بدء قمة الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا.. واشتية يطالب بـ"رفع الصوت" لوقف العدوان على غزة
انطلقت في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، اليوم السبت، أعمال الدورة العادية الـ 37 لمؤتمر رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأفريقي. وتسلّم الرئيس الموريتاني، محمد ولد الشيخ الغزواني، مهامه رئيساً دورياً للاتحاد الأفريقي لسنة 2024 خلفاً للرئيس الدوري المنتهية ولايته رئيس جزر القُمر غزالي عثماني.
وانتخب الرئيس الموريتاني رئيساً دورياً للاتحاد بإجماع إقليم شمال أفريقيا.
ويُعقد الاجتماع، الذي يستمر يومين، تحت شعار الاتحاد الأفريقي لعام 2024 "تعليم أفريقي مناسب للقرن الحادي والعشرين: بناء أنظمة تعليمية مرنة لزيادة الوصول إلى التعلم الشامل ومدى الحياة وجودة ملائمة لأفريقيا".
ويحضر القمة زعماء الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي وممثلو عدد من المنظمات الدولية، بحسب وكالة الأنباء الإثيوبية.
وسيناقش المؤتمر وضع السلام والأمن في القارة، والتكامل الإقليمي، والتنمية من بين القضايا الحاسمة الأخرى.
اشتية يطالب قمة الاتحاد الأفريقي بـ"رفع الصوت" لوقف العدوان على غزة
وطالب رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، القمة الأفريقية بـ"رفع الصوت" لوقف الحرب على غزة والاستيطان الإسرائيلي بالضفة الغربية.
وقال خلال كلمته في القمة الأفريقية، نيابة عن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، نشرت نصها وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية: "فليكن صوت اتحادكم عالياً ومسموعاً كما هو دائماً، ويطالب بوقف فوري للقتل والعدوان الذي ترتكبه إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني في غزة خاصة واليوم في رفح، وكذلك في الضفة والقدس".
وقال إنّ المطلوب من العالم اليوم "الاعتراف بدولة فلسطين على خطوط الرابع من يونيو/ حزيران عام 1967، ويتبنى هذا القرار مجلس الأمن ويضع جدولاً زمنياً لإنهاء الاحتلال من خلال إنهاء القضايا الصعبة مثل القدس واللاجئين والحدود والمياه والأسرى والمستوطنات".
انقلابات وصراعات تهيمن على قمة الاتحاد الأفريقي
ويعقد قادة دول الاتحاد الأفريقي القمة، في ظل انقلابات وصراعات وأزمات سياسية تهدد بتقويض التنمية في القارة.
وقبل افتتاح القمة رسمياً، قال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي محمد إنّ "السودان يشتعل، والصومال لا يزال عرضة للتهديد"، مشيراً كذلك إلى "الوضع في القرن الأفريقي الذي لا يزال يثير القلق... والتوتر الدائم في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية"، وعدم الاستقرار في ليبيا، و"الخطر الإرهابي" في منطقة الساحل.
وأضاف، خلال افتتاح اجتماع المجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي الذي يضم وزراء خارجية الدول الأعضاء، أنّ "تجدّد الانقلابات العسكرية، وأعمال العنف قبل الانتخابات وبعدها، والأزمات الإنسانية المرتبطة بالحرب، وآثار تغيّر المناخ، كلّها مصادر قلق كبيرة للغاية بالنسبة إلينا".
وأشار إلى أنّ هذه العوامل "تهدّد بتقويض مؤشرات نهوض أفريقيا التي نعتزّ بها".
وتغيب ست من الدول الأعضاء الـ55 عن القمة، بعدما علّقت عضويتها بسبب انقلابات، إذ انضمّت الغابون والنيجر عام 2023 إلى الدول المحظورة، وهي مالي وغينيا والسودان وبوركينا فاسو.
وعشية افتتاح القمة، جمع وسيط الاتحاد الأفريقي الرئيس الأنغولي جواو لورينسو عدداً من رؤساء الدول الأفريقية في أديس أبابا لبحث الوضع في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، في حضور الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسكيدي.
ويشهد شرق الكونغو الديمقراطية مجدداً منذ نهاية العام 2021 نزاعاً بين متمردي حركة "إم 23" المدعومة بحسب مصادر عديدة من الجيش الرواندي، والجيش الكونغولي المدعوم بصورة خاصة من جماعات مسلّحة معروفة باسم "الوطنيون".
وتنعقد قمة الاتحاد الأفريقي أيضاً في وقت انزلقت السنغال المعروفة بأنّها واحة استقرار وديمقراطية في القارة، في أزمة خطيرة منذ أوائل فبراير/ شباط، نتيجة تأجيل الرئيس ماكي سال الانتخابات الرئاسية.
غير أنّ المحكمة الدستورية أبطلت مساء الخميس هذا القرار، الأمر الذي ساهم في تعميق الشعور بعدم اليقين، بينما تعهّد ماكي سال الجمعة بتنظيم الانتخابات الرئاسية في "أسرع وقت ممكن".
"مقاومة الدول الأعضاء"
مثل العديد من المراقبين، أعربت نينا ويلين مديرة برنامج أفريقيا في معهد إيغمونت للعلاقات الدولية الذي يتخذ من بروكسل مقرّاً، عن شكوكها في أن تصدر قرارات قوية خلال القمة.
وقالت إنّ "مقاومة الدول الأعضاء التي لا تريد أن ترى سوابق يمكن أن تضرّ بمصالحها الخاصة" لا تزال تمنع الاتحاد الأفريقي من "إسماع صوته"، مشيرة إلى أنّ المنظّمة لم يكن لها حتى الآن "أيّ تأثير يُذكر على الدول التي شهدت انقلابات مؤخراً".
ومن المؤشرات إلى هذه الانقسامات، الخلافات بين الجزائر والمغرب، القوتين من شمال أفريقيا، واللتين أخّرتا لفترة طويلة تعيين الرئيس المقبل للاتحاد الأفريقي، المنصب الدوري الذي يفترض أن يخصص للمنطقة.
وسيناقش رؤساء الدول خلال هذه القمة "أساليب عمل جديدة... لتطوير موقف أفريقي" خلال اجتماعات مجموعة العشرين، بحسب بول سايمون هاندي المدير الإقليمي في معهد الدراسات الأمنية (IISS).
وأشار إلى أنّه يجب على الدول الأعضاء "أن تتمكن من بناء موقف أفريقي بين مؤتمرات القمة نصف السنوية" لرؤساء الدول.
(فرانس برس، الأناضول)