بايدن يختتم "قمة من أجل الديمقراطية".. والصين تعلّق: "سلاح دمار شامل"

11 ديسمبر 2021
لاقت القمة انتقادات من الصين وروسيا (Getty)
+ الخط -

اختتم الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس الجمعة، قمة افتراضية نظمها حول الديمقراطية، وسط انتقادات حادة من الصين وروسيا، فضلاً عن البعض في الولايات المتحدة.

وقال بايدن للمشاركين عبر الفيديو إن الديمقراطية "لا تعرف حدوداً. هي تتحدث كل اللغات. هي تحيا بين الناشطين المناهضين للفساد، وبين المدافعين عن حقوق الإنسان، وبين الصحافيين".

وأشار إلى أن الولايات المتحدة ستقف إلى جانب من "يسمحون لشعوبهم بالتنفس بحرية ولا يخنقون شعبهم بقبضة حديد".

وتعهد الديمقراطي البالغ 79 عاماً، الذي يؤكد مراراً وتكراراً أن العالم وصل إلى "نقطة تحول" في المواجهة بين الأنظمة الاستبدادية والديمقراطيات المهددة، في اليوم الأول من القمة بمبلغ 424 مليون دولار لدعم حرية الصحافة والانتخابات الحرة وحملات مكافحة الفساد. وقال: "الديمقراطية تحتاج إلى أبطال".

لكن محاولته لإعادة تأكيد دور الولايات المتحدة كمرجع ديمقراطي، قوبِلَت بانتقادات كثيرة. وأثارت لائحة الضيوف التي تضم حوالى مئة حكومة ومنظمة غير حكومية وشركة وجمعية خيرية، غضب البلدان المستبعدة عن القمة، وعلى رأسها الصين وروسيا.

إثارة ثورات ملوّنة

وصفت بكين، اليوم السبت، الديمقراطية الأميركية بأنّها "سلاح دمار شامل"، بعد قمّة "من أجل الديمقراطية".

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، في بيانٍ نُشر على الإنترنت، إن "الديمقراطية أصبحت منذ فترة طويلة سلاح دمار شامل تستخدمه الولايات المتحدة للتدخل في الدول الأخرى"، متهماً واشنطن بـ"إثارة ثورات ملوّنة في الخارج".

واستُبعدت الصين من القمة الافتراضية التي استمرّت يومين، إلى جانب دول أخرى مثل روسيا والمجر، واتهمت الرئيس الأميركي صراحة بتأجيج الانقسامات الأيديولوجية الموروثة عن الحرب الباردة.

وقال المتحدث باسم الخارجية الصينيّة أيضاً إن القمّة نُظّمت "لرسم خطوط تحامل أيديولوجية، واستغلال الديمقراطية... والتحريض على الانقسام والمواجهة". وتعهّدت الصين من جهتها بـ"مقاومة كل أنواع الديمقراطية الزائفة ومعارضتها بحزم".
وأثار الرئيس الأميركي جو بايدن، غضب الصين بدعوته تايوان، لا بكين، إلى المشاركة في "قمة من أجل الديمقراطية" نظّمتها واشنطن عبر الفيديو، وأنهت أعمالها أمس الجمعة. كذلك اعتبرت كوبا تنظيم واشنطن لقمّة الديمقراطية "وقاحة ونفاقاً".

وتفاقمت التوترات بين أكبر قوّتين في العالم في السنوات الأخيرة، على خلفية المنافسة التجارية والتكنولوجية وحقوق الإنسان، وحول قضية شينجيانغ وتايوان.

وتفرض الولايات المتحدة عقوبات على الصين، آخرها أمس الجمعة، استهدفت خصوصاً شركة صينيّة للتعرّف إلى الوجوه، متّهمة إياها بأنّها تُراقب أقليّة الأويغور المسلمة في شينجيانغ.

تسليم جوليان أسانج

من جهتها، حققت بكين التي كانت غاضبة جراء دعوة تايوان إلى القمة رغم اعتبارها مقاطعة صينية، انتصاراً في منتصف القمة: فقد أعلنت نيكاراغوا الخميس أنها قطعت العلاقات الدبلوماسية مع تايبيه، واعترفت بالصين الشعبية.

وتعرّض بايدن أيضاً لانتقادات في الولايات المتحدة. فمن جهة، ينتقده الجمهوريون لأنه ليس أكثر تشدداً مع الصين. ومن جهة أخرى، وجّه دانيال إلسبيرغ، الذي سرّب معلومات عن حرب فيتنام، انتقادات لإدارته بسبب سعيها لتسليم جوليان أسانج الملاحق في الولايات المتحدة لكشفه النقاب عن معلومات عن حربي أفغانستان والعراق.

وكتب إلسبيرغ على تويتر الخميس: "كيف يجرؤ بايدن على إعطاء درس خلال قمته حول الديمقراطية اليوم، بينما يرفض في الوقت نفسه العفو" عن مؤسس موقع ويكيليكس؟

وأضاف أن بايدن "يغتال حرية الصحافة باسم (الأمن القومي)".

وأظهر استطلاع أجراه مركز بيو للأبحاث في ربيع عام 2021، أن 17% فقط من المستطلعين في 16 دولة متقدمة "يعتبرون الديمقراطية الأميركية نموذجاً يُحتذى به". في المقابل، يعتقد 57% "أنها كانت مثالاً جيداً في السابق، لكنها لم تكن كذلك في السنوات الأخيرة".

المساهمون