بدأت جماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، والحكومة اليمنية فتح طرقات في عدد من المناطق اليمنية بشكل أحادي، فيما لم تحرز مفاوضات عمّان التي تستضيفها الأمم المتحدة لفتح الطرقات في مدينة تعز أي تقدم.
وبعدما أعلن الحوثيون عقب اجتماع لـ"المجلس السياسي" التابع لهم، مساء الأربعاء، عن مبادرة من جانب واحد لفتح طريق فرعي في محافظة تعز بمناسبة عيد الأضحى، الذي يصادف بعد غد السبت، مشترطين، بحسب وكالة "سبأ" التابعة للحوثيين، خروج القوات الحكومية من تعز لفتح طريق الحوبان الرئيسي، ردت الشرعية بفتح الطريق الرئيسي الذي يربط عدن بصنعاء ويمر من الضالع، جنوب البلاد، من طرف واحد، بعد سنوات من قطعها من قبل الحوثيين، واضعة الخطوة في إطار الاستجابة لنداء المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ.
وقال القيادي في القوات المشتركة (تضم القوات التابعة للحكومة وتشكيلات مسلحة أخرى)، محمد المريسي، لـ"العربي الجديد"، إن فتح الطريق جاء بمتابعة من رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي ونائبه رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس الزبيدي، ومن شأن ذلك أن يحل كثيراً من المشاكل والعقبات التي تواجه المواطنين، خصوصاً بعدما تم فتح الطريق الرئيسي الذي يربط صنعاء بعدن ويمر من الضالع.
يذكر أن الحوثيين قطعوا الطريق الرئيسي الذي يربط عدن بصنعاء من خلال إقفالها بين مريس (الخاضعة للشرعية والانتقالي)، ودمت (الخاضعة للسيطرة الحوثية)، ثم قطعوا الطريق الثانوي في الفاخر قعطبة الذي يربط الضالع بمحافظة إب.
وكان الحوثيون قد قطعوا هذا الطريق منذ ما يقارب السنوات الست خوفاً من تقدم القوات المشتركة، ما كبد المواطنين معاناة شاقة، إذ إن المسافة التي كان الشخص يقطعها عادة ليزور أهله في قرى مدينة دمت لا تحتاج لأكثر من عشر دقائق، إلا أنه بعد قطع الحوثيين الطريق يضطر المواطنون في شمال الضالع إلى أن يمضوا ما لا يقل عن 15 ساعة لينتقلوا من عدة محافظات، بينها لحج والبيضاء وإب، حتى يصلوا إلى قراهم، وهو ما يكلفهم أثماناً باهظة أو يضطرهم لأن يجتازوا جبالاً وتضاريس وعرة مشياً على الأقدام لمدة لا تقل عن ثلاث ساعات.
وبحسب المريسي، فإنه "حتى اللحظة فإن فتح الطريق جاء من طرف واحد، وهو الشرعية، ولا بوادر من جانب مليشيات الحوثيين لفتح الطريق من جانبهم، وإذا وافقوا فإن حياة الناس في مناطقهم، لا سيما المحاذية للضالع، ستتحسن اقتصادياً وسيحصلون على فرص لبيع منتجاتهم ومحاصيلهم الزراعية، ويتم لم شمل كثير من العائلات التي أجبرتها الحرب على النزوح والفرار".
وشارك محافظ الضالع اللواء الركن علي مقبل صالح، ورئيس العمليات المشتركة في المحافظة العميد عبد الله مهدي، ومدير الأمن فيها العميد أحمد قايد القبة، ومدير عام قعطبة الشيخ محمد الزيدي، ووكيل محافظة الضالع لشؤون الأمن والدفاع العقيد نصر التهامي، بالإضافة إلى عدد من قادة الجبهات، في إطلاق مبادرة لفتح الطرق الرئيسية من أجل تخفيف المعاناة عن المواطنين. يشار إلى أن قطع الطرق الرئيسية، منذ أكثر من 3 سنوات، يؤدي إلى معاناة كبيرة للمواطنين، بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف النقل بين المحافظات بشكل كبير.
الكرة في ملعب الحوثيين
وأكد محافظ الضالع أن "قيادة السلطة المحلية بالضالع والقوات المشتركة والمقاومة الجنوبية بادرت بفتح الطرقات من جانبها، وأن الكرة الآن في ملعب مليشيات الحوثي الانقلابية التي يجب عليها أن تبادر وتقوم بفتح الطرقات".
وأشار إلى أن "السلطة المحلية تثمن كل الجهود التي تبذل من قبل مبعوث الأمم المتحدة والحكومة الشرعية وكل المنظمات الدولية من أجل فتح الطريق أمام الحركة التجارية وحركة السير وتنقل المواطنين"، وأكد على تعاون قيادة السلطة المحلية والقوات المشتركة والمقاومة معهم وتقديم كافة التسهيلات اللازمة وتأمين الطريق وحركة مرور جميع المسافرين والمركبات والحافلات.
وفي حين ثمن الزيدي "كافة الجهود التي يبذلها محافظ الضالع وقيادة السلطة المحلية والمجلس الانتقالي بمحافظة الضالع بفتح الطريق"، فإنه أكد أن "فتح الطريق سيساهم في تخفيف معاناة المواطنين وتسهيل حركة تنقل وسفر المواطنين ونقل البضائع واحتياجات المواطنين وإسعاف المرضى وطلاب الجامعات والمعاهد والمدارس"، مشيراً إلى أن "قطع الطريق أدى إلى ارتفاع كلفة التنقل ونقل البضائع وحرمان المئات من الحالات المرضية المستعصية من العلاج".
وتأتي خطوة الشرعية بعدما أعلن الحوثيون عقب اجتماع لـ"المجلس السياسي" التابع لهم، مساء أمس الأربعاء، عن مبادرة من جانب واحد لفتح طريق فرعي في محافظة تعز بمناسبة عيد الأضحى، الذي يصادف بعد غد السبت، مشترطين، بحسب وكالة "سبأ" التابعة للحوثيين، خروج القوات الحكومية من تعز لفتح طريق الحوبان الرئيسي.
وكانت وكالة "سبأ"، التابعة للحوثيين، قد ذكرت، مساء أمس، أن "المجلس السياسي"، برئاسة مهدي المشاط، قرر فتح طريق فرعي في محافظة تعز بمناسبة عيد الأضحى، في خطوة قالت إنها تهدف لتخفيف معاناة سكان المحافظة التي تفرض عليها الجماعة حصاراً خانقاً منذ ثماني سنوات، لكن المجلس اشترط خروج القوات الحكومية من تعز لفتح طريق آخر رئيسي بالمحافظة.
ونقلت عن المجلس تأكيده أن طريق الحوبان "هو طريق رئيسي تطالب به الحكومة اليمنية والمجتمع الدولي يستوجب (فتحه) إخلاء مدينة تعز" من قوات الحكومة. كما لوح المجلس بعدم تجديد الهدنة الإنسانية، إذ اتهم التحالف، بقيادة السعودية، بعدم تنفيذ جميع بنودها، معتبراً أن ذلك "مؤشر سلبي لا يشجع على استمرار النقاش لبحث أي تجديد للهدنة".