"أطباء بلا حدود" تحذر من "مأساة لا يمكن تصورها" في ماريوبول بأوكرانيا

12 مارس 2022
أنقذ هذا الطفل من القصف في ماريوبول (ليون كلاين/ الأناضول)
+ الخط -

أعلن مدير منظمة "أطباء بلا حدود" في سويسرا ستيفين كورنيش، وهو أحد منسّقي عمل المنظمة في أوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي في 24 فبراير/ شباط الماضي، أنّ ميناء ماريوبول الاستراتيجي الواقع في جنوب أوكرانيا والمحاصر، والذي يتعرّض للقصف من قبل روسيا، في وضع "شبه ميؤوس منه"، داعياً إلى التحرّك لتجنّب "مأساة لا يمكن تصوّرها".

ويقول كورنيش، في رسالة له، إنّ الوضع "شبه ميؤوس منه حقاً"، مضيفاً أنّ "مئات آلاف الأشخاص محاصرون حرفياً. الحصار ممارسة يعود تاريخها إلى القرون الوسطى وقد مُنعت بموجب القوانين الحديثة للحرب لسبب وجيه"، وهو المعاناة التي عاشها المدنيون الذين لم يتمكّنوا من الاحتماء.

في ماريوبول، ليس هناك تدفئة ولا مياه وبدأت تواجه نقصاً في المواد الغذائية في وقت لا يتوقف القصف. وتقدّر السلطات العسكرية المحلية أنّ عدد القتلى في المدينة بلغ 1207، لكن هذا العدد جزئي، إذ إنّ عدداً كبيراً من الجثث ما زال على الأرجح تحت الأنقاض.

ويذكّر كورنيش أنّ القانون الدولي "يفرض حماية المدنيين، ويجب أن تكون حاجاتهم الأساسية مؤمّنة من غذاء ومياه وأدوية وبالطبع التمكّن من البقاء خارج النزاع". يضيف: "كما يمكن أن نرى، ليس فقط في ماريوبول لكن أيضاً بحسب معلومات موثوقة تأتي من خاركيف ودنيبرو وأماكن أخرى، لا تُبذل كافة الجهود اللازمة لتحييد المدنيين. نحن في طريقنا فعلاً نحو مأساة لا يمكن تصوّرها، علماً أنه ما زال يمكن تجنّبها ويجب علينا تجنّبها".

وتنشر منظمة "أطباء بلا حدود" أكثر من مائة شخص على الأرض في أوكرانيا. ونجحت في فتح مستشفى متنقّل في مدينة فينيتسيا (غربي البلاد) لمعالجة عدد لا يُحصى من النازحين بسبب المعارك. إلا أنّ التحدي الأساسي يكمن في العدد الكبير جداً من المناطق التي تشهد معارك بشكل متزامن. ويشير إلى أنّ "هناك عشرات الأماكن التي تحتاج إلى مساعدة طبية عاجلة ونحن ببساطة غير قادرين على القيام بذلك بعد".

ويرى كورنيش أنّ قصف الروس مستشفى أطفال في ماريوبول هو أمر "صادم حقّاً لضمائرنا وإنسانيتنا". يضيف: "ما من كلمات تجعلنا نفهم كيف يمكن أن يكون ذلك مسموحاً في عصرنا". وأسفر القصف الروسي للمستشفى عن مقتل ثلاثة أشخاص وتدمير المنشآت بشكل كامل.

لم يكن أي عامل في "أطباء بلا حدود" في المستشفى، لكن عدداً من المتعاونين معها وعائلاتهم مُحاصرون في ماريوبول. ولم تسلم أيضاً منشآت صحية أخرى من القصف. وفي 11 مارس/ آذار، أحصت منظمة الصحة العالمية نحو 39 هجوماً على سيارات إسعاف وطواقم طبية وبنى تحتية صحية. ويُرجّح أن تشكل هذه الهجمات التي أسفرت عن 12 قتيلاً و34 جريحاً جرائم حرب.

ويحافظ فريق منظمة "أطباء بلا حدود" في أوكرانيا على القدرة على التواصل. ويقول كورنيش: "يمكنني أن أقول لكم إننا ننتظر هذا التواصل بكثير من الحماسة ونشعر بالارتياح عندما نتلقى أخباراً عنهم وندرك أنهم بخير". لكنّه يشير إلى أنّ مستوى العنف يمنع الفريق من "مواصلة تقديم المساعدة عبر المستشفيات، وهذا أمر غير مقبول إطلاقاً في عصرنا. يجب أن نفعل كل شيء لضمان استعادة الكرامة والإنسانية".

(فرانس برس)

المساهمون