اليوم الـ22 لاجتياح أوكرانيا: تقدم محدود بمحادثات السلام ومزيد من الهجمات الروسية

17 مارس 2022
المخابرات البريطانية: توقف الغزو إلى حد كبير على جميع الجبهات (أمين سنسار/الأناضول)
+ الخط -

انتشلت فرق إنقاذ، اليوم الخميس، ناجين من تحت أنقاض مسرح في مدينة ماريوبول الأوكرانية المحاصرة، الذي قالت كييف إنه تعرض لغارة جوية روسية رغم أنه يؤوي الفارين من القصف.

ونفت روسيا استهداف المسرح. لكن القوات الروسية نفذت هجمات على مدن وقتلت العديد من المدنيين خلال عمليتها العسكرية الجارية في أوكرانيا، والتي دخلت الآن أسبوعها الرابع.

والتقى مسؤولون من الجانبين مجدداً اليوم الخميس لإجراء محادثات سلام، لكنهم قالوا إن المواقف ما زالت متباعدة.

وتكبدت ماريوبول أسوأ التداعيات الإنسانية للحرب، حيث حوصر مئات الآلاف من المدنيين في أقبية المباني دون طعام أو مياه أو كهرباء منذ أسابيع، بينما تتعرض لقصف المدفعية الروسية والغارات الجوية.

وقالت سلطات المدينة إنها لم تتمكن بعد من تقدير عدد الضحايا المحتمل من الغارة الجوية التي تقول إنها ضربت المسرح في ماريوبول، أمس الأربعاء.

وقال مجلس المدينة في بيان: "أمس واليوم، وعلى الرغم من تواصل القصف، تتم إزالة الحطام والأنقاض قدر الإمكان ويتم انتشال ناجين. المعلومات عن الضحايا ما زالت غير مكتملة"، دون أن يقدم أي أعداد لمن تم إنقاذهم.

وأظهرت صور التقطتها أقمار صناعية تجارية أن كلمة "أطفال" كُتبت أمام مبنى المسرح قبل قصفه.

وذكرت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية اليوم الخميس، إن مزاعم قصف روسيا للمسرح "كاذبة".

مسرح ماريوبول
كلمة "أطفال" كتبت بأحرف بيضاء كبيرة بالروسية أمام وخلف المسرح (ماكسار/Getty)

وكررت نفي الكرملين أن القوات الروسية استهدفت مناطق مدنية منذ غزو أوكرانيا في 24 فبراير/ شباط.

وأضافت خلال إفادة: "القوات المسلحة الروسية لا تقصف البلدات ولا المدن".

وقال مجلس مدينة ماريوبول في وقت لاحق إن أكثر من 350 ألفاً لا يزالون يحتمون في المدينة، بينما غادر 30 ألفاً.

وبدأ الهجوم على أوكرانيا براً وبحراً وجواً في 24 فبراير/ شباط، لكن دولاً غربية تقول إن توقعات روسيا بتحقيق "انتصار ساحق وسريع"، والإطاحة بحكومة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، تلاشت، وأن قواتها الغازية تعثرت.

أوكرانيا

هوّة بين الجانبين

استقرت وتيرة الحرب عند نمط فرض حصار على المدن. وتقول الأمم المتحدة إن 3.2 مليون مدني، أغلبهم من النساء والأطفال، فروا حتى الآن من أوكرانيا لدول الجوار. لكن روسيا أخفقت حتى الآن في السيطرة على أي مدينة كبيرة، وواجهت مقاومة شرسة من القوات الأوكرانية.

وقالت المخابرات العسكرية البريطانية في تحديث لها، اليوم الخميس، إن الغزو "توقف إلى حد كبير على جميع الجبهات"، وإن القوات الروسية "تكبدت خسائر فادحة جراء المقاومة الأوكرانية الشرسة والمنسقة بشكل جيد".

وجرت محادثات لليوم الرابع على التوالي بين مفاوضين أوكرانيين وروس عبر الفيديو، لكن الكرملين قال إنها لم تسفر بعد عن التوصل لاتفاق.

وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين: "وفدنا يبذل جهوداً جبارة ويظهر استعداداً أكبر من الجانب الآخر(...) وفدنا على استعداد للعمل على مدار الساعة، لكننا للأسف لا نرى مثل هذا الالتزام من الجانب الأوكراني".

وقالت موسكو من قبل إنها اقتربت من التوافق على صيغة تبقي أوكرانيا على الحياد، وهو أحد مطالبها الرئيسية.

وقال المستشار الرئاسي الأوكراني ميخائيل بودولياك إن المفاوضات معقدة. وتابع قائلاً: "مواقف الطرفين مختلفة. بالنسبة لنا القضايا المحورية لا يمكن المساس بها".

وقالت أوكرانيا إنها مستعدة للتفاوض لإنهاء الحرب، لكنها لن تستسلم أو تقبل الإنذارات الروسية. كما تتمسك كييف بمواقفها الأساسية المتعلقة بالاحتفاظ بالسيادة على المناطق التي احتلتها قوات روسية وقوات موالية لموسكو منذ 2014.

لم يبد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أي مؤشر على التراجع، على الرغم من أن العقوبات الغربية القاسية تلحق الضرر باقتصاد بلاده.

وتقول كييف وحلفاؤها الغربيون إن روسيا شنت الحرب لإخضاع جارتها التي يصفها بوتين بأنها "دولة مصطنعة" اقتطعت من روسيا. وتقول موسكو إنها تنفذ "عملية خاصة" لنزع سلاح أوكرانيا وتخليصها من "النازيين".

وقال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي جو بايدن سيجري مكالمة هاتفية مع الرئيس الصيني شي جين بينغ في إطار محاولات من واشنطن لإقناع بكين بعدم دعم روسيا.

واستشهد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بجدار برلين ومحرقة النازي (الهولوكوست) في خطاب عبر رابط فيديو أمام البرلمان الألماني، فيما بدا أنها محاولة لتوبيخ سياسيين موالين لروسيا في ألمانيا، وهي المشتري الرئيسي للطاقة من موسكو.

وقال زيلينسكي، وهو يهودي، مستشهداً بشعار كان يُطلق على الهولوكوست: "كل عام يكرر السياسيون أن الأمر لن يتكرر أبداً (...) والآن نرى أن تلك الكلمات لا قيمة لها ببساطة. في أوروبا شعب يُدمَّر، ويحاولون تدمير كل ما هو عزيز علينا وما نعيش من أجله".

هجمات دامية

وتحولت ضواحي كييف الشمالية الشرقية والشمالية الغربية إلى أنقاض بسبب القتال الضاري، لكن العاصمة نفسها صمدت بقوة وتعيش تحت حظر تجوّل، كما تتعرض لهجمات صاروخية ليلية دامية.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأوكرانية أوليكسندر موتوزيانيك إن القوات الروسية لم تحرز تقدماً يذكر حول كييف على مدى الساعات الأربع والعشرين، والثماني والأربعين الماضية، ولجأت لقصف "فوضوي".

الجيش الروسي يواصل حصار كييف (Getty)
الجيش الروسي يواصل حصار كييف (Getty)

وأضاف موتوزيانيك، في إفادة صحافية في كييف: "القوات المسلحة الأوكرانية تبذل كل جهد ممكن لمنع العدو من الهجوم من تلك المنطقة"، مشيراً إلى أن العديد من البنايات السكنية لحقت بها أضرار من إسقاط الصواريخ مما تسبب في مقتل مدنيين.

وقال: "هذه جريمة حرب"، لكنه لم يكشف أرقاماً محددة.

وتعرض مبنى في حي دارنيتسكي لأضرار جسيمة بسبب ما قالت السلطات إنه حطام صاروخ تم إسقاطه في الساعات الأولى من الصباح.

أصيب المبنى السكني في كييف بحطام صاروخ روسي تم اعتراضه في الساعات الأولى من صباح اليوم (كريس ماكغراث/Getty)

وقال فياتشيسلاف تشاوس حاكم مدينة تشيرنيهيف بشمال البلاد، والتي تعرضت لقصف مكثف، إن 53 مدنياً قُتلوا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. ولم يتسن التحقق من العدد من مصدر مستقل.

وهاجمت روسيا أوكرانيا من أربعة اتجاهات وأرسلت طابورين كبيرين باتجاه كييف من جهة الشمال الغربي ومن جهة الشمال الشرقي وتتقدم من ناحية الشرق بالقرب من خاركيف ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، وانتشرت في الجنوب من شبه جزيرة القرم.

وقال مسؤولون أوكرانيون إنهم يعتقدون أن روسيا لا تملك ما يكفي من القوات لمواصلة القتال، ويمكن أن تتقبل قريباً إخفاقها في الإطاحة بالحكومة الأوكرانية. 

(رويترز)

المساهمون