انطلاق القمة الأفريقية افتراضياً: مكافحة كورونا الملف الأبرز

06 فبراير 2021
تنظَّم هذه القمة بشكل استثنائي عبر الإنترنت لتجنب أي عدوى (فيسبوك)
+ الخط -

انطلقت اليوم السبت، القمة الأفريقية الـ34، افتراضياً للمرة الأولى عن طريق "الفيديو كونفرانس" بسبب تدابير مواجهة فيروس كورونا، وهي تستمرّ يومين، تخصّص لمكافحة وباء كوفيد-19، وإمدادات اللقاحات في القارة والأزمات التي طغى عليها الفيروس.

ونقل الاتحاد الأفريقي، عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك"، بثاً لانطلاق القمة. وتنظَّم هذه القمة بشكل استثنائي عبر الإنترنت لتجنب أي عدوى، وهي تأتي بعد عام تماماً على اكتشاف أول إصابة بفيروس كورونا في مصر. في ذلك الوقت، أثار وصول الوباء إلى أفريقيا مخاوف من حدوث انفجار في الأنظمة الصحية الهشة في القارة، لكن هذا السيناريو المروع لم يتحقق.

وما زالت أفريقيا بمنأى نسبياً عن كورونا حالياً وسُجّلت فيها 3,5% من الإصابات و4% من الوفيات المسجّلة رسمياً في جميع أنحاء العالم، حسب مركز الاتحاد الأفريقي لمكافحة الأمراض والوقاية منها. لكن العديد من البلدان تواجه حالياً موجة ثانية مثيرة للقلق، وتكافح من أجل الحصول على اللقاحات. ويظهر القادة الأفارقة مزيداً من الاستياء من السباق المحموم الحالي الذي لا يمكنهم التنافس فيه بمساواة.

وفي مقابلة أخيراً، دان رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي محمد، هيمنة "النزعة القومية" في مسألة اللقاحات، و"الدول الغنية التي لها الأولوية حتى أن بعضها يطلب أكثر مما يحتاج".

ومن المقرّر أن تبدأ المناقشات المغلقة اليوم بكلمة لرئيس جنوب أفريقيا سيريل رامابوزا بشأن الجهود الحالية للقارة في مواجهة الوباء. وسيتولى رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسكيدي، الرئاسة الدورية السنوية للمنظمة خلفاً له.

وسيتم التطرق إلى مسألة تمويل حملات التلقيح في القارة، على حدّ قول مدير وكالة الصحة العامة التابعة للاتحاد الأفريقي جون نكينغاسونغ، والرهان كبير. فبتحديد جرعتين لكلّ شخص، تحتاج أفريقيا إلى 1,5 مليار جرعة لتطعيم ستين بالمئة من سكانها البالغ عددهم 1,3 مليار نسمة وتحقيق مناعة جماعية.

وستنشغل الدول الأعضاء بالانتخابات الداخلية للاتحاد الأفريقي أيضاً، وهي قضية مهمة لتحديد قدرتها على مواجهة الوباء وتحديات القارة في مجالي الاقتصاد والأمن.

وفكي، رئيس وزراء تشاد الأسبق هو المرشح الوحيد لولاية جديدة على رأس المفوضية الهيئة التنفيذية للاتحاد. وقالت مجموعة الأزمات الدولية، في مذكرة، أخيراً إنه سيتعين عليه الفوز بثلثي الأصوات وتجاوز الاتهامات التي يرفضها "بنشر ثقافة التحرش الجنسي والفساد والترهيب داخل المفوضية".

وينظر العديد من الدبلوماسيين إلى النيجيري بانكولي أدييوي على أنه المرشح الأوفر حظاً لرئاسة مفوضية عليا تجمع بين الشؤون السياسية وإدارة السلام والأمن. لكن قواعد الاتحاد الأفريقي التي تفرض توزيع المناصب الرئيسية بين مختلف مناطق أفريقيا يمكن أن تكذب هذه التوقعات.

وسيلعب الفائز في هذه الانتخابات دوراً مهماً إلى جانب فكي في محاولة حلّ العديد من الأزمات الداخلية في القارة التي يتهم الاتحاد الأفريقي بإهمالها. فمجلس السلم والأمن تناول مثلاً بالكاد النزاع بين الحكومة الكاميرونية والانفصاليين الناطقين بالإنكليزية، أو الصعود المقلق للإسلاميين المتطرفين في شمال موزمبيق.

وتُعدّ الأزمة في تيغراي التي هزت لمدة ثلاثة أشهر إثيوبيا مقر الاتحاد الأفريقي، واحدة من أكثر القضايا حساسية. ومع اندلاع القتال في هذه المنطقة الواقعة في شمال إثيوبيا مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني، دعا فكي إلى وقف الأعمال العدائية بين حكومة أديس أبابا والسلطات المنشقة في تيغراي، لكن رئيس الوزراء الإثيوبي الحائز جائزة نوبل للسلام في 2019 آبي أحمد، رفض أي وساطة للاتحاد الأفريقي في عملية "فرض القانون" التي تقع تحت سيادة البلاد.

وتتزامن هذه القمة أيضاً مع إعلان الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن السياسة الدبلوماسية الجديدة للولايات المتحدة، موضحاً أنه يريد إعادة الاتصال بالمؤسسات المتعددة الأطراف مثل الاتحاد الأفريقي. وتعهد بايدن، في تسجيل فيديو نشر الجمعة، أن تتبع إدارته "دبلوماسية طويلة الأمد بالاشتراك مع الاتحاد الأفريقي للتعامل مع الصراعات التي يسقط فيها ضحايا في القارة".

(الأناضول، فرانس برس)

المساهمون