طالب المبعوث الأممي إلى ليبيا، عبد الله باتيلي، المجتمع الدولي، بدعم اللجنة العسكرية الليبية المشتركة "5+5"، من أجل تنفيذ كامل اتفاق وقف إطلاق النار، داعيا الحكومة الليبية إلى وضع دعم اللجنة كأولوية لها، نظرا لأهميتها والاحتياج العاجل إليها، وفق وصفه.
وعقب انتهاء اجتماعات اللجنة مع مراقبي وقف إطلاق النار المحليين والدوليين، والتي انطلقت أمس في مدينة سرت وسط البلاد وتواصلت اليوم الاثنين؛ عقد باتيلي ظهر اليوم مؤتمرا صحافيا في سرت، تحدث فيه عن لقائه المراقبين الدوليين والمحليين، وبحث إمكانية استكمال أعمالهم من سرت.
كما أعلن باتيلي عقد أعضاء اللجنة اجتماعا خلال أسابيع مع ممثلي دول جوار جنوب ليبيا لبحث سبل إخراج المرتزقة، مشيرا إلى قرب اتخاذ "قرارات مهمة" في ملف المرتزقة، خصوصا مع دول: السودان، وتشاد، والنيجر، من دون المزيد من التفاصيل حول هذه القرارات.
وقال باتيلي: "لقد لمسنا في أعضاء اللجنة العسكرية المشتركة العزم والالتزام بالعمل نحو السلام والاستقرار في ليبيا. وما شهدناه في عمل اللجنة يؤكد أن القوات المسلحة في ليبيا مستعدة لدعم العملية السياسية. وقد اتخذنا قرارات مهمة خلال الاجتماعات في سرت بخصوص ملف المرتزقة، للمضي قدماً في تنفيذها مع دول الجوار".
وأضاف قائلا: "إذا تمتّع السياسيون بالعزم والالتزام ستنتهي أزمة ليبيا، وإن إحلال السلام سيسهل حياة المواطنين"، كاشفا عن اجتماعات مرتقبة للجنة، من أجل الدفع بملف المرتزقة.
وعقب انتهاء الجلسة الأولى لاجتماع اللجنة، ليل أمس، أعلن باتيلي عن بدء العمل المشترك بين فريق المراقبين الدوليين والليبيين لمراقبة وقف إطلاق النار، واعتبر أن ذلك "سيعزز الثقة بين الجانبين، وسيتيح لنا فرصة المضي قدماً على مستوى التدريب وتفعيل الآلية الليبية لمراقبة وقف إطلاق النار".
وأشاد باتيلي بخطط اللجنة لـ"إشراكِ قادةِ التشكيلات المسلحة في جهود دعم السلام والاستقرار المستدامين"، مؤكدا على "أهمية المسار الأمني في تمهيد الطريق لبيئة سياسية مواتية".
ويعتبر هذا الاجتماع هو الثاني منذ تسلّم باتيلي مهام البعثة الأممية في منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ففي نهاية الشهر ذاته اجتمعت اللجنة في مقرها الرسمي بمدينة سرت، لاستئناف اجتماعاتها ومناقشة مستجدات تنفيذ وقف إطلاق النار.
وفي مطلع ديسمبر/كانون الأول الماضي، شاركت "لجنة 5+5" في اجتماع استضافته العاصمة التونسية لمجموعة العمل الدولية المعنية بالمسار العسكري في ليبيا، والتي تتكون من ممثلين عن تركيا والولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا ومصر والاتحاد الأفريقي. وتجتمع اللجنة دورياً لتقييم الأوضاع الأمنية في ليبيا.
وخلال اجتماع تونس، ناقشت "لجنة 5+5" مع مجموعة العمل الدولية "الخطوات التالية في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وإعادة توحيد المؤسسات العسكرية الليبية، وتأمين الانتخابات"، بحسب بيان للبعثة الأممية.
وتأسست اللجنة عام 2020، منبثقة من اتفاق وقف إطلاق النار الموقَّع في أكتوبر/تشرين الأول من العام ذاته، نتيجة للقاء برلين الأول الذي عُقد في أثناء حرب طرابلس الأخيرة. وتتكون اللجنة من خمسة من كبار الضباط، يمثلون معسكري غرب البلاد وشرقها، فيما خُصصت مدينة سرت لاحتضان مقرها الرئيسي.
ولم تتمكن اللجنة حتى الآن من إنهاء أهم استحقاقين باقيين ضمن مهامها، وهما توحيد المؤسسة العسكرية، وإخراج المرتزقة والقوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب من ليبيا، رغم اجتماعاتها المتكررة.