بدء تنفيذ حالة الطوارئ في البيرو.. وكاستيو لا يزال في السجن

15 ديسمبر 2022
مقر احتجاز رئيس البيرو السابق بيدرو كاستيو (كليبر فاسكيز/الأناضول)
+ الخط -

بدأ تنفيذ حالة الطوارئ في البيرو، الخميس، حيث لم تخفت حركة الاحتجاج منذ إقالة الرئيس بيدرو كاستيو، بعد تظاهرات خلّفت سبعة قتلى و200 جريح، على الرغم من اقتراح السلطات تقديم الجدول الزمني للانتخابات.

وتصاعدت التظاهرات العنيفة منذ تنحية رئيس الدولة. ويطالب المتظاهرون، إضافة إلى إطلاق سراح كاستيو، باستقالة الرئيسة دينا بولوارت، التي تنتمي إلى الحزب اليساري الرديكالي ذاته، وبحلّ البرلمان.

وقال وزير الدفاع ألبيرتو أوتارولا، الأربعاء، إنه "أُعلِنَت حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد لمدة ثلاثين يوماً. نحتاج إلى ردّ قوي مع (إظهار) السلطة" في مواجهة العنف، مؤكداً أنّ الإجراء يشمل "تعليق" حرية التنقل والتجمّع مع "إمكانية حظر التجول".

وأوضح أنّ "الشرطة، بدعم من القوات المسلّحة، ستسيطر على كامل الأراضي"، وذلك في الوقت الذي تسمح فيه حالة الطوارئ للجيش على وجه الخصوص بالتدخّل في حفظ النظام. وكانت الحكومة قد أعلنت حالة الطوارئ، الاثنين، في عدّة مقاطعات، ثمّ وسّعت نطاقها الثلاثاء.

تنازلات  

وفي هذه الأثناء، أعلنت الرئيسة دينا بولوارت، التي كانت نائبة الرئيس كاستيو حتى محاولته الفاشلة لحلّ البرلمان، أنها تريد مرة أخرى تقريب موعد الانتخابات.

وقالت إنّ الحكومة والبرلمان والهيئة الانتخابية أجروا "تعديلات" من أجل "تقريب موعد الانتخابات إلى كانون الأول/ ديسمبر 2023"، مضيفة أنه "قبل ذلك التاريخ، لا يسير الأمر بشكل قانوني. علينا أن نبقى ضمن الإطار القانوني".

وكانت بولوارت قد تعهّدت، الأحد، بتقديم موعد الانتخابات من عام 2026 إلى إبريل/ نيسان 2024، من دون أن يؤدّي ذلك إلى وقف الاحتجاجات. وقد تأثرت هي نفسها بهذا الإجراء، فولايتها تستمر نظرياً حتى عام 2026، ذلك أنّ كاستيو انتُخب في عام 2021 لمدّة خمس سنوات، وبالتالي تمتدّ فترة ولايتها وفق فترة ولايته.

وكانت التحرّكات لا تزال قوية، الأربعاء، في ظلّ قطع العديد من الطرقات. وأحصت الشرطة مساء الثلاثاء تجمّعات في 14 من المناطق الـ24 في البلاد. ولا يزال الجزء الجنوبي من البلاد، وخصوصاً منطقة كوزكو السياحية، والجزء الشمالي أكثر المناطق تضرّراً.

ومنذ الثلاثاء، عُلِّق عمل القطار الذي يربط بين كوزكو وقلعة الإنكا في ماتشو بيتشو التي تعدّ جوهرة السياحة في البيرو، بسبب الاضطرابات. وقالت بلدية ماتشو بيتشو إنّ حوالى 779 سائحاً من جنسيات مختلفة علِقوا في المكان منذ الثلاثاء، وطلب رئيس البلدية داروين باكا المساعدة لإجلائهم.

وقالت غال دوت، وهي سائحة إسرائيلية لوكالة "فرانس برس": "لا يمكننا العودة إلى كوزكو ولا المغادرة إلى بلد آخر بسبب التظاهرات. معي أطفال، هذه مشكلة بالنسبة إليّ"، وأُغلق مطارا كوزكو وجولياكا (جنوب) وبونو بالقرب من بوليفيا الأربعاء "في إجراء احترازي".

وفي أركيبا، ثاني مدينة في البلاد، كان العسكريون يحمون المطار والمباني العامّة لمنع أيّ هجمات محتملة. وفي ليما، وقعت مشاحنات مساء الثلاثاء بين الشرطة والمتظاهرين بالقرب من البرلمان، الأمر الذي كانت تشهده العاصمة منذ أيام.

معركة قضائية  

وسيبقى الرئيس السابق في السجن في ثكنة واقعة في أتيه (شرق ليما). ومنح القاضي مهلة لهيئة الدفاع، في الوقت الذي كان من المقرّر أن يصدر الأربعاء قراراً بشأن طلب الحبس الاحتياطي لمدة 18 شهراً المقدّم من النيابة العامة في أثناء الليل، لكنه أبقى الرئيس في الحجز لمدة 48 ساعة إضافية.

وكانت المحكمة العليا قد أمرت في السابع من ديسمبر/ كانون الأول باحتجاز كاستيو لمدة سبعة أيام، وكان من المفترض إطلاق سراحه الأربعاء. ودعا الرئيس السابق، الذي قال: "لن أستسلم أبداً" خلال جلسة استماع سابقة، أنصاره للترحيب به عند خروجه من السجن.

وكتب على حسابه الرسمي على تويتر: "هذا يكفي! يستمر الغضب والإذلال وسوء المعاملة. اليوم، يحرمونني مرة أخرى حريتي لمدة 18 شهراً. أطلب من لجنة الدول الأميركية لحقوق الإنسان أن تتوسط من أجل (حماية) حقوقي وحقوق إخوتي وأخواتي البيروفيين الذين يطالبون بالعدالة". وختم بالقول: "أحمّلكم، قضاةً ومدّعين، مسؤولية ما يجري في البلاد. الشعب فقط هو من ينقذ الشعب".

وأمام الثكنة، كان حوالى مئة شخص يهتفون بشعارات مؤيّدة له، وقالت روكسانا فيغيرا (59 عاماً)، التي تعمل مساعدة اجتماعية: "سنبقى هنا إلى أن يخرج رئيسنا ويعود إلى كرسيّه الرئاسي في القصر".

وأمر كاستيو (53 عاماً) في السابع من ديسمبر/ كانون الأول بحلّ البرلمان الذي صوّت بعد وقت قصير، بغالبية كبيرة، على عزله بسبب "العجز الأخلاقي". وحاول دون جدوى اللجوء إلى السفارة المكسيكية، غير أنّه اعتُقِل.

(فرانس برس)

المساهمون