حذّر المدعون الديمقراطيون، الذين يدفعون بأن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب حرّض على تمرّد دام من خلال تشجيع مؤيديه على الخروج في مسيرة إلى مبنى الكابيتول، مجلس الشيوخ يوم الخميس من أنه إذا تقاعس عن إدانة الرئيس السابق فإنه "سيكرر فعلته".
وركزت الأيام الثلاثة الأولى من محاكمة ترامب على خطابه الناري لمؤيديه في الأسابيع التي سبقت هجوم السادس من يناير/كانون الثاني، عندما ادعى ترامب أن هزيمته الانتخابية على يد الديمقراطي جو بايدن كانت نتيجة تزوير، وأن الحشود بحاجة إلى "القتال" و "وقف السرقة".
ويبدو من غير المرجح أن يؤمّن الديمقراطيون إدانة، ويمنعوا ترامب من تولي منصب عام مرة أخرى؛ نظراً لأن ستة جمهوريين فحسب صوتوا مع الديمقراطيين في مجلس النواب المكون من 100 مقعد لبدء المحاكمة.
وقال جيمي راسكين، كبير المدعين الديمقراطيين، أمام مجلس الشيوخ يوم الخميس، مختتماً مرافعات الادعاء: "إذا عاد إلى منصب عام وحدث ذلك مرة أخرى، فلن نلوم أحداً سوى أنفسنا".
وأخبر زميله النائب الديمقراطي تيد ليو أعضاء مجلس الشيوخ أنه قلق بشأن ما سيحدث إذا ترشح ترامب في عام 2024 وخسر. وقال ليو: "لا أخشى أن يترشح دونالد ترامب مرة أخرى في غضون أربع سنوات. أخشى أن يرشح نفسه مرة أخرى ويخسر، لأنه يمكنه فعل ذلك مرة أخرى".
وقدم المدعون الديمقراطيون مثالاً تلو الآخر على تصرفات ترامب قبل الهجوم، لتوضيح نواياه عندما طلب من مؤيديه الذهاب إلى مبنى الكابيتول و"القتال بكل ما أوتوا" عندما اجتمع الكونغرس للتصديق على فوز بايدن في الانتخابات.
وقال راسكين: "لم يكن ما حدث يوم السادس من يناير/كانون الثاني تحولاً مفاجئاً عن سلوك طبيعي ملتزم بالقانون ونهج سلمي... بل كان أسلوبه (ترامب) الأساسي".
وقال النائب نوي نيغوز، أحد أعضاء فريق الادّعاء: "نطلب منكم بتواضع أن تدينوا الرئيس ترامب بجريمة هو مذنب فيها بقوّة"، مضيفاً: "لأنّكم إذا لم تفعلوا، إذا تظاهرنا بأنّ هذا الأمر لم يحدث، أو الأسوأ من ذلك، إذا تركنا الأمر يمرّ من دون محاسبة، فمن ذا الذي بإمكانه أن يقول إنّ هذا الأمر لن يحدث مرّة أخرى؟".
واعتبر نيغوز أنّ الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة "كان يعلم مدى خطورة الوضع"، ومع ذلك "أشعل الفتيل وألقاه مباشرة باتجاه هذه القاعة، نحونا".
وقالت النائبة الديمقراطية ديانا ديجيتي لمجلس الشيوخ إنه عندما وجهت السلطات تهماً جنائية لعدد ممن اقتحموا الكونغرس، قالوا إنهم كانوا يعتقدون أنهم ينفذون أوامر ترامب في ذلك اليوم. وأضافت: "طلب الرئيس منهم أن يكونوا هناك، لذلك فقد ظنوا حقاً أنهم لن يتعرضوا لعقاب".
وتحتاج الإدانة إلى موافقة ثلثي أعضاء المجلس، وهو ما يعني تأييد 17 عضواً جمهورياً على الأقل.
ويبدأ محامو ترامب مرافعاتهم للدفاع عن موكّلهم الجمعة، بعدما اختتم فريق الادّعاء مساء الخميس مرافعاته التي عرض خلالها على مدى ثلاثة أيام متتالية الأدلّة التي تدين برأيه الرئيس السابق.
وذكّر الديمقراطيون بأنّ ثلاثة عناصر شرطة قتلوا في الاعتداء أو نتيجة له. فأحدهم قتل بمطفأة حريق فيما انتحر آخران في الأيام التالية. وشدّدوا على "الأعمال الوحشية" التي تعرّض لها عناصر الأمن في ذاك اليوم و"الصدمة النفسية" الدائمة التي لحقت بالموظفين الذين كانوا موجودين في صرح الديمقراطية الأميركية.
وقال عضو فريق الادعاء ديفيد سيسيلين إنّ "أحد عمّال التنظيف أخبرني عن مدى شعوره بالسوء والإذلال عندما اضطر إلى تنظيف البراز عن الجدران، ودماء إحدى المشاغبات التي قتلت، والنوافذ المكسورة والأشياء الملقاة أرضاً".
وأشاد السناتور الجمهوري جون ثون بعرض فريق الادعاء. وقال للصحافيين: "قاموا بعمل جيد في إبراز الروابط".
وقد تتمّ على الأرجح تبرئة ترامب خلال أيّام.
(رويترز، فرانس برس)