فرضت جائحة فيروس كورونا على الهيئة المستقلة للانتخاب والحكومة الأردنية اتخاذ إجراءات خاصة لمواجهة المرض وآثاره، للحد من تخوفات الناخبين وتوجساتهم من الذهاب إلى مراكز الاقتراع يوم الثلاثاء المقبل.
ويرى مراقبون أن فيروس كورونا سيكون له تأثير واضح على العملية الانتخابية، خاصة في المدن الكبرى، ليبقى الرهان ليس فقط على قدرة القوائم حشد المناصرين، بل إقناعهم بالوصول إلى مراكز الاقتراع، وهو ما ينطبق على الحكومة أيضا، والتي تسعى إلى رفع نسبة المقترعين لخلق الثقة بمخرجات العملية الانتخابية والمجلس المقبل.
وبحسب التعليمات التي أعدتها الهيئة المستقلة للانتخاب، تبدأ عملية الاقتراع في تمام الساعة السابعة صباحا وتنتهي الساعة السابعة مساء، مع إمكانية تمديد الاقتراع في بعض الدوائر مدة ساعتين.
ودعت الهيئة إلى الالتزام بارتداء الكمامة، وتزويد الناخب بالقفازات وقلم مخصص له من قبل لجنة الاقتراع، إضافة إلى التحقق من إدراج اسم الناخب بجدول الناخبين، وبعد الاقتراع ونزع القفازات يرش إصبع السبابة من يد الناخب اليسرى بالحبر الانتخابي الخاص.
وأفاد الناطق باسم الهيئة المستقلة للانتخاب جهاد المومني، في حديث لـ"العربي الجديد" بأن المصابين بفيروس كورونا لن يكون بمقدورهم التصويت في الانتخابات النيابية المقبلة، مشيرا إلى أن "الهيئة وضعت ملحقاً بالتعليمات الخاصة بالتصويت للمعزولين أو المحجور عليهم".
وأوضح المومني أن "الهيئة وضعت إجراءات تمكن المحجورين والمعزولين من الإدلاء بأصواتهم وممارسة حقهم في الانتخاب بطريقة تضمن سلامة الجميع، من خلال تخصيص ساعتين إضافيتين، من الساعة 7 مساء وحتى 9 مساء، للانتخاب، حيث يقوم مجلس المفوضين بتمديد فترة الاقتراع، لتمكينهم من الحضور إلى المراكز الأقرب إليهم، بموجب اتفاق مع اللجنة الوطنية للأوبئة بأسماء هؤلاء للتصويت في الساعتين الإضافيتين".
وبيّن أنه "ستكون هناك إجراءات خاصة لتصويت المحجورين والمعزولين، وسيكون هناك لباس خاص بلجان الاقتراع والفرز".
إجراءات خاصة لتصويت المحجورين والمعزلين، وسيكون هناك لباس خاص بلجان الاقتراع والفرز
بدوره، يقول رئيس لجنة الصحة في المركز الوطني لحقوق الإنسان والرئيس السابق للجنة الصحة النيابية الدكتور إبراهيم البدور، لـ"العربي الجديد"، إنه في ظل وجود انتخابات وكورونا معا، حاولت الهيئة المستقلة للانتخاب قدر المستطاع القيام بجهود جيدة في هذا الاتجاه، في ظل الانتشار المجتمعي للمرض.
وأضاف البدور إنه "إذا حدث هناك التزام بالتعليمات والقواعد، التي وضعتها الهيئة، من قبل المشاركين بالتعاون مع الأجهزة الأمنية والحاكم الإداري، فقد تجري الأمور بسلاسة، خاصة مع التركيز على التباعد وعدم الاختلاط"، لافتا إلى أن الإجراءات والتعليمات جيدة، لكن يبقى التطبيق من مختلف الجهات المشاركة في العملية الانتخابية هو الفيصل.
وحول أثر كورونا على حق الانتخاب، يقول "لا شك أن هناك تأثيرا لكورونا على مختلف النشاطات والقطاعات في المملكة، وكذلك على الانتخابات. وهناك خوف لدى المواطنين من المرض"، متوقعا حدوث بعض الانخفاض في أعداد المقترعين بسبب انتشار الفيروس، خاصة في العاصمة عمّان، لكنه لا يرى احتمال وجود تأثير كبير في الأطراف والمحافظات البعيدة.
وأشار إلى أن زيادة عدد المترشحين للانتخابات المقبلة بنسبة حوالي 30 في المائة، مقارنة مع انتخابات 2016، سيساهم في مشاركة الناخبين، ويحسن نسبة المشاركة.
قلق لدى الجميع
أما الكاتب الصحافي في جريدة "الغد" الأردنية، ماجد توبة، فيلفت إلى أن تأثير تزايد حالات كورونا وانتشار الفيروس على الانتخابات واضح باتجاه خفض عدد المقترعين، مضيفا أن هذا ما تخشاه الحكومة والمراقبون والمرشحون.
ويتابع، في حديث مع "العربي الجديد"، أن هناك تخوفا من أن تكون نسبة الإقبال منخفضة أو مفاجئة في بعض الأحيان، خاصة في المدن الرئيسية، كالعاصمة عمّان والزرقاء، وهي أصلا تسجل نسبا منخفضة في العادة، وكانت بحدود 25 في المائة عام 2016 فيما كانت النسبة العامة في مختلف محافظات المملكة حوالي 36 في المائة".
ويضيف أن الوضع الوبائي وخطورته وما أشاعه من خوف لدى المجتمع ستنعكس بصورة واضحة على الانتخابات، وهناك ملاحظات ومطالبات من بعض المرشحين بتأجيل الانتخابات.
ويرى أن فيروس كورونا سيكون أحد العوامل المهمة والمؤثرة على نتائج الانتخابات المقبلة، خاصة في المدن الكبرى، "فهناك قوائم ومرشحون أقوياء بالتصنيف، لكن في الحقيقة هذه القوة ستعتمد على قدرة إخراج الناس من بيوتهم والوصول إلى مراكز الاقتراع، وهذا هو التحدي الرئيسي، وهو ما ستكشف عنه النتائج، فيما لن يكون له تأثير كبير في المحافظات، التي يتم التصويت فيها بشكل أساسي للخيار العشائري والمناطقي".
ويشير إلى أن الحكومة تحاول طمأنة المواطنين من خلال إيصال رسالة لهم بأن الذهاب إلى مركز الاقتراع أقل خطرا من الذهاب إلى المتجر، من خلال الإجراءات المعلن عنها.
وقال وزير الشؤون السياسية والبرلمانية المهندس موسى المعايطة، خلال لقاء يوم أمس الجمعة مع التلفزيون الأردني، أن ظروف جائحة كورونا تؤثر لكن لا تمنع من إجراء الانتخابات في موعدها المحدد، فالحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية يجب أن تستمر.
وأوضح أن تغيير الموعد بيد الهيئة المستقلة للانتخابات التي قامت بالتشاور مع العديد الجهات المعنية، وتم التوصل إلى أن الموعد الحالي ملائم وأفضل، نسبة إلى التطور الوبائي، من إجراء الانتخابات في فصل الشتاء.