بعد الزيارة المفاجئة التي أجراها الرئيس الأميركي جو بايدن إلى العاصمة الأوكرانية كييف، أمس الإثنين، وتقديمه جرعة دعم معنوي وعسكري لأوكرانيا، يعقد اليوم الثلاثاء في بولندا، مشاورات مع الحلفاء في الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، قبل أيام من الذكرى الأولى للغزو الروسي لأوكرانيا.
ويهدف بايدن لتعزيز الوحدة الغربية، حيث يستعد كل من أوكرانيا وروسيا لهجمات الربيع. ومن المرتقب أن يعقد بايدن اجتماعاً مع الرئيس البولندي أندريه دودا ويلقي خطاباً من حدائق القلعة الملكية في وارسو، حيث من المتوقع أن يسلّط الضوء على دعم واشنطن وحلفائها لأوكرانيا.
أمّا غداً الأربعاء، فسيعقد بايدن مشاورات مع دودا وقادة آخرين من "مجموعة بوخارست"، والتي تضمّ تسع دول وهي إلى جانب بولندا، بلغاريا، تشيكيا، إستونيا، هنغاريا، لاتفيا، ليتوانيا، رومانيا، وسلوفاكيا.
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، إن بايدن سيؤكد في خطابه من وارسو أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ظنّ خطأ أن أوكرانيا ستخاف، وأن الغرب سينقسم، عندما شنّ غزوه. وأضاف، وفق "أسوشييتد برس": "لقد حصل على عكس ذلك".
ومع اقتراب الحرب الروسية على أوكرانيا من عامها الأول، يقول مدير مكتب "صندوق مارشال الألماني" ميشال بارانوفسكي، إن الحرب ستكون طويلة، مشيراً إلى أنه إذا لم تكن لدينا القيادة السياسية، وإذا لم نوضح لمجتمعاتنا سبب أهمية هذه الحرب لأمنها، فإنّ أوكرانيا ستكون في مأزق.
ووصل بايدن إلى العاصمة الأوكرانية كييف، أمس الإثنين، في زيارة مفاجئة لم يُعلَن عنها مسبقاً، حيث عقد لقاءً مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قبل أن ينتقل منها إلى العاصمة البولندية وارسو.
وأحيطت زيارة بايدن بسرّية تامة، إذ كان من المقرّر أن يغادر واشنطن مساء الإثنين في زيارة معلنة لبولندا.
وقال بايدن: "مع اقترابنا من الذكرى السنوية للغزو الروسي الوحشي لأوكرانيا، أنا في كييف اليوم للقاء الرئيس زيلينسكي، وإعادة تأكيد التزامنا الراسخ بديمقراطية أوكرانيا، وسيادتها، وسلامة أراضيها".
ولفت إلى أن الولايات المتحدة أنشأت، على مدار العام الماضي، تحالفاً من الدول من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهادئ للمساعدة في الدفاع عن أوكرانيا بدعم عسكري، واقتصادي، وإنساني غير مسبوق، مؤكداً أن هذا الدعم سيستمر.
وبعيد انتهاء الزيارة، أعلن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، أن البيت الأبيض أخطر الروس بزيارة بايدن إلى كييف، "قبل ساعات من مغادرته".