حذرت باحثة الحكومة الإسرائيلية برئاسة نفتالي بينت من أي توجه للاعتراف بنظام بشار الأسد في سورية، في أعقاب استئناف بعض الدول العربية علاقاتها معه.
وقالت كرميت فلنسي، الباحثة في "مركز أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي، إن هناك من يعتقد في تل أبيب أن دولاً خليجية باتت تعمل على إعادة نظام الأسد إلى الصف العربي بتشجيع من روسيا، من منطلق أن هذا التطور يمكن أن يفضي إلى فك ارتباط النظام بإيران، بشكل يمكن أن يدفعه في النهاية للتقارب أيضا مع الولايات المتحدة وحتى إسرائيل.
وفي تحليل نشره موقع قناة "12"، لفتت فلنسي إلى أن المنطق الذي يحكم هذه المقاربة يقول إنه يمكن لإسرائيل أن تعترف بنظام الأسد وتلتزم بعدم القيام بعمليات عسكرية يمكن أن تمس استقرار نظامه، مقابل انفصال النظام عن إيران والمحور الذي تقوده في الإقليم.
ودعت فلنسي صناع القرار في تل أبيب إلى التريث وعدم الانجرار وراء رياح المصالحة والتطبيع بين نظام الأسد ودول في المنطقة؛ مشيرة إلى أن الأسد هو الذي سمح بالتمركز الإيراني بعيد المدى في سورية، "وهو ما بات يمثل التهديد الأمني الأخطر على إسرائيل من ناحية الحدود الشمالية".
وحسب الباحثة الإسرائيلية، فإن التزام عائلة الأسد تجاه إيران قديم، مشددة على أن هذا الالتزام تعاظم تحديدا بعد الاستثمار الإيراني الكبير في دعم الأسد، والذي سمح بعدم سقوط نظامه كما سقطت نظم أخرى في المنطقة.
وحثت على عدم التعاطي بجدية مع التقارير التي أشارت إلى أن الأسد قرر طرد قائد قوات "فيلق القدس" (التابع للحرس الثوري الإيراني) في سورية جواد رفاري؛ حيث رجحت أن القائد الإيراني قرر إنهاء خدمته العسكرية في سورية منذ وقت طويل وبمبادرة شخصية، وليس بناء على توجيهات الأسد.
وحول تفسير نمط تعاطي الأسد مع مبادرات دول عربية للانفتاح عليه، رأت فلنسي أن الأسد أقدم فقط على المناورة من منطلق إدراكه طابع مصالح مختلف الأطراف؛ بحيث يتمكن من الحفاظ على تحالفه مع إيران والانفتاح على الحكومات العربية.
باتوا جزءاً من الـ"دي إن أي" السوري
وأضافت فلنسي أنه حتى لو قرر الأسد تغيير موقفه من العلاقة مع إيران، فإنه لن يكون بوسعه إخراجها من سورية من منطلق أن الإيرانيين "باتوا جزءاً من الـ"دي إن أي" السوري" وتسللوا إلى كل المؤسسات العسكرية والاجتماعية والثقافية السورية بشكل يجعل مهمة إخراجهم من هناك صعبة جدا.
وفي المقابل، اقترحت فلنسي على صناع القرار في تل أبيب العمل على استغلال اتفاقات التطبيع في بناء جبهة مع "الدول السنية" في مواجهة النفوذ الإيراني الذي ينظر إليه على أساس أنها "تهديد مشترك".
واستدركت أنه في حال رأت إسرائيل أن مصلحتها تتطلب الانضمام إلى تسوية إقليمية تسلم بوجود نظام الأسد، فإن عليها أن تطرح قائمة من المطالب تتعلق بطابع وحجم الجهود الهادفة إلى تقليص وجود إيران والقوى التابعة لها في سورية.
وشددت على أنه في كل الأحوال، فإن إسرائيل مطالبة بتأمين قدرتها على مراقبة الأوضاع وملاحظة التحولات في سورية، وضمن ذلك الحرص على تمتعها بهامش حرية على صعيد العمل العسكري تحديدا من الجو.
وكان رأس النظام السوري قد استقبل وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان في التاسع من الشهر الحالي في دمشق، وجرى خلال اللقاء "بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، وتطوير التعاون الثنائي في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك".
وقبل ذلك ببضعة أيام تلقى العاهل الأردني عبدالله الثاني، اتصالاً هاتفياً من الأسد، تناول العلاقات بين البلدين وسبل تعزيز التعاون بينهما، وأكد ملك الأردن، خلال الاتصال، وفق الموقع الرسمي للديوان الملكي، دعم الأردن لجهود الحفاظ على سيادة سورية واستقرارها ووحدة أراضيها وشعبها.