الانتخابات الإسرائيلية: خلافات في معسكر لبيد - غانتس قد تعيد نتنياهو للحكم

26 أكتوبر 2022
تزداد فرص نتنياهو في تشكيل الحكومة (Getty)
+ الخط -

على الرغم من حصول حزب ييش عتيد الإسرائيلي، بحسب استطلاع القناة 13 مساء أمس، على أعلى عدد من المقاعد له منذ بدء المعركة الانتخابية، بوصوله لـ27 مقعداً مقابل 31 مقعداً لحزب الليكود بزعامة بنيامين نتنياهو، إلا أن الخلافات الشديدة والتنافس بين لبيد ورئيس حزب "المعسكر العمومي" بني غانتس تهدّد بالقضاء على فرص لبيد في تشكيل الحكومة المقبلة، بعد الانتخابات المقرر إجراؤها الثلاثاء المقبل. 

وكان بني غانتس قد شنّ حملة إعلامية في الأيام الأخيرة، هدفها استمالة الأصوات لصالحه على حساب لبيد، بادعاء أن لبيد لا يملك أي فرصة حقيقية لتشكيل حكومة جديدة مناهضة لنتنياهو، وأن الوحيد الذي يمكن له تشكيل حكومة بديلة لحكومة برئاسة نتنياهو هو غانتس.

كما ادعى غانتس هذا أمس الثلاثاء، وكرّر ذلك وزير العدل غدعون ساعر صباح اليوم الأربعاء، لاستمالة أحزاب الحريديم لحكومة تحت قيادته.

إلى ذلك، كرر غانتس ووزراء في حزبه مؤخراً أنّ "المعسكر العمومي" لن يشارك بأي حال من الأحوال في حكومة قد يشكلها لبيد، لأن السيناريو الوحيد هو أن يشكل لبيد حكومة بديلة لحكومة برئاسة نتنياهو، وهذا لن يكون إلّا إذا تحالف الحزب الشيوعي والعربية للتغيير بقيادة أيمن عودة، وفي مثل هذه الحالة فإن حزب غانتس لن يكون شريكاً في هذه الحكومة. 

ويبدو أن تطورات الأسبوع الأخير من الانتخابات تشير أيضاً إلى تعزيز فرص رئيس الحكومة الأسبق بنيامين نتنياهو، بالعودة إلى سدة الحكم في حال تمكن من رفع نسبة التصويت والمشاركة في صفوف نحو 300 ألف ناخب إسرائيلي من أنصار الليكود، ممن لم يشاركوا وفقاً لحسابات الليكود المعلنة في المعركة الانتخابية الأخيرة في مارس/ آذار من العام الماضي، وكان يمكن لمشاركتهم أن تنهي الأزمة السياسية في إسرائيل. 

ويراهن نتنياهو وحزبه على نسبة مشاركة ضعيفة للناخبين الفلسطينيين العرب في الانتخابات، إذ تشير كافة الاستطلاعات الحالية إلى أن نسبتهم لن تتجاوز الـ50% من مجمل أصحاب حق التصويت عند العرب، رغم أن عدد المصوتين العرب يصل تقريباً إلى أكثر من مليون ناخب، إلا أنهم يشكّلون نحو 17% من مجمل أصحاب حق الاقتراع.

إلى ذلك فإن الاستطلاعات الأخيرة، ولا سيما استطلاع القناة 13 أمس الثلاثاء، تُنذر بخطر تراجع تمثيل حزبي العمل وحركة ميرتس وربما عدم اجتياز أحد هذين الحزبين المحسوبين على معسكر لبيد أو ما يعرف بمعسكر التغيير نسبة الحسم، مما يعني خسارة 4 مقاعد في حال لم ينجح أحد الحزبين في اجتياز نسبة الحسم المحددة بـ3.25% من الأصوات الصحيحة، والمقدرة بـ150 ألف صوت. 

وتكتسب هذه الخلافات نقطة مفصلية لأنها تزيد من حالة الإحباط في معسكر اليسار تحديداً، خصوصاً في صفوف مصوّتي حزبي العمل وميرتس، مع اتهام الحزبين في الأيام الأخيرة ليئير لبيد بأنه يسعى "لسرقة" أصوات من مؤيديهما لصالح تعزيز مكانة حزبه، وسد الطريق أمام محاولات الجنرال بني غانتس فرض نفسه رئيساً للحكومة حتى لو فاز حزبه بعدد مقاعد أقل بكثير من حزب لبيد، بالاعتماد إلى سابقة ابتزاز نفتالي بينت في العام الماضي لحزبي يئير لبيد وبني غانتس، وتشكيل حكومة برئاسته لإطاحة نتنياهو ومنع عودته للحكم. 

في غضون ذلك يحاول نتنياهو في المعسكر المعارض لحكومة لبيد مواصلة جهوده لتعزيز قوة معسكره الذي يبدي تماسكاً أكبر بكثير من معسكر لبيد، من خلال حث نشطاء حزبه على الوصول إلى كل بيت، خصوصاً في البلدات التي تصوت تقليدياً لليكود، لا سيما بلدات اليهود الشرقيين في جنوب إسرائيل، مثل سديروت ونتيوفت وكريات غات وفي الجليل مثل العفولة، ويسعى إلى حثهم للخروج للتصويت وتعزيز قوة الليكود وعدم الامتناع عن التصويت.

إلى ذلك، يواصل الليكود ومعه تيار الصهيونية الدينية الاستيطاني، بقيادة بتسليئيل سموطريتش وإيتمار بن غفير، الضغط على وزيرة الداخلية أيليت شاكيد، التي تقود حزب "البيت اليهودي" وتنافس على أصوات التيار الديني الصهيوني التقليدي، الذي كان يُعرف بمصوت حزب "المفدال"، من أجل الانسحاب من المعركة الانتخابية، خصوصاً أن حزبها لا يتجاوز في الاستطلاعات نسبة 2.8%، وبالتالي فإن خوض الانتخابات يعني خسارة معسكر اليمين الذي يقوده نتنياهو لعشرات آلاف الأصوات، إلا أن شكيد أعلنت أمس الثلاثاء، ردّاً على هذه الضغوط، أنها ستواصل المنافسة حتى النهاية، بادعاء أن حزبها هو الوحيد القادر على تأمين 61 مقعداً لحكومة يمين مستقرة بقيادة نتنياهو. 

وتأمل شاكيد أن يعدل نتنياهو في اليومين الأخيرين للانتخابات من الأسبوع المقبل عن محاربته حزبها، وأن يدعو مصوّتي اليمين لدعم حزبها ومنع فشله في اجتياز نسبة الحسم، على غرار ما قام به في الانتخابات الأخيرة في العام الماضي عندما دعم حزب الصهيونية الدينية بقيادة سموطريتش، وحال دون سقوطه، بل أوصل الحزب إلى الكنيست بسبعة مقاعد. 

المساهمون