"اليونيفيل" تطالب بالإسراع في التحقيق بحادثة مقتل أحد عناصرها بلبنان

16 ديسمبر 2022
عمليات اليونيفيل ودورياتها مستمرة في لبنان (محمود زيات/فرانس برس)
+ الخط -

طلبت قوّة الأمم المتحدة الموقّتة في لبنان (اليونيفيل)، اليوم الجمعة، من السلطات اللبنانية الإسراع في إتمام التحقيقات ومحاسبة المسؤولين عن إطلاق نار أسفر عن مقتل عنصر أيرلندي، وفق ما قال المتحدث باسمها لصحافيين.

وليل الأربعاء، قُتل عنصر أيرلندي (23 عاماً)، في قوّة اليونيفيل وأصيب ثلاثة آخرون بجروح جراء "حادثة" تخلّلها إطلاق رصاص على عربة مدرعة أثناء مرورها في منطقة العاقبية، خارج منطقة عمليات القوة الدولية، في جنوب لبنان.

ويحقق القضاء العسكري اللبناني في الحادثة، ولا يزال أحد الجنود الأيرلنديين في العناية الفائقة في أحد مستشفيات مدينة صيدا.

وزار رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني نجيب ميقاتي وقائد الجيش جوزف عون، الجمعة، مقر اليونيفيل، حيث التقيا القائد العام للقوة اللواء أرولدو لاثارو.

تقارير عربية
التحديثات الحية

وقال المتحدث باسم اليونيفيل أندريا تيننتي لصحافيين أمام مقر تلك القوة في الناقورة في جنوب لبنان: "الحادث خطير جداً، ومن المهم أن تضمن السلطات اللبنانية السرعة ليس فقط في حل القضية، وإنما في تقديم الجناة للعدالة".

وأضاف أن "التحقيقات جارية. لكن أريد أن أوضح أن قتل عنصر حفظ سلام من اليونيفيل (...) يعد جريمة ضد المجتمع الدولي وضد جنود حفظ السلام الموجودين هنا في جنوب لبنان لضمان حفظ الأمن على طول الخط الأزرق"، الذي يشكل خط وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، علماً أنهما في حالة حرب.

وأكد تيننتي أن عمليات اليونيفيل ودورياتها مستمرة في المنطقة.

ولم تحدّد قوة اليونيفيل ما جرى ليل الأربعاء، مؤكدة أن الحادثة وقعت خارج منطقة عملياتها، فيما أورد الجيش الأيرلندي أن عربتين مدرعتين على متنهما ثمانية أفراد، تعرضتا "لنيران من أسلحة خفيفة" أثناء توجههما إلى بيروت.

وأفاد شهود عيان تحدثت إليهم "فرانس برس" في العاقبية باعتراض مواطنين آلية تابعة لليونيفيل لسلوكها طريقاً غير اعتيادي. ولدى محاولة سائقها المغادرة كاد أن يدهس أحد المعترضين، ما أدى إلى حالة من التوتر. وتحدث شهود آخرون عن سماع دوي رشقات نارية وانحراف العربة عن مسارها.

غير أنّ مصدراً قضائياً لبنانياً نفى لوكالة "فرانس برس"، الجمعة، ما تردّد عن "إشكال حصل بين الدورية والأهالي سبق الحادثة"، وأكد أنّ "السيارة لم تصدم أي شخص قبل أن تُطلق النار عليها، وأنّ أحداً لم يدّعِ أنّه تعرّض للصدم من قبل الدورية المستهدفة".

وأوضح المصدر أنّ "الأجهزة الأمنية تواصل البحث عن مطلقي النار على الآلية العسكرية التابعة للكتيبة الأيرلندية"، مشيراً إلى أنّ "المعطيات ترجّح إطلاق النار من قبل شخصين على السيارة المستهدفة"، وذلك وفقاً لعناصر التحقيق الأولية.

دعم بالغ الأهمية

وكان مصدر قضائي لبناني قد أفاد في وقت سابق بأنّ الآلية "أصيبت بسبع طلقات من رشاش حربي"، وقد أصابت رصاصات سائق العربة في رأسه بعدما "اخترقت مقعده من الخلف"، ما أدى إلى وفاته. وانقلبت العربة إثر ذلك، ما أدى إلى إصابة العناصر الثلاثة الآخرين.

وأكد تيننتي أن "دعم المجتمع (المحلي) يُعد بالغ الأهمية حتى نتمكن من تنفيذ ولايتنا"، مشيراً إلى أن العلاقة مع المجتمعات المحلية في جنوب لبنان "بشكل عام" كانت "دائماً إيجابية جداً وستبقى كذلك بعد حادثة الوفاة المأساوية".

من جهته، قال ميقاتي إثر اللقاء مع القائد العام لقوات اليونيفيل اللواء أرولدو لاثارو، إنّ "التحقيقات مستمرّة لكشف ملابسات الحادث ومن الضروري تحاشي تكراره مستقبلاً".

وأضاف "من تثبت إدانته سينال جزاءه".

ومن المفترض أن يصل السبت إلى لبنان فريق أيرلندي متخصص من ثمانية أشخاص، بينهم ثلاثة محققين من الشرطة العسكرية، لدرس ملابسات الحادث وتقديم الدعم للضحايا، وفق ما قال متحدث باسم وزارة الدفاع الأيرلندية.

وبين الحين والآخر، تحصل إشكالات بين دوريات تابعة لليونيفيل ومناصري حزب الله، القوة السياسية البارزة التي تمتلك ترسانة عسكرية ضخمة، في المنطقة الحدودية التي تعد معقلاً رئيسياً للحزب، لكنها نادراً ما تتفاقم وسرعان ما تحتويها السلطات اللبنانية.

وسارع حزب الله إلى تعزية قوات اليونفيل. ووصف مسؤول وحدة التنسيق والارتباط في الحزب وفيق صفا الحادث بـ"غير المقصود"، داعياً إلى عدم "إقحام" الحزب فيه بل ترك المجال للأجهزة الأمنية للتحقيق.

(فرانس برس)