احتفل مئات من محتجي ومحتجات ساحة الكرامة في وسط مدينة السويداء بيوم المرأة العالمي، اليوم الجمعة، حاملين لافتات تحيي المرأة الثائرة في السويداء وسورية، وترفع أسماء معتقلات الرأي.
وتزينت ساحة الكرامة في وسط مدينة السويداء، في مظاهرة اليوم الجمعة، بالورود وأغصان الزيتون واللافتات التي تمجد ثائرات سورية عبر التاريخ، وتطالب بإسقاط النظام السوري، ومحاكمة الطغاة، وبالإفراج الفوري عن المعتقلين.
وشكلت النساء في حراك السويداء منذ انطلاقته الإضافة الأهم في مسار يراه كثيرون امتداداً للثورة السورية، التي بدأت قبل ثلاثة عشر عاماً. وأخذ حضور المرأة في حراك السويداء طابعاً مميزاً يؤكد أهمية دور النساء في التغيير.
ويرى الناشط المدني ياسر مطر، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن المرأة "كانت الركن الأقوى للحراك، فهي الشريكة بالحراك وبالوطن وبالحياة، معتبراً أن وجود النساء أضفى الحضارة والسلمية والجمال على ساحة الكرامة وجعلها أمتن وأقوى".
ويضيف مطر: "المرأة كانت العامل الأهم بثبات الساحة وصمودها ودفعها للأمام على امتداد سبعة أشهر"، معتبراً أنه بات ضرورياً وهاماً تغيير المفاهيم في مجتمعنا، من حيث إلغاء التمييز بين المرأة والرجل في كافة الحقوق السياسية والاجتماعية.
وتابع: "ما نراه اليوم من تصدر المرأة المشهد في حراك التغيير، ليس غريباً على مجتمعنا في السويداء، لأن تاريخنا زاخر بأسماء النساء اللواتي كان لهن الفضل في ثبات الثوار وانتصارهم منذ عهد الاحتلال العثماني، ثم الاستعمار الفرنسي، وهذا الأمر يجب أن يدفعنا لدعم مكانة المرأة مستقبلاً دون منّة أو فضل من الرجل".
الناشط المدني مؤيد ناصيف، قال لـ"العربي الجديد": "أخواتنا وأمهاتنا وبناتنا ممن شاركن بهذا الحراك كن مبعث الأمل والفرح بما قدمنه من مبادرات جميلة، ابتدأت بمبادرة من قمح بلادي، وحتى الآن مستمرات كل يوم بمبادرة وفكرة أجمل، وربما كان لتلك المبادرات التي تمثل روح السلمية المطلقة دوراً هاماً في ثبات الحراك وبقائه سلمياً، لأن المرأة في طبيعتها مفطورة على ذلك".
المرأة في السويداء طرف أصيل في الانتفاضة
ويضيف ناصيف أن هنالك حالة "تشاركية تاريخية بين المرأة والرجل في المحافظة، حيث إن المرأة في السويداء شاركت الرجل قديماً في زرع وحراثة الأرض وحصاد المحصول، كما شاركته في حصاد الحرية إبان فترات الاحتلالات التي مرت على البلاد، وبالتالي لا يمكننا أن نقيّم دور المرأة، وإن صح التعبير لا يحق لنا، فهي كيان مواز لكيان الرجل ولا يختلف عنه أبداً بل يكملان بعضهما بعضاً".
عبر التاريخ شاركت المرأة في السويداء وفي سورية عموماً، وما زالت تشارك في أي مبادرة للتحرر والتغيير، ولكن دائماً ما كان الغبن يطاول النساء في مراحل الرخاء، فيختزلن من مواقع القرار والتمثيل السياسي، ويتم إبعادهن عن مواقع صنع القرار، الأمر الذي يطرح تساؤلاً موضوعياً: هل ستحظى المرأة بعد التغيير المنشود بحقوقها الاجتماعية والسياسية؟
عن ذلك، يقول الناشط منيف رشيد، لـ"العربي الجديد"، إنه يجزم بأن "ما قدمته المرأة لن يكون طي النسيان في القادم من الأيام، وسوف تنال المرأة جميع حقوقها، ولكن ذلك يعود بداية إلى تغيير يجب أن يطاول الدستور والقوانين السورية، ويحررهما من تسلط الذكورية المتخفية بثغرات كثيرة".
ويؤكد رشيد أن المرأة في السويداء "ستكون ذات شأن، وستكون موجودة في كل مفاصل صنع القرار مستقبلاً، وأن ذلك سيكون ثمار ما زرعت بيدها، وأنتجت بفكرها".