسة عادية، وجرى عقب المناقشات التصويت على مشروع القانون الذي تمّت الموافقة عليه بالإجماع.

والإعلان الذي تمّ في منتصف يونيو/ حزيران الماضي وقّعه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ونظيره الأذربيجاني إلهام علييف، خلال زيارتهما مدينة "شوشة" في إقليم ناغورنو كارتباخ، الذي انتزعته باكو من أرمينيا خلال نزاعهما قبل أكثر من عام.

وتضمّن الإعلان خريطة طريق في عدة مجالات، منها تقنيات الصناعات الدفاعية، والطاقة، والنقل، والاقتصاد، والعلاقات الإنسانية، ونظراً للدعم التركي غير المحدود سياسياً وعسكرياً، أجرى أردوغان زيارة إلى مدينة شوشة، اكتسبت أهمية خاصة من ناحية العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية.

وعكست الزيارة الدعم القوي والحازم من تركيا لوحدة أراضي أذربيجان، وتمّ خلال الزيارة التوقيع على الإعلان في المدينة التي تحمل أهمية خاصة بالنسبة لأذربيجان والعالم التركي أجمع، فضلاً عن أهميتها الاستراتيجية، إذ إن من يسيطر عليها يمكنه السيطرة على إقليم كاراباخ بأكمله.

ويوضح الإعلان عزم تركيا على فتح قنصلية في المدينة، وهو ما يعكس اهتمامها بها، واستخدام كلمة "التحالف" في الإعلان يشمل نوعاً من التعاون في الدفاع المشترك بين الدولتين في المستقبل.

وتضمّن إعلان شوشة، وفق الوكالة الرسمية، أنه "في حال تعرض أي من الطرفين إلى اعتداء أو تهديد من دولة/ دول أخرى يمسّ استقلالها، أو سيادتها، أو وحدة أراضيها، أو يهدّد أمنها، أو حدودها المعترف بها دولياً، يعقد الطرفان مشاورات ويتخذان الخطوات اللازمة لمنع هذا الاعتداء أو التهديد، بما يتوافق مع مبادئ ميثاق الأمم المتحدة ويقدمان لبعضهما المساعدة اللازمة".

وبحسب الإعلان، "يتم تحديد حجم ونوعية هذا الدعم عن طريق اللقاءات العاجلة بين الطرفين. كما يتم تلبية الاحتياجات العسكرية الدفاعية من أجل اتخاذ تدابير مشتركة. ويتم ضمان التنسيق بين القوات والوحدات الإدارية بالقوات المسلحة للطرفين"، ما يشير إلى أنه تحالف دفاعي.

كذلك ينصّ الإعلان على "عقد اجتماعات لمجلسي الأمن القومي للطرفين، لمناقشة التطورات الإقليمية والدولية التي تمسّ المصالح الوطنية للبلدين، ما يعني الارتقاء بعلاقاتهما الى مستويات أعلى، وتعزيز التعاون في كافة المجالات".

أما أبرز مجالات التعاون، فهي "في قطاع تكنولوجيا الصناعات الدفاعية"، حيث أعلن الرئيس أردوغان "تأسيس مصنع في أذربيجان من أجل الإنتاج المشترك، ونقل التكنولوجيا، ما يعني أن أذربيجان ستتحول مع هذا المشروع من دولة مستوردة للتكنولوجيا العسكرية إلى دولة منتجة".

كذلك قرّر الطرفان في الإعلان "العمل المشترك، والسعي لإعادة هيكلة القوات المسلّحة وتحديثها وفقاً لمتطلبات العصر"، ومن المجالات الأخرى المهمة ممرّ النقل، وقد أدى خط سكة حديد باكو-تفليس-قارص إلى ظهور فرص جديدة للتعاون في المنطقة، وتضمن "إعلان شوشة" أيضاً "إنشاء الممر الأوسط بين وسط آسيا وتركيا وأذربيجان والمدعوم من المجلس التركي".

ومع هذا الإعلان، اتخذت الدولتان خطوة جديدة نحو توقيع اتفاقية تجارة حرة، وأوضح "إعلان شوشة" أن الدولتين قررتا اتخاذ الخطوات اللازمة لتشكيل آلية تضمن حرية حركة السلع بينهما.

ومساء اليوم الثلاثاء، تم رفع "إعلان شوشة" الموقع بين تركيا وأذربيجان إلى الجمعية العامة للبرلمان التركي في أنقرة، بهدف مناقشته وإقراره من الجانب التركي، حيث يتوقع أن يتم اقراره في وقت لاحق اليوم، بعد استكمال المناقشات حوله.

وفي 27 سبتمبر/ أيلول 2020، أطلق الجيش الأذربيجاني عملية لتحرير كاراباخ، عقب هجوم شنّه الجيش الأرميني على مناطق مدنية مأهولة. وبعد معارك ضارية استمرت 44 يوماً، أعلنت روسيا، في 10 نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، توصل أذربيجان وأرمينيا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

وخلال هذه المعارك، دعمت تركيا أذربيجان بشكل كبير، وكان للمسيّرات التركية دور كبير في حسم المعركة، فيما وجهت اتهامات لأنقرة بدعم أذربيجان عسكرياً، في وقت اعتبرت أنقرة أن المسيّرات اشترتها أذربيجان، وهي من استخدمتها في المعركة.

وتوج هذا التعاون بين تركيا وأذربيجان مرحلة جديدة من التعاون الاستراتيجي في ظل اهتمام تركي سياسي وإعلامي كبير، إذ إن فتح ممرات تجارية مباشرة من تركيا إلى أذربيجان يفتح الطريق لأنقرة إلى وسط آسيا، ولإحياء طريق الحرير التجاري التاريخي، والتقارب بشكل أكبر مع دول العالم التركي.