بايدن وشولتز يضغطان على الكونغرس الأميركي في ملف المساعدات لأوكرانيا

10 فبراير 2024
بايدن وشولتز بحثا أيضاً الحرب الإسرائيلية على غزة (أليكس وونغ/Getty)
+ الخط -

تحدث الرئيس الأميركي جو بايدن والمستشار الألماني أولاف شولتز بصوت واحد الجمعة لدعوة الكونغرس الأميركي إلى الإفراج عن مساعدات جديدة لأوكرانيا، من دون أن يكون هناك ما يضمن أنّ دعوتهما هذه ستؤتي ثمارها.

وقال الديمقراطي البالغ الحادية والثمانين إنّ "فشل الكونغرس الأميركي في مساعدة أوكرانيا يكاد يكون إهمالاً إجرامياً. إنها فضيحة". ويدعو بايدن منذ أشهر إلى 60 مليار دولار إضافية لاستئناف المساعدات العسكرية التي توقفت في نهاية ديسمبر/ كانون الأول.

من جهته حذر ضيفه على أثر المناقشات من أنه "إذا ما فشل الكونغرس الأميركي في إيجاد حل للإفراج عن المساعدات المالية، فهذا تهديد حقيقي لسلامة الأراضي الأوكرانية".

وحض شولتز الجمعة في واشنطن، الكونغرس الأميركي على رصد مساعدة مالية لأوكرانيا "سريعاً جداً"، محذراً من أن عدم توفير هذه المساعدة سيجعل الوضع "بالغ التعقيد" بالنسبة إلى كييف.

وصرّح شولتز لصحافيين "سيكون أمراً جيداً أن يتم رصد (المساعدة) سريعاً جداً" لأنه "من دون مساهمة الولايات المتحدة، فإن الوضع في أوكرانيا سيصبح بالغ التعقيد".

وأجرى شولتز في وقت لاحق الجمعة محادثات في واشنطن مع بايدن ركّزت على مواصلة الدعم العسكري لأوكرانيا في وقت تعطّل الخلافات السياسية إقرار حزمة دعم أميركية بمليارات الدولارات.

واستغلّ المستشار الألماني تصريحه للصحافة، للتنديد بالمقابلة "السخيفة جداً" التي أجراها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع المذيع الأميركي المحافظ تاكر كارلسون القريب من دونالد ترامب والتي بُثّت في اليوم السابق.

والخميس، التقى المستشار الألماني العديد من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين والجمهوريين في حفل عشاء في واشنطن، ودعا في ختامه إلى دعم أوكرانيا على جانبي الأطلسي.

وكتب على موقع إكس "كان من الجيد التحدث مجدداً مع أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي من كلا الجانبين. أوكرانيا بحاجة إلى دعمنا حتى تتمكن من الدفاع عن نفسها ضد العدوان الروسي".

وتصدَّر جدول أعمال شولتز التوتر المتصاعد في منطقة الشرق الأوسط حيث تستعر الحرب الإسرائيلية على غزة فيما نفّذت واشنطن ضربات على أهداف مرتبطة بإيران بعد الهجمات على الجنود الأميركيين.

تُعدّ الولايات المتحدة أكبر داعم عسكري لكييف فيما تحل ألمانيا في المرتبة الثانية. ويأتي اجتماع شولتز وبايدن بعد نحو عامين على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.

وأرسلت واشنطن وبرلين، إلى جانب غيرهما من الدول، مختلف أنواع الأسلحة والدعم إلى أوكرانيا. لكن لم تعد كييف تحقق أي تقدّم يذكر في ظل تزايد الشكوك حيال إمكان تقديم حلفاء كييف الغربيين مزيداً من الدعم، وهو أمر يرجّح أن يصبّ في مصلحة بوتين.

وقبل مغادرته متوجّهاً إلى واشنطن الخميس، حضّ شولتز الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على تكثيف الجهود لتقديم الدعم إلى أوكرانيا.

وقال إن على حلفاء أوكرانيا الغربيين أن "يبعثوا برسالة واضحة جداً للرئيس الروسي مفادها أن عليه ألا يتوقع تراجع دعمنا، بل سيتواصل لمدة كافية وسيكون كبيراً بما يكفي".

فوضى في مجلس الشيوخ

لكن في الولايات المتحدة، يواجه طلب البيت الأبيض تخصيص مساعدات عسكرية لكييف بقيمة تناهز 60 مليار دولار تعثراً في أروقة الكونغرس.

تجاوزت الحزمة أول عقبة الخميس عندما صوّت النواب الأميركيون لصالح النظر فيها، لكن معارضة حلفاء المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية دونالد ترامب اليمينيين تعني أن إقرارها ما زال صعب المنال.

يتعارض ذلك مع الوضع في أوروبا حيث اتفق قادة الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي على مساعدات بقيمة 50 مليار يورو (54 مليار دولار) لأوكرانيا، متجاوزين معارضة رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان على مدى شهور.

وأعرب شولتز عن أمله في أن يساعد ذلك بايدن في تمرير الحزمة في الولايات المتحدة.

وفي مقال نُشر في "وول ستريت جورنال" قبل الزيارة، حذّر شولتز من أن انتصار روسيا في أوكرانيا "سيغيّر بشكل جذري وجه أوروبا" ويسدد "ضربة قوية للنظام العالمي الليبرالي".

وإن كان المشهد في أوروبا يبدو مشجّعاً أكثر بالنسبة لكييف، إلى أن هناك مؤشرات أيضاً إلى شعور متزايد بالإنهاك مع تواصل الحرب.

وأقرّ مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الأسبوع الماضي بأنّ التكتل سيزوّد أوكرانيا بأكثر بقليل من نصف القذائف المدفعية البالغ عددها حوالى مليون التي تعهد إرسالها بحلول مارس/ آذار.

حرب غزة

وُجّهت اتهامات لبلدان مثل فرنسا وإيطاليا وإسبانيا بعدم دعم هذه الجهود بينما وُجّهت انتقادات حتى لألمانيا لرفضها تقديم الصواريخ البعيدة المدى التي تطالب بها كييف.

وركزت محادثات الجمعة أيضاً على الشرق الأوسط حيث لا يبدو أن الحرب الإسرائيلية المتواصلة منذ أربعة أشهر على غزة قد تنتهي قريباً.

وازدادت حدة التوتر بعد مقتل جنود أميركيين في الأردن أواخر يناير/ كانون الثاني، في أولى الخسائر العسكرية الأميركية جراء هجمات في المنطقة مذ اندلعت الحرب على غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول.

وحمّل بايدن فصائل موالية لإيران مسؤولية الهجوم بينما نفّذت واشنطن ضربات استهدفت مجموعات موالية لإيران في سورية والعراق.

وأجرى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أحدث زيارة له في المنطقة الأسبوع الماضي، رغم أنه لم ينجح في ضمان وقف النار.

دعمت ألمانيا بشكل ثابت إسرائيل و"حقها في الدفاع عن نفسها" لكنها حذّرت مراراً في الوقت ذاته من مخاطر اتساع رقعة النزاع، بينما كثّفت الدعوات لإيصال مزيد من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

وقد يتطرق المسؤولان إلى تبادل محتمل للسماح بالإفراج عن الصحافي الأميركي إيفان غيرشكوفيتش المسجون في روسيا، بينما ترغب موسكو في إطلاق سراح روسي مدان في ألمانيا بتهمة اغتيال انفصالي شيشاني.

واقترح بوتين في مقابلة الخميس مبادلة موسكو الصحافي المحتجز بتهمة "التجسس" بشخص "قتل مجرماً في عاصمة أوروبية لأسباب وطنية".

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون