انتقادات لضم النظام السوري إلى المجلس التنفيذي في منظمة الصحة العالمية: مكافأة غير مستحقة
رفضت قوى ومنظمات سورية عدة، موافقة منظمة الصحة العالمية على انضمام نظام بشار الأسد لعضوية مجلسها التنفيذي، واعتبرت ذلك مكافأة غير مستحقة لنظام طالما اشتهر باستهداف العاملين في الحقل الطبي، وقصف المنشآت الصحية.
وقال الائتلاف الوطني السوري المعارض إن "النظام المجرم الذي استهدف المستشفيات والمراكز الطبية والمشافي الميدانية وقتل الآلاف من الأطباء والكوادر الطبية خلال عشر سنين، بات اليوم عضواً في المجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية"، معتبرا ذلك "فضيحة تكشف عن سقوط أخلاقي وفساد مؤسساتي وإجرائي وتنظيمي وقانوني"، مشيرا في بيان له إلى أنه سبق لمنظمة حظر الأسلحة الكيمائية تعليق عضوية النظام فيها بسبب استخدامه الأسلحة الكيمائية في حربه ضد الشعب السوري.
وأوضح الائتلاف أن جرائم هذا النظام في المجال الطبي شملت تدميراً ممنهجاً للمستشفيات وتحويل جزء كبير منها إلى مسالخ تعذيب، وملاحقة وقتل فرق الإسعاف والعاملين في الحقل الطبي، وبدل طرده أو تعليق عضويته في منظمة الصحة العالمية يتم وصوله إلى المجلس التنفيذي فيها".
وطالب الائتلاف الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية بفتح تحقيق حول شرعية هذا الإجراء ودور المنظمة في إجراءات وتسهيلات وصول النظام المجرم إلى عضوية المجلس التنفيذي.
وكانت "منظمة الصحة العالمية" انتخبت بالإجماع في دورتها الـ 74 التي عقدت أول من أمس الجمعة نظام الأسد لعضوية المجلس التنفيذي فيها لمدة 3 أعوام، من بين أعضاء آخرين انضموا حديثا إلى المجلس.
وذكرت المنظمة عبر حسابها الرسمي في "تويتر"، إن أعضاءها صوتوا لعضوية النظام السوري في المجلس التنفيذي، فيما قالت وكالة الأنباء الرسمية للنظام "سانا" إن سورية انتُخبت ممثلةً عن الشرق الأوسط خلال الدورة الحالية لأعمال منظمة الصحة العالمية، والتي بدأت في 24 من مايو/ أيار الحالي.
وبدوره، استنكر" الدفاع المدني السوري" في بيان له قرار الصحة العالمية، واصفا إياه بالخاطئ.
وقال "الدفاع المدني" إن المنظمة تكافئ نظام الأسد على تدميره المشافي في سورية وقتله الأطباء، ومحاولة منع دخول الأدوية إلى شمال غربي سورية من معبر باب الهوى، بانتخابه عضوا في المجلس التنفيذي لها لمدة ثلاث سنوات. وتساءل الدفاع المدني عما تتوقعه المنظمة الأممية ممن اعتاد على الإجرام والتدمير والقتل، في وقت ينتظر السوريون والعالم محاسبة هذا النظام لا مكافأته.
جرائم النظام في المجال الطبي
وفي تعليق له على صفحته في "فيسبوك"، قال الطبيب محمد كتوب من الغوطة الشرقية، إنه "تم انتخاب نظام الأسد الذي تملك قواته خبرة عالية في استهداف المرافق الصحية عضوا في الصحة العالمية"، مشيرا إلى أن النظام استهدف على مدار 10 سنوات 599 مرفقا صحيا، و قتل أكثر من 950 من العاملين في المرافق الصحية، بينهم 185 قتلوا تحت التعذيب في سجون النظام، فضلا عن أن ضغوط النظام الأمنية ساهمت في تهجير أكثر من 70% من الأطباء.
كما وثقت منظمة "أطباء من أجل حقوق الإنسان" أكثر من 600 هجوم استهدف مرافق طبية منذ عام 2011، ومقتل نحو ألف من العاملين في المجال الطبي في سورية منذ عام 2011.
وكشف تقرير للجنة الإنقاذ الدولية حجم الدمار الذي خلفه عقد من الهجمات على المرافق الصحية في سورية، مشيرا إلى أنّ المستشفيات "تحولت من ملاذات آمنة للسوريين إلى أماكن يخشون دخولها".
وفي يونيو/ حزيران الماضي، أكد بيان صادر عن نائب المنسق الأممي الإقليمي في سورية مارك كوتس، أن نظام الأسد تعمّد استهداف مستشفيات في شمال غربي سورية، رغم مشاركة إحداثياتها مع جميع الأطراف لحمايتها من الهجمات.
وتواجه الأمم المتحدة انتقادات بالتعامل المزدوج مع نظام الأسد، ففي الوقت الذي تؤكد فيه المنظمة الدولية ارتكاب النظام جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، بينها الاستخدام الموثق للأسلحة الكيميائية، تقوم بترشيحه في هيئاتها الرسمية.