أعلنت جماعة الحوثي (أنصار الله)، مساء اليوم الأربعاء، إقالة الحكومة غير المعترف بها دولياً، تزامناً مع احتفالات بالمولد النبوي انطلقت في عدد من الساحات بالمدن اليمنية التي تسيطر عليها الجماعة.
وقال مجلس الدفاع الوطني التابع للحوثيين، في بيان: "نعلن عبر المجلس السياسي (مجلس الحكم) إقالة الحكومة الحالية برئاسة عبد العزيز بن حبتور (غير معترف بها)، وتكليفها بتصريف الشؤون العامة العادية ما عدا التعيين والعزل".
وجاء قرار الحوثيين استجابة لما تضمنه خطاب زعيم الجماعة بمناسبة المولد النبوي، وأفاد البيان أن "مجلس الدفاع الوطني (الحوثي) يؤيد قرار قائد الثورة (زعيم الجماعة) وما حظي به من إجماع شعبي وجماهيري في جميع محافظات الجمهورية"، على حد وصف البيان.
وأعلن زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، أن "المرحلة الأولى للتغيير الجذري تتمثل بتشكيل حكومة كفاءات تجسد الشراكة الوطنية، ويتم فيها تحديث الهيكل المتضخم وتغيير الآليات والإجراءات العقيمة، والمعيقة وتصحيح السياسات وأساليب العمل".
وقال في خطاب متلفز أمام حشود، عصر اليوم الأربعاء، أن "مسار التغيير الجذري لإصلاح مؤسسات الدولة يعتمد على الانتماء الصادق والهوية الإيمانية للشعب اليمني، بما يحقق الهدف في خدمة الشعب والتكامل الرسمي والشعبي في النهوض بالبلد ومعالجة المشاكل الاقتصادية".
ودعا التحالف الذي تقوده السعودية إلى "إنهاء عدوانهم وحصارهم على الشعب اليمني والكف عن حرمانه من ثروته النفطية والغازية (...) وكذا إنهاء الاحتلال ومعالجة ملفات الحرب، بإنجاز تبادل الأسرى وإعادة الإعمار".
وقال البيان إنّ "العواقب ستكون وخيمة على التحالف في حال إصراره على مواصلة الاحتلال والحصار والعدوان على اليمن"، على حد تعبيره.
احتفالات شعبية بصنعاء
ويأتي هذا غداة احتفالات شعبية شهدتها العاصمة اليمنية صنعاء، احتفاء بالذكرى الـ61 لثورة 26 سبتمبر/ أيلول 1962، وإعلان الجمهورية، والتي كانت ضد الإمامة التي حكمت البلاد، ويرى يمنيون أن جماعة الحوثي امتداد لذلك الحكم الذي استهدف الجمهورية.
وخرج مواطنون بشكل تلقائي في مركباتهم يحتفلون بالشوارع ويرفعون الأعلام الوطنية، وواجههم مسلحون يتبعون لجماعة الحوثي بالقمع والمطاردة، وتداول ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي فيديوهات لاعتداءات على الشباب المحتفلين بالجمهورية ونزع الأعلام الوطنية من المركبات.
وبرزت الاحتفالات في مدينتي صنعاء وإب، والتي شهدت اعتقالات واسعة نفذتها جماعة الحوثي ضد المحتفلين، وقال المحامي عبد المجيد صبرة، إنّ جماعة الحوثي نفذت حملة اعتقالات واسعة بحق الشباب المحتفلين بذكرى ثورة 26 سبتمبر/ أيلول، وزجت بالمئات منهم في سجون أقسام الشرطة والمناطق الأمنية الخاضعة لسيطرتها.
وأضاف في منشور بحسابه على "فيسبوك"، أن "عدد المحتجزين في أقسام الشرطة بصنعاء يصل إلى ألف شاب، في أقسام شرطة أمانة العاصمة على ذمة البحث الجنائي بزعم القيام بفوضى ومدفوعين من قبل أطراف أخرى".
وأشار إلى أن "المحتجزين أكدوا بأنهم اقتيدوا إلى القسم بسبب رفعهم لعلم الجمهورية، دون أن يحدث من قبلهم أي فوضى، وأن البحث الجنائي صادر هواتفهم".
من جهته، قال رئيس الحكومة اليمنية معين عبد الملك، اليوم الأربعاء، إنّ "احتفاء اليمنيين بعيد ثورة 26 سبتمبر/أيلول بهذا الزخم الشعبي والجماهيري، خاصة في مناطق سيطرة الحوثيين، هي رسالة واضحة أن الإمامة ونظامها الكهنوتي انتهى إلى غير رجعة".
جاء ذلك خلال ترؤسه اجتماعاً موسعاً لقيادات وزارة الدفاع، لمناقشة مستجدات الأوضاع الميدانية والعسكرية، مؤكداً أن "معركة الشعب اليمني ضد مشروع الإمامة مستمرة ولن تنتهي قبل تحقيق أهدافها كاملة في تحرير كافة الأراضي، واستعادة مؤسسات الدولة وإنهاء الانقلاب، والانتصار لقيم الجمهورية"، وفق ما نقلت وكالة "سبأ" الرسمية.
وتشهد الحرب اليمنية حراكاً دبلوماسياً وجهود وساطة بين الحوثيين والسعودية لإبرام اتفاق للتسوية، وخلال الأسبوع الماضي، عاد وفد جماعة الحوثي من الرياض بعد زيارة استمرت خمسة أيام، وصفت بالإيجابية، وناقشت الملفات الإنسانية، أبرزها صرف الرواتب بمناطق سيطرة الحوثيين.