انتهاء الجلسة الافتتاحية للجولة الثامنة من مفاوضات فيينا: أسابيع محدودة للاتفاق

27 ديسمبر 2021
كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني (أليكس هالادا/فرانس برس)
+ الخط -

انتهت الجلسة الافتتاحية للجولة الثامنة من مفاوضات فيينا النووية، مساء اليوم الإثنين، واتفق المشاركون في الاجتماع على تكثيف الجهود للوصول إلى "اتفاق في أسرع وقت ممكن".

وقال منسق المفاوضات نائب مفوض السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي أنريكي مورا إنهم لن يكونوا موجودين لثلاثة أيام نهاية العام، مشيراً إلى أنهم سيعودون إلى فيينا لـ"مواصلة العمل".

مفاوضات فيينا في "فترة زمنية معقولة"

وأضاف مورا أن المفاوضات "على الطريق الصحيح"، مؤكداً ضرورة إنهاء المفاوضات للوصول إلى اتفاق "في فترة زمنية معقولة في غضون أسابيع وليس أشهراً".

وذكر نائب مفوض السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي أنه "إذا ما عملنا خلال الأيام والأسابيع المقبلة بجهد مكثف فيمكننا أن نصل إلى نتيجة إيجابية"، داعياً إلى اتخاذ "قرارات صعبة" للتوصل إلى اتفاق لعودة واشنطن وطهران إلى تنفيذ تعهداتهما في رفع العقوبات، وتنفيذ الالتزامات النووية بالاتفاق النووي.

رفع العقوبات عن إيران

من جانبه، قال كبير المفاوضين الإيرانيين، علي باقري كني إن لجان الخبراء ستبدأ من يوم غد الثلاثاء مباحثاتها بشأن رفع العقوبات ومناقشة المقترحات الإيرانية حول فترة التحقق من إلغاء العقوبات والضمانات التي تطالب طهران واشنطن بتقديمها لعدم خروجها مرة أخرى من الاتفاق النووي.

وأكد باقري كني ضرورة رفع العقوبات والتحقق من ذلك عملياً، وتقديم ضمانات لبلاده، مشيراً إلى أن لجنة الخبراء المعنية برفع العقوبات ستبحث من يوم غد رفع العقوبات عن القطاعين المالي والمصرفي.

من جهته، قال المندوب الروسي في مفاوضات فيينا، ميخائيل أوليانوف، في تغريدة، إن المشاركين في اجتماع اللجنة المشتركة أجروا "نقاشات عملية موجهة لتحقيق نتائج"، مشيراً إلى أنهم اتفقوا على تكثيف الجهود للتوصل إلى اتفاق في أسرع وقت ممكن.

وقبيل الاجتماع، غرد المندوب الروسي في المفاوضات ميخائيل أوليانوف قائلاً إنه التقى مورا وناقشا "سبل المضي قدماً في الجولة الجديدة" الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي.

كما قال مندوب روسيا في تغريدة إنه التقى رئيس الوفد الأميركي روبرت مالي قبيل اجتماع اللجنة المشتركة، مضيفاً أنهما بحثا عدداً من القضايا المطروحة في المفاوضات.

وبدأ مساء اليوم اجتماع اللجنة المشتركة لأطراف الاتفاق النووي، وهي إيران وروسيا والصين وبريطانيا وألمانيا وفرنسا، لتنطلق بذلك الجولة الثامنة من مفاوضات فيينا النووية الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي رسمياً. 

وتحدّث مندوب الصين في مفاوضات فيينا، وانغ تشون، عن احتمال التوصل إلى اتفاق قبل نهاية يناير/كانون الثاني، مشيراً إلى أن الجولة الثامنة من المفاوضات ستركز على مسألة رفع العقوبات. 

ويشارك في اجتماع اللجنة المشتركة رؤساء الوفود. وعادة تلتئم اللجنة في مستهل كل جولة ونهايتها.

لقاءات ثنائية وثلاثية

واستبقت الوفود الاجتماع بلقاءات ثنائية ومتعددة الأطراف.

وأجرى كبير المفاوضين الإيرانيين، لقاءً ثلاثياً مع الوفدين الصيني والروسي، فضلاً عن لقاء آخر مع منسق المفاوضات نائب مفوض السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، إنريكي مورا. 

وقال كبير المفاوضين الإيرانيين، خلال توجهه إلى فندق "قصر كوبرغ" للمشاركة في اجتماع اللجنة المشتركة للاتفاق النووي، إنه "متفائل" حول نتيجة المفاوضات، مضيفاً أنه لو لم يكن متفائلاً لما شارك في المفاوضات.

قصر كوبورغ حيث تجرى المحادثات الهادفة إلى إحياء الاتفاق النووي الإيراني (Getty)
قصر كوبرغ حيث تجرى المحادثات الهادفة إلى إحياء الاتفاق النووي الإيراني (Getty)

كما أجرى كبير المفاوضين الإيرانيين لقاء مع رئيس الوفد الفرنسي في المفاوضات.

ويأتي هذا اللقاء على وقع اتهامات إيرانية للوفد الفرنسي بعرقلة مسار المفاوضات.

وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، الخميس الماضي، في مؤتمر صحافي مع نظيره العراقي فؤاد حسين: "لا نرى توجهات بعض الدول الأوروبية، خاصة فرنسا، خلال المفاوضات، أنها بناءة، نتوقع من الطرف الفرنسي أن يلعب دوراً بناءً".

مفاوضات فيينا: من الشكليات إلى نقاش المضمون

وعشية انطلاق الجولة الجديدة من المفاوضات، نقلت وكالة "تسنيم" الإيرانية عن مصدر مقرب من فريق إيران التفاوضي قوله إنه "بعد الاتفاق حول القضايا الشكلية للمفاوضات خلال الجولة السابقة، من المقرّر أن يخوض المفاوضون في هذه الجولة في المضمون".

وتبحث الجولة الجديدة من مفاوضات فيينا مسودة الخطوات النووية التي أعدها المفاوضون خلال الجولة السابعة. 

وتتضمن المسودة جميع النقاط الخلافية بشأن الخطوات التي ينبغي أن تقوم بها طهران للعودة إلى التزاماتها النووية، فيما يشكل البحث عن حلول لهذه النقاط أحد أهم محاور أجندة الجولة، فضلاً عن استكمال مسودة رفع العقوبات التي ظلت غير مكتملة خلال الجولة السابقة.

تبحث الجولة الجديدة من مفاوضات فيينا مسودة الخطوات النووية التي أعدها المفاوضون خلال الجولة السابعة

واليوم، الإثنين، أكد أمير عبد اللهيان، وفق التلفزيون الإيراني، أنه "من أجندة المفاوضات الجارية رفع العقوبات، والتحقق من ذلك، والحصول على ضمانات" من الولايات المتحدة بعدم الخروج مرة أخرى من الاتفاق.

تقارير دولية
التحديثات الحية

من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، اليوم الاثنين، إن بلاده "مستعدة للوصول إلى اتفاق جيد، ونذهب إلى فيينا للتوصل إلى النتيجة".

ودعا خطيب زادة الطرفين الأميركي والأوروبي إلى "العودة لفيينا بجدية وإرادة للوصول إلى اتفاق جيد"، قائلاً إن "الترويكا الأوروبية (فرنسا وبريطانيا وألمانيا)، لم تظهر أي جدية وإرادة خلال الجولات السابقة".

المساهمون