بايدن يبدأ اليوم زيارة إلى المكسيك: الهجرة والمخدرات

08 يناير 2023
سيعقد بايدن ونظيره المكسيكي ورئيس الوزراء الكندي قمة ثلاثية الثلاثاء (Getty)
+ الخط -

يبدأ الرئيس الأميركي جو بايدن الأحد أول زيارة رسمية له إلى المكسيك، وعلى جدول أعمالها مسألة الهجرة القياسية والجرعات الزائدة المسجلة بالآلاف في الولايات المتحدة بمادة الفنتانيل؛ وهي مخدر صناعي تنتجه كارتلات مكسيكية.

ويباشر الرئيس الأميركي زيارته إلى المكسيك؛ شريكة واشنطن الرئيسية، بمحطة في مدينة إل باسو جنوب تكساس لإسكات مآخذ خصومه عليه بعدم زيارة الحدود المشتركة بين البلدين الممتدة على 3100 كيلومتر منذ توليه الرئاسة قبل سنتين.

ويتوجه الاثنين إلى مكسيكو للقاء نظيره المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور الذي يشارك معه الثلاثاء في قمة ثلاثية إلى جانب رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو.

وقال مايكل شيفتر؛ مدير معهد الحوار بين الأميركيتين: "المكسيك مناسبة جداً للبحث في هاتين المشكلتين الحادتين اللتين أصبحتا نقطتي ضعف سياسيتين لبايدن".

ومع حوالي 2,3 مليون عملية توقيف وإجراءات طرد مهاجرين بطريقة غير قانونية في عام 2022، ينبغي أن يبدي بايدن موقفاً حازماً على هذا الصعيد إن قرّر الترشح لولاية ثانية.

قبل التوجه إلى إل باسو، سبق لبايدن أن أعلن عن برنامج سيسمح لثلاثين ألف شخص كحدّ أقصى من كوبا وهايتي ونيكاراغوا وفنزويلا، الدخول إلى الولايات المتحدة بطريقة قانونية شهرياً.

وتطبّق هذه الحصة على العمال الداخلين بطريقة قانونية الذين لديهم كفيل في الولايات المتحدة، فيما لا يزال أولئك الذين يحاولون الدخول بطريقة غير قانونية يواجهون احتمال الطرد.

ومع توقيف أكثر من 230 ألف شخص عند الحدود كانوا يحاولون دخول الولايات المتحدة بطريقة غير قانونية في نوفمبر/ تشرين الثاني، وهو مستوى قياسي، يدرك جو بايدن حدود برنامجه هذا ويأخذ على الجمهوريين تعطيلهم خطة أكثر طموحاً على هذا الصعيد.

الفنتانيل القاتل 

وستطغى على اللقاء الثنائي مأساة مخدّر الفنتانيل الصناعي الذي يعتبر أقوى بخمسين مرة من الهيرويين وتشرف على إنتاجه كارتلات مكسيكية مع مكونات كيميائية تستورد من الصين، بحسب ما تفيد وكالة مكافحة المخدرات الأميركية.

فثلثا الوفيات الـ108 آلاف الناجمة عن جرعات زائدة في الولايات المتحدة عام 2021 عائدة إلى مواد أفيونية صناعية. أما كميات الفنتانيل المضبوطة في 2022 وحده فتتجاوز الكمية الضرورية لقتل الشعب الأميركي برمته، بحسب وكالة مكافحة المخدرات الأميركية.

وقال براين نيكولس؛ مسؤول الخارجية الأميركية لشؤون أميركا اللاتينية، إن الولايات المتحدة تسعى إلى "توسيع تبادل المعلومات" مع المكسيك حول المركّبات الكيميائية و"تعزيز الوقاية".

وعمدت المكسيك قبل زيارة بايدن إلى إلقاء القبض الخميس على أوفيديو غوسمان؛ أحد كبار تجار الميثامفيتامين، خلال عملية أسفرت عن سقوط عشرة قتلى في صفوف القوى الأمنية و19 في صفوف كارتل سينالوا.

وقال الخبير الأمني ريكاردو ماركيس: "عندما تُعقد اجتماعات كهذه ثمة ثابتة تمتثل بأن السلطات المكسيكية لديها دائماً شيء تقدّمه عاجلاً أم آجلاً"، معتبراً أن عملية التوقيف لا تؤثر على هيكلية كارتل سينالوا الذي تمتد شبكاته في 50 دولة.

وكانت الولايات المتحدة والمكسيك قد أعلنتا في 2021 تغير نهجهما في سياسة مكافحة المخدرات، مع التركيز على أسباب هذه الظاهرة بعد استراتيجية عسكرية بحتة طُبّقت مدة 15 عاماً. فمنذ عام 2006 قُتل 340 ألف شخص في أعمال عنف في المكسيك على ارتباط بالمخدرات، وأُعلن عن فقدان الآلاف من دون أن يؤدي ذلك إلى إضعاف الكارتلات.

ووسط إراقة الدماء هذه، رفعت الحكومة المكسيكية دعوى قضائية على صناعات الأسلحة في الولايات المتحدة، متهمة إياها بتغذية العنف في صفوف تجار المخدرات على الأراضي المكسيكية.

وسيكون التغير المناخي مطروحاً على جدول أعمال المحادثات، إذ أعلن البلدان خلال مؤتمر الأطراف حول المناخ (كوب27) في مصر مشروعاً للطاقة المتجددة يتضمّن استثمارات بقيمة 48 مليار دولار تعهدت المكسيك في إطاره تحسين أهداف خفض غازات الدفيئة بحلول 2030.

ومن المواضيع المطروحة على بساط البحث أيضاً استغلال الليثيوم ونقل مصانع تجميع سيارات كهربائية وبناء ستة مصانع للطاقة الشمسية من الجانب المكسيكي والتعاون في مجال الطاقة النظيفة.

(فرانس برس)

المساهمون