رفض رئيس إقليم كردستان العراق، نيجيرفان بارزاني، استخدام الأراضي العراقية لتهديد تركيا وبقية الدول المجاورة، وذلك خلال لقاء جمعه بوزير الدفاع التركي خلوصي أكار، والوفد المرافق له في عاصمة الإقليم أربيل.
وبحسب بيان لرئاسة إقليم كردستان العراق، فإن الاجتماع الذي حضره أبرز المسؤولين بالإقليم، شدد على ضرورة حفظ الأمن والاستقرار في المنطقة، وعلى أهمية التعاون والتنسيق بين العراق وإقليم كردستان العراق من جهة، وتركيا من جهة أخرى، في مجال حفظ استقرار المنطقة.
ونقل البيان عن بارزاني شكره لتركيا على المساعدات التي قدمتها للعراق خلال سنوات الحرب على تنظيم "داعش" الإرهابي، مؤكداً عدم جواز استخدام الأراضي العراقية منطلقاً لتهديد تركيا والدول المجاورة، ومعبراً عن أمله في أن يؤدي العراق دوره في هذا الشأن.
وأوضح بارزاني أن إقليم كردستان العراق سيبقى كما كان دائماً عامل أمان واستقرار في المنطقة.
وتابع البيان "في جانب آخر من الاجتماع، جرى بحث سبل تنمية علاقات العراق وإقليم كوردستان مع تركيا في كل المجالات، وتعزيز العلاقات بين أربيل وبغداد والمشاكل التي تعترض سبيل العملية السياسية، وحرب داعش، وأوضاع المنطقة بصورة عامة، واتفاق تطبيع أوضاع سنجار (غرب محافظة نينوى) وأهمية تنفيذه، وأهمية حماية الحدود وأمنها".
وقالت مصادر مطلعة في إقليم كردستان العراق لـ "العربي الجديد" إن مسؤولي الإقليم ناقشوا مع الوفد التركي قضايا عدة، من بينها الأمن على الحدود، ووجود مقاتلي حزب "العمال الكردستاني"، في مناطق بالإقليم، ومدينة سنجار المتنازع عليها بين بغداد وأربيل، موضحة أن الجانبين أكدا وجود قلق من تحركات "الكردستاني" التي بدأت تتسبب خلال الأشهر الأخيرة بتوتر أمني في المناطق التي يوجد فيها بشمال العراق.
وفي وقت سابق، الثلاثاء، ذكرت صحيفة "خبر تورك"، أن أنقرة عرضت على بغداد عملية عسكرية مشتركة ضد حزب "العمال الكردستاني" في جبل سنجار، موضحة أن "الكردستاني" سيطر على هذه المنطقة بعد طرد "داعش" منها، ومنع عودة الإيزيديين إليها، وأنشأ 5 قواعد تدريبية، وقاعدة تدريب على الطائرات المسيرة، و3 قواعد لوجستية.
وتتواصل الاتهامات التي توجه لحزب "العمال الكردستاني" بارتكاب انتهاكات متكررة في مدينة سنجار.
وقال مستشار رئيس حكومة إقليم كردستان العراق لشؤون الإيزيديين، شيخ شامو، اليوم الثلاثاء، إن "العمال الكردستاني" قام بخطف أطفال إيزيديين في سنجار وإرسالهم إلى معسكرات تابعة للحزب، موضحا في إيجاز صحافي أن هذا الأمر تسبب بمشاكل اجتماعية للأسر الإيزيدية.
وأشار إلى أن "العمال الكردستاني" غرّر بأطفال وقاصرين في سنجار وألحقهم بمعسكرات تضم مسلحين تابعين له في منطقة قنديل بإقليم كردستان العراق، داعيا الحزب إلى السماح لهم بالعودة إلى أسرهم، والكف عن عمليات التغرير والاختطاف التي تطاول الأطفال والقاصرين في سنجار من أجل تحويلهم إلى وقود لمغامرات الحزب وحروبه العبثية.