برقة الفلسطينية تقاوم همجية المستوطنين.. يوم دامٍ من الاعتداءات

17 ديسمبر 2021
اقتحم الاحتلال قرية برقة عقب إفشال المواطنين هجوماً للمستوطنين على منازلهم (العربي الجديد)
+ الخط -

بالرغم من إطلاق المستوطنين الرصاص الحي باتجاه أهالي بلدة برقة، شمال نابلس، إلى الشمال من الضفة الغربية، بمساندة جيش الاحتلال الإسرائيلي، إلا أن أهالي برقة تمكنوا من الوصول لمدخل بلدتهم ومنع المستوطنين من إحراق المنازل، كما سيطروا على حريق أشعله المستوطنون في حظيرة زراعية.

وفي الوقت الذي اعتاد فيه الأهالي على قضاء إجازتهم الأسبوعية آمنين في منازلهم، ومنهم من كان يستعد لأداء صلاة الجمعة، إلا أن نحو 30 مستوطنًا هاجموا، منذ صباح اليوم، منطقة القبيبات الواقعة بمحاذاة مستوطنة "حومش" المخلاة الواقعة شمال برقة، ونفذوا اعتداءات هناك.

وأحرق المستوطنون حظيرة أغنام في منطقة القبيبات، كما حاولوا إحراق العديد من المنازل، لكن هبة الأهالي ويقظتهم بالتصدي لأولئك المستوطنين حالتا دون ذلك، حينها اقتحمت قوات الاحتلال القرية واندلعت مواجهات أطلقت فيها تلك القوات قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع.

بعد ذلك، انتقلت اعتداءات المستوطنين، بعد ظهر اليوم، إلى المدخل الرئيس لبلدة برقة، حيث هاجم عشرات المستوطنين بحماية قوات الاحتلال منازل الفلسطينيين هناك بالحجارة وحطموا زجاج نوافذها.

وفي مشهد جريء وتحت زخات المطر وسوء الأحوال الجوية، وقف أهالي برقة أمام جنود الاحتلال وهتفوا من نقطة "الصفر" للقائد العام لكتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة "حماس"، محمد الضيف، ورددوا شعارات مثل "حط السيف قبال السيف.. إحنا رجال محمد ضيف"، كما هتفوا للقائد في كتائب القسام بالضفة الغربية الشهيد محمود أبو هنود، مرددين "هيك علمنا أبو هنود.. عمليات وخطف جنود".

الصورة
جيش الاحتلال ينتشر في بلدة برقة شمال نابلس( العربي الجديد)

وأوقعت اعتداءات الاحتلال والمستوطنين في برقة عدة إصابات، حيث أفاد مدير الإسعاف والطوارئ في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في نابلس أحمد جبريل، في تصريحات لوسائل الإعلام، بوقوع عدة إصابات بالاختناق بالغاز المسيل للدموع وثلاث إصابات نتيجة قنابل غاز أصيب بها مواطنون بشكل مباشر.

اعتداءات على المنازل في قريوت وسبسطية ورشق مركبات المواطنين بالحجارة

الاعتداءات في برقة لم تكن وحدها في سياق اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين في محافظة نابلس بعد عملية إطلاق النار التي نفذها مقاومون فلسطينيون، الليلة الماضية، بل إن تلك الاعتداءات طاولت عدة قرى في مختلف أنحاء محافظة نابلس، وأبرزها الاعتداء الدامي الذي تعرضت له منازل في قرية قريوت، جنوب نابلس، وأوقع عدة إصابات، والتي تجددت فيها المواجهات صباح اليوم، مع اقتحام قوات الاحتلال القرية.
وامتدت تلك الاعتداءات حتى بعد ظهر اليوم، إذ لاحق مستوطنون بمركباتهم مركبات فلسطينية ورشقوها بالحجارة قرب مستوطنة "يتسهار" المقامة على أراضي جنوب نابلس، كما نفذ المستوطنون أعمال عربدة بين نابلس وجنين، ورشق بعضهم الحجارة على الفلسطينيين بالقرب من مستوطنة "شافي شمرون" المقامة على أراضي شمال نابلس.

وكان جيش الاحتلال قد أغلق كافة المداخل المؤدية إلى مدينة نابلس منذ أن وقعت عملية إطلاق النار شمال نابلس، الليلة الماضية.

في المقابل، تجمع شبان فلسطينيون في بلدة سبسطية القريبة من بلدة برقة في منزل بلال الحاج في البلدة، الذي تم الاعتداء عليه اليوم من قبل المستوطنين.

يشار إلى أن الإعلام العبري أفاد اليوم بأن قادة من المستوطنين واليمين الإسرائيلي خارج الحكومة الإسرائيلية استغلوا عملية قتل مستوطن، مساء أمس، لمطالبة حكومة الاحتلال بإعادة بناء مستوطنة "حومش"، شمالي مدينة نابلس، التي كانت حكومة الاحتلال قد فككتها رسمياً ضمن خطة الانفصال عن قطاع غزة، إلى جانب ثلاث مستوطنات أخرى تقع شمالي الضفة الغربية.