باكستان تهاجم مستشار الأمن القومي الأفغاني: يعرقل عملية السلام

06 يونيو 2021
محبّ كان اتهم باكستان بتخريب جهود السلام في أفغانستان بـ"دعم المسلحين" (تاس)
+ الخط -

اتهم وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي، الأحد، مستشار الأمن القومي الأفغاني حمد الله محب بـ"خلق عقبات" أمام عملية السلام الأفغانية، مؤكداً أن استخدام محبّ "نبرة غير مناسبة" وتوجيه الاتهامات إلى إسلام أباد "يقضي على نتائج ما بذلته باكستان من جهود في سبيل إحلال الأمن والسلام في أفغانستان".

وقال قرشي، في كلمة له أمام اجتماع لأعضاء الحزب الحاكم في مدينة ملتان، إن "العالم بات يقرّ برؤية باكستان الناجعة وموقفها"، مشيراً إلى ما قاله رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان من أن "حل المعضلة الأفغانية لا يمكن إلا عبر الحوار البناء".

وأضاف أن "أولئك الذي يوجّهون التهم لباكستان عليهم أن يدركوا أن حل الأزمة الأفغانية يكمن في الحوار وليس في الحرب"، وذكر أنه ناقش، قبل يومين، مع نظيريه الأفغاني والصيني، الملف الأفغاني، وتحدث بالتفصيل حول موقف باكستان وما تتطلع إليه بلاده إزاء البلد المجاور.

وخاطب قرشي مستشار الأمن القومي الأفغاني حمد الله محب بقوله إن "باكستان قدمت تضحيات كبيرة في سبيل محاربة الإرهاب، إذ قُتل 83 ألف باكستاني خلال عملية مكافحة الإرهاب، علاوة على التضحيات بالأموال الباهظة، ومن هنا على الجميع أن يقدّر جهود باكستان".

ومن بين التصريحات التي أثارت غضب باكستان تلك التي أدلى بها محب خلال زيارته الشهر الماضي إلى مدينة جلال أباد، شرقي أفغانستان، حيث أكد، في جلسة قبلية، أن "باكستان لا ترتاح لاستتباب الأمن في أفغانستان"، بل تربك الوضع في بلاده بيد من وصفهم بـ"عملاء إسلام أباد". كما اتهمها بدعم المسلحين، وتحدث عن وضع القبائل البشتونية والبلوشية في باكستان.

وشدد وزير الخارجية الباكستاني على أن ما قاله مستشار الأمن القومي الأفغاني في حق باكستان "اتهامات لا أساس لها من الصحة"، داعياً إلى "وقف تلك الاتهامات والابتعاد عنها، وإلا فإن باكستان لن تتعامل في المستقبل مع الرجل".

 

كذلك خاطب الوزير الباكستاني المجتمع الدولي ومن وصفهم بـ"الراغبين بالسلام في أفغانستان"، وقال إن مستشار الأمن القومي الأفغاني "يخرب الجهود ويقضي على نتائج السلام، بل ويعرقل عملية السلام برمتها، ومن هنا لا بد من أن يتحرك المجتمع الدولي إزاء القضية".

وكان الوزير الباكستاني قد أكد أيضاً قبل أيام أن "هناك جهات تخرب عملية السلام في أفغانستان"، دون ذكر اسم أي مسؤول بعينه، ما أثار حفيظة الحكومة الأفغانية.

وقالت الخارجية الأفغانية، قبل يومين، في بيان، إن اتهامات إسلام أباد "لا أساس لها من الصحة"، وإن "المخرّب لعملية السلام هو من يدعم المسلحين"، في إشارة إلى ما تدعيه كابول من أن الحكومة الباكستانية تدعم "طالبان".

وأضاف بيان الخارجية الأفغانية أن "عملية السلام لا تنجح فقط بإصدار البيانات، بل هي بحاجة إلى خطوات عملية، وعلى الجميع تجنّب توجيه الاتهامات، من أجل تحقيق الأمن في أفغانستان والمنطقة بأسرها".

المساهمون