بعدما كاد سكان مدينة مأرب، شرقي اليمن، ينسون أصوات المدافع والصواريخ التي كانت تقض مضاجعهم كل مساء على مدى سنوات، عادت الانفجارات، مساء الإثنين، ولكن بصورة أعنف، حيث شهدت المدينة انفجارات في مخزن للأسلحة بمقر المنطقة العسكرية الثالثة (وسط)، فيما ذكر إعلام الجيش اليمني أنها ناتجة من قصف للحوثيين.
وقال مدير مكتب الصحة بمحافظة مأرب، عبد العزيز الشدادي، لـ"العربي الجديد"، إن الحادثة أسفرت عن مقتل 4 على الأقل من المدنيين، بينهم ثلاثة أطفال، وإصابة 8 آخرين بينهم طفل، مشيراً إلى أن الإحصائية أولية وأن المعلومات لا تزال تتوالى من مستشفيات المدينة.
وأوضح أيمن عطاء، المنسق الإعلامي للوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين بمأرب، لـ"العربي الجديد"، أن القتلى الذين وردت أسماؤهم حتى الآن، هم: رحاب محمد صالح قصيلة عمرها سنتان، وتسكن في مخيم الجفينة، أكبر مخيمات النزوح في البلاد؛ ومن أسرتها أيضا رموش صالح عامر قصيلة؛ إضافة إلى شعلان صادق أحمد عامر السويدي، (40 عامًا) وهو نازح من محافظة الحديدة، ويسكن في حي الشركة، شمال شرقي المدينة؛ ومازن سيف الحبابي.
وعلى مدى ساعتين لم تتوقف تلك الانفجارات التي أدت إلى توقف الحركة في المدينة المكتظة بمليوني نازح- وفق الإحصاءات الرسمية- وخلت الشوارع من المارة، وسط انتشار للقوات الأمنية التي فرضت طوقاً أمنياً، مع تصاعد حدة الانفجارات وتطاير الشظايا في مختلف الاتجاهات.
وقال موقع "26 سبتمبر نت" التابع للجيش اليمني إن انفجارات المخزن "جراء استهداف من قبل مليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران"، دون مزيد من التفاصيل. لكن مصادر عسكرية في الجيش اليمني، تحدثت لـ"العربي الجديد"، رجحت أن ذلك ليس ناتجاً عن قصف للحوثيين، مشيرة إلى أنه لم تحلق طائرات مسيّرة قبيل الحادثة في سماء المدينة، دون أن تقدم تلك المصادر تفسيراً لما جرى.
ونفت جماعة الحوثيين، في بيان، مسؤوليتها عن الهجوم، واتهمت من وصفتها بـ"عناصر تابعة لقوى العدوان الأميركي السعودي بالإقدام على تفجير مخزن أسلحة". وذكر البيان الذي نشرته وكالة الأنباء "سبأ" التابعة للجماعة، أن "ذلك يكشف عن الصراعات والخلافات بين قوى العدوان وللتغطية على عمليات سرقة ونهب للأسلحة".
وقال مصدر عسكري، لـ"العربي الجديد"، إن الانفجارات لم توقع أي ضحايا من الجيش في المعسكر، فيما قال مصدر بالسلطة المحلية إن بعض الضحايا المدنيين سقطوا من جراء الحادثة ونقلوا إلى مستشفيات المدينة، وإن مستشفى الهيئة-المشفى الرئيس بالمدينة- استقبل ثلاثة قتلى وجريحين اثنين على الأقل. كما تسببت الصواريخ التي تطايرت إلى الأحياء السكنية في المدينة ومحيطها بأضرار مادية أيضا.
وقبل سنوات كان الموقع الحالي للمنطقة العسكرية الثالثة يعد نائياً نسبياً عن مدينة مأرب، لكن مع توافد النازحين وتوسع العمران، أصبحت تشكل جزيرة على مرتفع في قلب المدينة وسط محيط من النازحين الذين توافدوا من مختلف محافظات البلاد.
وتعد مأرب المعقل الأهم لسلطة الحكومة المعترف بها في شمال البلاد، إلى جانب أهميتها الاقتصادية كمحافظة نفطية رافدة لاقتصاد البلاد، وهي تقود منذ سنوات معارك الدفاع عن الحكومة المدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران.
وجاءت الانفجارات التي شهدتها المدينة بعد ساعات من قصف شنه الحوثيون على منطقة الجو آل عقيل شمال مدينة حريب، جنوب شرقي المدينة، عصر الإثنين، وأدى إلى تضرر عدد من المنازل بحسب مصادر محلية.