شهدت المناطق العراقية المحررة من سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي، إقبالاً على صناديق الاقتراع مع فتح مراكز التصويت أمام الناخبين، اليوم السبت، في الانتخابات البرلمانية، في خطوة يأمل من خلالها العراقيون إعادة الاستقرار إلى مناطقهم، وأن تشكّل خلاصاً من إرث التنظيم.
وفي الوقت الذي تشهد فيه مدينة الفلوجة بمحافظة الأنبار غربي العراق، إقبالاً واسعاً على التصويت، تجري العملية الانتخابية بسلاسة بمحافظة نينوى شمالاً.
وأكد علي الدليمي، عضو مفوضية الانتخابات في محافظة الأنبار، لـ"العربي الجديد"، أنّ جميع مراكز الاقتراع افتتحت أبوابها أمام الناخبين، موضحاً أنّ القوات العراقية فرضت أطواقاً أمنية حول مراكز الاقتراع، للحيلولة دون حدوث خروقات أمنية.
وأشار إلى أنّ "مراقبي الكيانات السياسية، بدأوا بالتوافد إلى مراكز الاقتراع، من أجل الإشراف على إجراءات التصويت"، مبيّناً أنّ "المفوضية العليا للانتخابات، ركّزت على إرسال مراقبين إلى المراكز الواقعة في القرى والمناطق النائية، لتلافي احتمالات حدوث أي تلاعب هناك".
وأوضح أنّ "جميع أجهزة التصويت تعمل بشكل جيد لغاية الآن"، مؤكداً وجود اتصالات من قبل مفوضية الأنبار بمقر المفوضية المركزي في بغداد، من أجل السماح للعسكريين الذين لم يتمكّنوا من الإدلاء بأصواتهم في التصويت الخاص، بالاشتراك في التصويت العام.
كما لفت إلى قيام الحراس المكلفين بحماية مراكز الاقتراع، بمنع حمل الهواتف النقالة أثناء التصويت، استجابة لتوجيهات المراجع العليا في مفوضية الانتخابات، مؤكداً أنّ الإقبال على التصويت "بدأ ضعيفاً في مدن محافظة الأنبار، باستثناء مدينة الفلوجة التي شهدت إقبالاً واسعاً منذ افتتاح الصناديق أمام الناخبين".
وفي السياق، قال أحمد الفهداوي عضو تحالف "القرار العراقي" في الأنبار، لـ"العربي الجديد"، إنّ "المشاركة الواسعة في الانتخابات البرلمانية، ستوصل رسالة إلى العالم مفادها بأنّ الأنبار، وجميع المناطق المحررة من سيطرة تنظيم "داعش"، تريد التخلّص من إرث التنظيم الذي خلّف مدناً مدمرة بشكل شبه كامل".
واعتبر الفهداوي أنّ "الحياة والاستقرار والأمن، أمور لن تعود إلى هذه المناطق، من دون السير نحو التغيير عبر صناديق الاقتراع".
وأوضح أنّ "ناخبي الأنبار توجّهوا، منذ وقت مبكر، لاختيار 15 عضواً في البرلمان العراقي؛ من بينهم 4 نساء"، مبيّناً أنّ "عدد المرشحين في المحافظة، بلغ 375 شخصاً؛ من بينهم 75 امرأة".
واليوم السبت، قال رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري، إنّ "الانتخابات البرلمانية، تمثّل قيمة كبيرة في هذا الوقت، لأنّها تأتي في وقت ينشد فيه العراق الاستقرار، بعد التحديات الأمنية والحرب مع تنظيم داعش"، موضحاً، في كلمة لوسائل الإعلام، بعد الإدلاء بصوته، أنّ العملية الانتخابية "يجب أن تحمل في طياتها تكاتف وتفاعل الشعب العراقي".
وأشار إلى أنّ "حضور الناخبين بكثافة، يبعث برسالة إلى العالم، بأنّ الجميع يجب أن يساهموا في بناء بلدهم الذي خرج منتصراً في حربه على الإرهاب"، مبيّناً أنّ "البناء الديمقراطي أمر ضروري ومطلوب في الوقت الحاضر".
إلى ذلك، طمأن رئيس الإدارة الانتخابية في مفوضية الانتخابات رياض البدران، أنّ "العملية الانتخابية تسير بشكل طبيعي في محافظة نينوى شمالي العراق"، مشيراً، في تصريح لوسائل إعلام محلية، إلى افتتاح 774 مركزا انتخابيا في المحافظة.
وأكد مصدر أمني في نينوى، لـ"العربي الجديد"، أنّ "القوات العراقية فرضت أطواقاً أمنية محكمة حول المراكز الانتخابية"، موضحاً أنّ الناخبين بدأوا يتوافدون إلى هذه المراكز بمساعدة عناصر الأمن الذين ساهموا في نقل الناخبين القادمين من مناطق بعيدة، بسبب منع سير السيارات في المحافظة".
وكان تنظيم "داعش" الإرهابي قد سيطر، في العام 2014، على أغلب محافظات نينوى والأنبار وصلاح الدين شمال وغربي العراق، قبل أن تعلن الحكومة العراقية، العام الماضي، عن تحرير جميع هذه المناطق من سيطرة التنظيم.