ذكرت وكالة "تاس" للأنباء نقلاً عن مصدر أن محادثات السلام بين مسؤولين روس وأوكرانيين على حدود بيلاروسيا انتهت، وفي وقت لاحق، أعلنت بيلاروسيا عن عقد جولة جديدة من المباحثات في غضون يومين.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن مسؤول أوكراني تأكيده اختتام المحادثات، مشيراً إلى أن المسؤولين الأوكرانيين والروس سيعودون إلى عاصمتيهم للتشاور قبل جولة محادثات جديدة.
وفي هذا السياق، أكد وزير الخارجية البيلاروسي فلاديمير ماكي أن "الجولة المقبلة من المفاوضات ستعقد في غضون يومين"، وذلك على "الحدود البيلاروسية البولندية".
من جهته، أكد مساعد الرئيس الروسي، والذي يترأس وفد موسكو إلى المحادثات فلاديمير ميدينسكي، أنه "خلال المحادثات بين وفدي روسيا وأوكرانيا، والتي استمرت لخمس ساعات، تم تحديد نقاط يمكن من خلالها توقع مواقف مشتركة"، مشيراً إلى أنه تم تبادل المطالب والآراء بين الوفدين، وأن كلاً منهما سيناقش هذه المطالب مع القيادة السياسية لبلاده، مؤكداً أن "الوفدين اتفقا على عقد جولة ثانية من المفاوضات في القريب العاجل".
إلى ذلك، غرّد مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخائيلو بودولياك عبر "تويتر" بعد انتهاء المفاوضات، مؤكداً أنها صعبة، ومشيراً إلى أن الجانب الروسي ما زال متحيزاً للغاية في ما يتعلّق بالعمليات التدميرية التي أطلقها.
Negotiations are difficult. However, without any obligatory ultimatums already. Unfortunately, the Russian side is still extremely biased regarding the destructive processes it launched.
— Михайло Подоляк (@Podolyak_M) February 28, 2022
ولفت الكرملين إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبلغ نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في اتصال هاتفي، اليوم الاثنين، بأنه لا يمكن التوصل إلى تسوية للأزمة الأوكرانية إلا إذا التزمت كييف بالحياد، و"نزع السلاح"، بجانب اعترافها رسمياً بالسيطرة الروسية على شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014.
وقال إن "روسيا منفتحة على المحادثات مع ممثلي أوكرانيا، وتتوقع أن تؤدي (المحادثات) إلى النتائج المرجوة".
ووصل الوفد الأوكراني، صباح اليوم، إلى موقع إجراء المفاوضات مع روسيا، حيث قالت الرئاسة الأوكرانية إنه سيطالب بـ"وقف فوري لإطلاق النار"، وسحب القوات الروسية. وأوضحت الرئاسة أن "الوفد الأوكراني وصل إلى المنطقة الحدودية الأوكرانية البيلاروسية للمشاركة في المفاوضات"، مشددة على أن "المسألة الأساسية هي وقف فوري لإطلاق النار، وسحب القوات الروسية من الأراضي الأوكرانية".
وقاد الوفد الأوكراني وزير الدفاع أليكسي رزنيكوف، ويرافقه المستشار الرئاسي ميخائيلو بودولياك.
وقال رئيس الوفد الروسي فلاديمير ميدينسكي، قبل بدء المحادثات، إن فريقه "مستعد للمفاوضات فور وصول (الجانب الأوكراني)"، وأضاف متحدثاً للتلفزيون الروسي: "كلما طال النزاع ساعة إضافية، قضى مواطنون وجنود أوكرانيون. اتفقنا على التوصل إلى اتفاق، لكن يجب أن يصبّ في مصلحة الطرفين".
من ناحية أخرى، نقلت وكالة الأنباء الروسية الحكومية "ريا نوفوستي" عن ميدينسكي قوله إن الشروط اللوجستية للوفد الأوكراني كانت "صعبة للغاية"، مع تأجيل موعد الوصول عدة مرات.
وكانت السلطات البيلاروسية قد أعلنت، صباح الإثنين، أنها جاهزة لاستضافة المفاوضات المقررة بين روسيا وأوكرانيا، رغم عدم وصول الوفدين بعد، في اليوم الخامس من الهجوم الذي شنته موسكو.
وقالت وزارة الخارجية البيلاروسية على "فيسبوك": "مكان المحادثات بين روسيا وأوكرانيا في بيلاروسيا جاهز وننتظر الوفدين".
وأرفقت المنشور بصورة لقاعة المفاوضات تُظهر طاولة طويلة وعلى كل جانب منها عشرة كراسٍ وأعلام الدول الثلاث في الخلفية.
ووافقت أوكرانيا، الأحد، على فكرة إجراء مفاوضات مع روسيا، لكنها أشارت إلى أنها "لا تعول كثيراً" على أنها قد تفضي إلى إنهاء الغزو الروسي الذي بدأ صباح الخميس الماضي.
وجرت هذه المفاوضات بين الوفدين الأوكراني والروسي عند الحدود بين أوكرانيا وبيلاروسيا، بالقرب من نهر بريبيات، على الرغم من أن هذا البلد يُشكل قاعدة خلفية للقوات الروسية لشن هجومها على كييف.
وتعهد الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، حليف فلاديمير بوتين، بأن المقاتلات والمروحيات والصواريخ (الروسية) التي تم نشرها في بلاده ستبقى على الأرض خلال وصول الوفد الأوكراني ومغادرته وخلال إجراء المفاوضات، بحسب كييف.