انتقادات للحكومة التركية من الحلفاء والمعارضة لرفعها الضرائب

16 يوليو 2023
فاتح أربكان: الزيادات على الضرائب وصلت لنقطة غير مقبولة (Getty)
+ الخط -

واجه قرار رفع الضرائب على المحروقات في تركيا انتقادات من التحالف الجمهوري الحاكم، حليف الرئيس رجب طيب أردوغان، ومنه رئيس حزب الرفاه من جديد فاتح أربكان، نجل القيادي الراحل نجم الدين أربكان وأحد حلفاء أردوغان، الذي أصدر بيانا انتقد فيه القرار، فيما قالت وزارة المالية التركية، اليوم الأحد، إن قرار رفع الضرائب على المحروقات يساهم بسد عجز الموازنة بسبب الزلزال الذي ضرب البلاد قبل أشهر. 

ورفعت تركيا الضريبة على البنزين اليوم الأحد، للمساعدة في تمويل زيادة قدرها 1.12 تريليون ليرة (42.2 مليار دولار) في إنفاقها في 2023، الذي ارتفع بسبب الزلازل التي وقعت في فبراير/ شباط، وبالتزامن مع الانتخابات الرئاسية في مايو/أيار.

وقال أربكان إن "الزيادات على الضرائب وصلت لنقطة غير مقبولة، لا يمكن قطع فاتورة العجز في الموازنة على المواطنين، يجب إلغاء هذا القرار بأسرع وقت ممكن، فالزيادات التي حصلت في الفترة الأخيرة وآخرها زيادة ضريبة الاستهلاك على الوقود أدّت إلى سحق المواطن وهو غير مقبول".

وأضاف "تؤدي هذه الخطوات في رفع الضرائب إلى تحريك التضخم مجدداً بالارتفاع، وهو ما يصادر القدرة الشرائية للمواطنين، كما أن هذه الزيادات في الضرائب تساهم في تبخر الزيادات التي حصلت في الحد الأدنى للأجور ورواتب الموظفين".

واقترح أربكان "اتخاذ تدابير بدل رفع الضرائب في التوفير بمصاريف القطاع العام، وأن يتم تطبيق ذلك بقوة في القطاع العام ومنع الإسراف، ووضع ميزانية متوازنة، وتخفيف صرفيات الفوائد، وخفض الفوائد غير المباشرة، وتطبيق توزيع عادل بالضرائب بزيادتها على الأغنياء وتقليلها على الفقراء".

كما قال زعيم حزب الوحدة الكبرى مصطفى دستجي، في تغريدة على تويتر: "ضريبة الاستهلاك هي ضريبة غير مباشرة وهذا يعني أن الضريبة على مستوى واحد للغني والفقير، وبدل رفع الضرائب على الوقود كان يمكن رفع دعم الخزينة على الأحزاب وعدم دفع ضرائب لمستهلكي الغاز ما يؤدي لتوفير مليارات من الليرات".

وانتقد دستجي أيضاً رفع الضرائب، مبيناً أن "جميع التحسينات على الرواتب باتت بلا قيمة، فمساعي تحسين الاقتصاد عبر ضبط النفقات والزيادات وسد العجز في الموازنة هي ممارسات عادية ويجب تقديم حلول أكثر فاعلية".

المعارضة، من جانبها، انتقدت الخطوة، إذ قالت زعيمة الحزب الجيد ميرال أكشنر عبر حسابها: "الزيادات على الرواتب الأسبوع الماضي ذابت قبل أن تدفع عبر الزيادات الجديدة، وما حصل الليلة الماضية يؤثر على الرواتب القديمة ولكن هل هناك تغير في البذخ لدى الحكومة؟ لا".

وقال رئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو زعيم حزب المستقبل عبر تويتر: "في اليوم الذي رسم فيه الشعب يوما بطوليا (ذكرى المحاولة الانقلابية أمس) وفي الوقت الذي تقرأ فيه الصلوات في الجوامع لا يمكن قبول الزيادات الحاصلة وفرضها على الشعب".

من جهته، غرد نائب رئيس الوزراء السابق علي باباجان وزعيم حزب دواء عبر تويتر أيضاً: "إن أردوغان عبر رفع ضريبة الإنفاق يسعى لأن يدفع الشعب بدل أخطائه، وبدل إنهاء التضخم المستفحل، فإنه يخنق الشعب".

وتفاعل رواد وسائل التواصل الاجتماعي والمفكرين والمشاهير والصحافيين والكتاب مع الزيادات الحاصلة، والتي كانت مفاجئة ورفعت أسعار الوقود بشكل كبير، وجاء ذلك في الليلة التي أحيا فيها الأتراك الذكرى السابعة للمحاولة الانقلابية الفاشلة في العام 2016.

وكانت وزارة المالية التركية قالت، اليوم الأحد، إن قرار رفع الضرائب على المحروقات يساهم بسد عجز الموازنة بسبب الزلزال الذي ضرب البلاد قبل أشهر، وذلك بعد انتقادات طاولت حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان من حلفائه ومن المعارضة، بسبب الزيادات الجديدة.

وقالت وزارة المالية، في بيان: "تهدف الزيادات في ضرائب الاستهلاك لتخفيف الحمل نوعا ما من الأعباء الإضافية على الموازنة بسبب الزلازل، والأسعار الجديدة تستهدف مواد مستوردة، وبالتالي تؤدي إلى السيطرة نوعاً ما على العجز في الموازنة".

وأضافت: "أرقام ضرائب الاستهلاك لم تشهد من العام 2016 أي ارتفاع حتى الآن، رغم ارتفاع أسعار العملات الأجنبية وارتفاع أسعار النفط عالميا، وأرقام الضريبة الحالية المحسوبة تعد منصهرة أمام التضخم".

وبينت أن "الزيادات الحالية تعد أقل بكثير من التضخم الذي حصل منذ العام 2016، ورغم الزيادات التي حصلت بأسعار الوقود إلا أن تركيا تعد الدولة الرابعة الأرخص في أوروبا"، حيث قارنت الوزارة بين أسعار تركيا واليونان الجارة وكيف أنها في تركيا أرخص.

وفي وقت سابق من اليوم، رفعت تركيا الضريبة على البنزين، للمساعدة في تمويل زيادة قدرها 1.12 تريليون ليرة (42.2 مليار دولار) في إنفاقها في 2023، الذي ارتفع بسبب الزلازل التي وقعت في فبراير/ شباط، وبالتزامن مع الانتخابات الرئاسية في مايو/أيار.

وفي أحدث خطوة على طريق زيادة الاحتياطيات النقدية للخزانة، ارتفع معدل الضريبة على البنزين من 2.52 ليرة تركية (0.1 دولار) للتر الواحد إلى 7.52 ليرات، بينما ارتفعت الضريبة على زيت الديزل من 2.05 ليرة إلى 7.05 ليرات.

المساهمون