بلغ إقبال الناخبين في البر الرئيسي لفرنسا (باستثناء أقاليم ما وراء البحار) 18.4% في الساعة 10:00 بتوقيت غرينتش من اليوم الأحد، في الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية، مع يسار متجدد وموحد حديثاً، يسعى لإحباط خطط الرئيس إيمانويل ماكرون بحرمانه من الأغلبية في البرلمان.
وهذه النسبة هي أقل نسبة مشاركة منذ 20 عاماً على الأقل في الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية، وفقاً لبيانات وزارة الداخلية، على الرغم من أنها كانت 19.2% فقط في المرحلة نفسها بالانتخابات الأخيرة.
وكانت مراكز الاقتراع قد فتحت أبوابها في الساعة 8:00 صباحاً (06:00 بتوقيت غرينتش)، بعد أن أدلى الناخبون في الأقاليم الخارجية بأصواتهم في وقت سابق من نهاية الأسبوع.
وتوقعت مصادر حكومية أداء ضعيفاً في الجولة الأولى لائتلاف ماكرون (معاً)، اليوم الأحد، حيث أعلنت أعداد قياسية من الناخبين الغاضبين نيتها الامتناع عن التصويت، بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة. وتأمل كتلة جان لوك ميلانشون اليسارية المتشددة الاستفادة منهم.
وتتعرض قدرة ماكرون على تمرير أجندته الإصلاحية للخطر، بما في ذلك إصلاح نظام التقاعد، الذي يعوّل عليه. وبدلاً من ذلك، يدفع خصومه من اليسار لخفض سن التقاعد وإطلاق حملة إنفاق كبيرة.
وقال مصدر حكومي: "نتوقع جولة أولى صعبة. سيرغب الناخبون في إرسال إشارة"، "لكننا نعتمد على الجولة الثانية لإظهار أن برنامج ميلانشون خيالي".
وقال ميشيل جيبوز (71 عاماً) بعد التصويت لكتلة ميلاونشون في مركز الاقتراع الواقع في مبنى البلدية بالدائرة 18 في باريس: "قمت بالتصويت لصالح الأمل.. ولذلك ليس لرئيسنا الحالي". مضيفاً: "نحن بحاجة للتخلص منهم (حزب الرئيس). هذا هو الأمل الأخير للبقاء في ديمقراطية، أو ما تبقى منها".
وقال إيفان وارين، الذي منح صوته لماكرون في الانتخابات الرئاسية، إن من المهم أن يحصل الرئيس على الأغلبية. وأضاف عالم الكمبيوتر البالغ من العمر 56 عاماً: "من المهم بالنسبة لي أن تكون لدينا حكومة قوية، مما يسمح لنا بتمثيل فرنسا بأكثر الطرق فعالية".
وأظهرت التوقعات الأولية بعد الانتخابات الرئاسية مباشرة أن ماكرون كان في طريقه للحصول على أغلبية في البرلمان، كما هو معتاد منذ تقصير الولاية الرئاسية إلى خمس سنوات.
لكن الرئيس ظل بعيداً عن الأضواء منذ التصويت، فاستغرق أسبوعين لتشكيل حكومة ونادراً ما يخرج للعلن. في غضون ذلك، نجح ميلانشون في تشكيل تحالف بين حزب "فرنسا الأبية" والاشتراكيين والخضر.
وتظهر التوقعات الآن أن ماكرون وحلفاءه، بما في ذلك الحزب الجديد لرئيس وزرائه السابق إدوارد فيليب، قد لا يصلون إلى الأغلبية المطلوبة. وهي 289 مقعداً، لتشكيل الغالبية المطلقة، وتكريس نفوذ ماكرون في الإليزيه، ورئاسة الحكومة.
ويتنافس نحو 14 وزيراً من وزراء ماكرون في الانتخابات، وقد يفقدون مناصبهم إذا فشلوا في الفوز بمقعد.
أحد أعضاء مجلس الوزراء الأكثر عرضة للخطر هو كليمنت بيون، وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية في حكومة ماكرون، والذي يخوض حملة انتخابية في دائرة انتخابية بشرق باريس، حيث كان أداء اليسار جيداً في الانتخابات الرئاسية، ويعد بيون أحد مساعدي ماكرون القلائل الذين اكتسبوا شهرة وطنية ودولية. وفي حال خسر فإن خسارته ستكون "مؤلمة" بحسب مصدر حكومي.
على الجانب الآخر من الطيف السياسي، تظهر استطلاعات الرأي أن زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان يمكن أن تفوز بمقعد في دائرتها الشمالية مباشرة من الجولة الأولى، من خلال الحصول على أكثر من 50% من الأصوات.