استمع إلى الملخص
- دعا دونالد ترامب إلى استهداف المنشآت النووية الإيرانية، منتقداً إدارة بايدن وتحميلها مسؤولية التوترات، مؤكداً على ضرورة اتخاذ إجراءات حاسمة ضد إيران.
- تسعى الولايات المتحدة لتجنب تصعيد إقليمي، حيث تناقش مع إسرائيل الرد المناسب على الهجوم الإيراني، مع التركيز على إنهاء الموضوع دون تبادل الضربات.
حضّ الرئيس الأميركي جو بايدن، يوم الجمعة، إسرائيل على عدم استهداف منشآت نفطية إيرانية رداً على هجوم صاروخي نفذته طهران ضد الدولة العبرية، مؤكداً أنه يعمل على حشد دول العالم لتفادي اندلاع حرب شاملة في الشرق الأوسط، فيما قال المرشح الجمهوري دونالد ترامب إن على إسرائيل "ضرب المنشآت النووية الإيرانية".
وقال الرئيس الأميركي الذي تقترب ولايته من نهايتها: "لو كنت مكانهم، لفكرتُ ببدائل غير ضرب حقول النفط"، وذلك غداة حديثه عن إجراء "نقاشات" بشأن ضربات إسرائيلية ضد منشآت كهذه عائدة للجمهورية الإسلامية. لكنه شدد على أن الإسرائيليين "لم يصلوا إلى خلاصة بعد بشأن ما سيقومون به" رداً على الهجوم الإيراني الثلاثاء. وشدد بايدن الذي حضر بشكل غير معلن إلى قاعة الإيجاز الصحافي في البيت الأبيض، على ضرورة ألا ينسى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الدعم الأميركي لدى اتخاذه الخطوات المقبلة.
وكانت تصريحات بايدن، أول أمس الخميس، قد أدت الى ارتفاع في أسعار النفط. ويمكن لأي زيادة طويلة الأمد في سعر هذه المادة أن تنعكس سلباً على حظوظ نائبته كامالا هاريس التي تستعد لمواجهة الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية في الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل. وهذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها بايدن إلى المراسلين في القاعة المخصصة للمؤتمر الصحافي للمتحدثة باسم البيت الأبيض.
ويأتي ذلك في وقت بالغ الحساسية مع اقتراب انتهاء ولاية بايدن، وفي ظل توترات حادة في المنطقة وانتقادات لدبلوماسيته، وخصوصاً في ما يتعلق بالحرب في قطاع غزة، وما يتعلق بتعامله مع إعصار هيلين الذي ضرب جنوب شرقي الولايات المتحدة هذا الأسبوع وأودى بمئات الأشخاص.
وشدد الرئيس الأميركي على أنه يبذل ما في وسعه للحؤول دون اتساع نطاق التصعيد في منطقة الشرق الأوسط، خصوصاً مع تكثيف إسرائيل غاراتها الجوية في لبنان، بعد نحو عام على اندلاع الحرب بينها وبين حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) في قطاع غزة.
وقال بايدن: "أهم أمر يمكننا القيام به، محاولة حشد بقية العالم وحلفائنا للمشاركة... في خفض" التوتر، مضيفاً: "لكن عندما يكون لديك وكلاء (لإيران) غير عقلانيين مثل حزب الله والحوثيين (في اليمن)، يصعب تحديد ذلك".
ترامب: "اضربوا المنشآت النووية"
من جهته، أشار دونالد ترامب، أمس الجمعة، في حديث بولاية كارولاينا الشمالية إلى سؤال طُرح على بايدن في منتصف الأسبوع الجاري عن إمكانية استهداف إسرائيل منشآت نووية إيرانية، وقال ترامب: "لقد طرحوا عليه هذا السؤال، وكان ينبغي أن تكون الإجابة: اضربوا النووي أولاً واهتموا بالباقي لاحقاً"، وكان ترامب قد التزم حتى الآن الصمت بشأن التصعيد الأخير في الشرق الأوسط، واكتفى بإصدار بيان لاذع في بداية الأسبوع، محملاً بايدن ونائبته كامالا هاريس مسؤولية انفجار التوترات، بحسب فرانس برس.
ودعمت الولايات المتحدة إسرائيل سياسياً وعسكرياً منذ بدء الحرب في غزة. لكن العلاقة بين بايدن ونتنياهو شهدت تجاذبات، ولا سيما في ظل تجاهل رئيس الوزراء الإسرائيلي دعوات الرئيس الأميركي إلى وقف إطلاق النار في القطاع أو الحد من حصيلة القتلى المدنيين، أو عدم تصعيد الهجمات في لبنان.
وتفادى بايدن الإجابة بشكل صريح عن سؤاله عما اذا كان نتنياهو يتجنب وقف التصعيد في محاولة منه للتأثير بنتيجة الانتخابات الرئاسية الأميركية. وشدد الرئيس على أن "أي إدارة (أميركية) لم تساعد إسرائيل أكثر مما ساعدتها... وأعتقد أن على بيبي (لقب نتنياهو) أن يتذكر ذلك". وتابع: "أما في ما يتعلق بمحاولته التأثير بالانتخابات، فلا أعرف، ولا أراهن على ذلك".
وأشار بايدن إلى أنه لم يتواصل بعد مع رئيس الوزراء الإسرائيلي في أعقاب الهجوم الصاروخي الإيراني، لكنه أكد أن فريق كل منهما في "تواصل دائم". وأشار إلى أن الإسرائيليين لن يتخذوا قرار الرد على إيران "فوراً، لذا سننتظر ونرى متى يريدون التحدث".
وكانت القناة 13 العبرية قد أفادت بأن المجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية (الكابنيت) قرر رسمياً الرد على الهجوم الإيراني. لكن بحسب مسؤولين إسرائيليين كبار مطلعين على التفاصيل، تريد إسرائيل إنهاء الموضوع، برد لا يؤدي إلى تبادل الضربات مع إيران، على الأقل ليس في المستقبل القريب. وقال مسؤول إسرائيلي كبير، لم تسمّه القناة مساء اليوم الجمعة: "نريد القيام بعملية كبيرة، لكننا لا نريد مساراً يصرفنا عن أهداف الحرب".
وتابعت القناة أن الولايات المتحدة مهتمة بإتاحة المجال لإسرائيل للرد، وتجري مناقشات مع المسؤولين الإسرائيليين بشأن طبيعة الرد، فيما لا ترغب إدارة جو بايدن، في مهاجمة إسرائيل المنشآت النووية الإيرانية في هذه المرحلة، خشية إشعال حرب إقليمية، ستتورط فيها الولايات المتحدة، وهو أمر لا ترغب فيه.
(فرانس برس، العربي الجديد)