تشهد مدينة جرابلس في شمال سورية، التي يسيطر عليها الجيش الوطني السوري بدعم من تركيا، انفلاتاً أمنياً واشتباكات عشائرية تمتد لثلاثة أيام، أدت إلى وقوع ثلاثة ضحايا وتسجيل أضرار مادية جسيمة. وتعيش المدينة حالة من التوتر، يتزايد تعقيدها بسبب التصاعد في وتيرة التوترات بين العشيرتين "الزركات" و"الجيس".
وفي تطور جديد للصراع، استهدفت قذيفة "آر بي جي" منزل أحد أفراد عشيرة "الجيس"، في مدينة جرابلس ضمن منطقة "درع الفرات" بريف حلب الشرقي، على خلفية تجدد ثأر قديم بين الطرفين، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات استخدمت فيها الأسلحة المتوسطة والخفيفة، بحسب ما أفاد به مراسل "العربي الجديد".
ولفت إلى أن هذه الاشتباكات نشبت في جرابلس بعد مرور يومين على حادثة قتل أودت بحياة 3 أشخاص، من بينهم عنصر من الشرطة العسكرية.
وأوضح المراسل أن المدينة شهدت، الجمعة، احتدام الأوضاع، حيث شهدت حرقاً للمتاجر واستمراراً للاشتباكات بين الطرفين، على الرغم من جهود "الجيش الوطني" في تهدئة التوتر ومحاولات الوساطة، وتدخل القوات التركية من خلال تسيير دوريات لوقف التصعيد ونشر قوات فض النزاع.
من جهته، قال القيادي في "الجيش الوطني" زوقال هشام اسكيف، لـ"العربي الجديد"، إن "هذه المشكلة تتطلب مسارين؛ المسار الأول يقع على عاتق الوجهاء وعلماء الدين للقيام بدورهم في التصدي لمسألة الثأر واستخدام السلاح بشكل مستمر في هذه المنطقة. وأكد أنه حان الوقت للوعي المتنامي وتقليل هذه الظاهرة".
أما المسار الثاني المتعلق بالجيش الوطني، فقال إنهم "يعملون جاهدين على ضبط هذه الأفعال باستخدام كل الوسائل المتاحة. حيث نشرت قوات الفيلق الثاني لتطويق الأزمة واستعادة الأمان والهدوء"، ولكنه أشار إلى أن "الأمور تتطلب تضافر الجهود وتعاون جميع الأطراف، وليس فقط الجيش الوطني".
من جهة أخرى، قال الشيخ مضر حماد الأسعد، المنسق العام للمجلس الأعلى للقبائل والعشائر السورية، لـ"العربي الجديد"، إن "المشكلة بين العشيرتين نشأت في العام الماضي، وجرى التدخل من قبل العقلاء وعدة جهات، بما في ذلك مجلسهم، لحل المشكلة". لكنه أشار إلى أن بعض الأطراف تحرض على الاقتتال العشائري، ما أدى إلى تجدد الأحداث العنيفة التي نشهدها منذ ثلاثة أيام.
وأعرب المنسق العام للمجلس الأعلى للقبائل والعشائر السورية عن أمله أن يعمل العقلاء في العشيرتين على حل المشكلة بقوة، لتفادي تفاقم الأوضاع التي وصلت إليها المنطقة، والتي أصبحت خارجة عن السيطرة.
يذكر أنه سبق أن حدثت حوادث قتل وجرح لعدد من المدنيين في جرابلس نهاية العام 2022، بسبب خلافات عشائرية تطورت إلى استخدام الأسلحة النارية.