اختتمت اللجنة المشتركة لأعضاء الاتفاق النووي، الجولة السابعة من مفاوضات فيينا، اليوم الجمعة، مع الاتفاق على استئناف المفاوضات "قريباً".
وقال مندوب روسيا في مفاوضات فيينا النووية، ميخائيل أوليانوف، في تغريدة عبر "تويتر" إن الجولة السابعة من المفاوضات انتهت وتقرر استئنافها "قريباً" من دون تسمية تاريخ محدد.
The meeting of the Joint Commission of #JCPOA as well as the seventh round of the #ViennaTalks are over. The negotiations will resume soon.
— Mikhail Ulyanov (@Amb_Ulyanov) December 17, 2021
وكشفت مصادر مطلعة لـ"العربي الجديد" عن اتفاق المفاوضين على استئناف المفاوضات قبل نهاية العام الجاري، مشيرة إلى أن يوم استئنافها سيتحدد بتنسيق بين منسق المفاوضات نائب مفوض السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي إنريكي مورا وكبير المفاوضين الإيرانيين، علي باقري كني.
وفي السياق أيضاً، نقلت "رويترز" عن المبعوث الصيني لمفاوضات فيينا، وانغ تشون، قوله إنّ المفاوضات ستسأنف نهاية السنة الحالية.
وفي تصريحات لوسائل الإعلام بعد انتهاء اجتماع اللجنة المشتركة للاتفاق النووي المكونة من أطراف الاتفاق، هي إيران وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، قال منسق المفاوضات، إنريكي مورا، إنّ أطراف المفاوضات اتفقت على إطلاق جولة جديدة من المفاوضات "قريباً"، مضيفاً أنّ "الوقت قد حان لنركز على الأولويات وليس أمامنا الكثير من الوقت".
وأوضح أنّ أطراف التفاوض "أمام مهمة معقدة خلال الجولة الثامنة"، قائلاً إنها خاضت "مباحثات مكثفة وعميقة ومضغوطة"، ومشيراً إلى دمج مقترحات قدمتها إيران بشأن رفع العقوبات والمسائل النووية في مسودات الجولة السادسة من المفاوضات.
وتحدث مورا عن تمكن أطراف المفاوضات من بناء "علاقات عمل جيدة" مع الجانب الإيراني، مؤكداً وجود "حاجة ضرورية للتوصل إلى اتفاق في المفاوضات".
وفي السياق، قال إنّ "أمامنا أسابيع وليس أشهراً للوصول إلى اتفاق"، مشيراً إلى بناء "أرضية مشتركة" في المفاوضات "بشأن الخطوات العملية" من قبل إيران والولايات المتحدة.
وأضاف مورا أنّ إعادة صياغة الاتفاق النووي ليست على أجندة المفاوضات وهي تهدف فقط إلى العودة إلى الاتفاق.
باقري كني: المباحثات في الجولة القادمة يمكن أن تكون الأخيرة
من جهته، قال كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني، في تصريحات بعد اجتماع اللجنة المشتركة، إنّ المفاوضات خلال الأيام الماضية "كانت مكثفة ومعمقة"، مضيفاً أنها أفضت إلى "مسودتين (ليستا مسودتي يونيو)؛ بل هما مسودتان جديدتان تشكلان أساس المفاوضات خلال المستقبل القريب".
وفي معرض رده على سؤال عما إذا كانت الخلافات قد تقلّصت أم لا؟ قال باقري كني، بحسب ما نقل التلفزيون الإيراني الرسمي، إنه "سيتضح خلال المفاوضات المقبلة إذا كانت المواقف اقتربت من بعضها البعض أم لا"، مشيراً إلى أنّ "الطرف الأوروبي لم يعرض أي مبادرة خلال المفاوضات".
وعن سبب وقف المفاوضات، قال كبير المفاوضين الإيرانيين إنه خلال الأيام الماضية "تم الاتفاق على أساس للمفاوضات. يوم أمس توصلنا إلى هذا الأساس. بعد ذلك تقرر أن يكون هناك توقف ونعود (إلى العواصم) ثم تستأنف المفاوضات على أساس النصوص المتفق عليها".
وفي معرض رده على سؤال بشأن نسبة الخلافات المتبقية، قال باقري كني إنه "لا يمكننا تحديد نسبة مئوية. لكن هناك خلافات. الخلافات المتبقية في مسودة يونيو ظلت قائمة، كما أضيفت لها خلافات أخرى".
وعما إذا كانت المفاوضات ستتوصل إلى اتفاق خلال الجولة المقبلة، صرّح المسؤول الإيراني بأنّ "المباحثات في الجولة القادمة يمكنها أن تكون آخر جولة. من الطبيعي أنه إذا ما قبل الطرف الآخر بمواقفنا فإننا سنصل إلى اتفاق في أقرب وقت ممكن".
تحذير أوروبي لإيران: لا مزيد من الخطوات التصعيدية
وفي بيان مشترك بُعيد الانتهاء من الجولة السابعة من مفاوضات فيينا النووية، أصدر المفاوضون الأوروبيون الكبار المشاركون من فرنسا وبريطانيا وألمانيا في هذه المفاوضات، بياناً مشتركاً، أكدوا فيه حصول "بعض التقدم التقني في الساعات الـ24 الماضية"، لكنهم قالوا في الوقت ذاته إنّ هذا التقدم "يقرّبنا فقط من النقطة التي توقفت عندها المباحثات في يونيو/حزيران" الماضي بعد انتهاء الجولة السادسة.
ودعا المفاوضون الأوروبيون إيران إلى تجنب القيام بالمزيد من "الخطوات التصعيدية" النووية.
وأضاف البيان "كنا نتوقع استئناف المفاوضات في 29 نوفمبر/تشرين الثاني على أساس مسودات يونيو/حزيران"، مشيراً إلى أنّ المفاوضات توقفت بطلب إيراني، حيث قال المفاوضون الأوروبيون "نحترم قرار كبير المفاوضين الإيرانيين العودة اليوم إلى طهران للتشاور، لكن هذا يحدث توقفاً مخيباً للآمال في المفاوضات".
وأعرب المفاوضون الأوروبيون عن أملهم في أن "تكون إيران في وضع يمكّنها من استئناف المفاوضات بسرعة والانخراط فيها بشكل بنّاء"، مشيرين إلى أنّ "هناك أسابيع وليست أشهراً قبل انتهاء المنافع الأساسية في خطة العمل الشاملة المشتركة لعدم الإشاعة".
وحذر المفاوضون الأوروبيون قائلين: "نحن نقترب بسرعة من نهاية الطريق للمفاوضات. فبرنامج إيران النووي أصبح الآن أكثر تقدماً مما كان عليه سابقاً"، مع دعوتهم إيران إلى "تجنب القيام بالمزيد من الخطوات التصعيدية" النووية.
واشنطن: الوقت اللازم لإيران لصنع سلاح نووي أصبح قصيراً بالفعل
من جهة أخرى، قال مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، للصحافيين، اليوم الجمعة، إنّ الولايات المتحدة تعتقد أن الوقت اللازم لإيران كي تصنع سلاحاً نووياً أصبح الآن "قصيراً فعلاً" وبصورة مثيرة للانزعاج.
وبحسب وكالة "رويترز" فإن المسؤول لم يحدد بشكل دقيق هذه المدة التي تم تقديرها بأنها مسألة شهور. وقال "إنّ الوقت قصير فعلاً. قصير بشكل غير مقبول"، واصفاً ذلك بأنه أمر "مزعج".
وأضاف المسؤول الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، أنّ أندريا جاكي مديرة مكتب مراقبة الأصول الأجنبية بوزارة الخزانة الأميركية، زارت الإمارات في وقت سابق من هذا الأسبوع، وطالبت الشركات الخاصة بعدم الالتفاف حول العقوبات المفروضة على إيران.
وقال المسؤول "إذا كنتم تتهربون من العقوبات، فإنّ الولايات المتحدة ستضعكم تحت رقابة مشددة. ستكون هناك عواقب".