الهدوء يعود إلى نابلس عبر اتفاق يدعو لحل قضية المعتقل اشتية "بطريقة مرضية"

نابلس

سامر خويرة

سامر خويرة
21 سبتمبر 2022
الهدوء يعود إلى الضفة الغربية بعد التوصل إلى اتفاق ينهي أحداث نابلس
+ الخط -

أعلنت لجنة التنسيق الفصائلي في محافظة نابلس، شمال الضفة الغربية المحتلة، في ساعة مبكرة من فجر اليوم الأربعاء، التوصل إلى ما وصفته بالاتفاق، الذي وضع حداً للمواجهات العنيفة غير المسبوقة التي اندلعت ما بين مئات الشبان الفلسطينيين والمسلحين من جهة، والأجهزة الأمنية الفلسطينية من جهة أخرى، على خلفية اعتقال الأخيرة، مساء الاثنين الماضي، المطلوب الأول لقوات الاحتلال الإسرائيلي مصعب اشتية ورفيقه عميد طبيلة، خلال وجودهما في أحد أحياء المدينة.

وقال منسق لجنة التنسيق الفصائلي نصر أبو جيش، لـ"العربي الجديد"، إن "الجهود الحثيثة التي بذلتها مختلف الأوساط الأهلية والرسمية خلال الساعات الأخيرة نجحت في تطويق الأزمة في نابلس، وإنهاء الأحداث المؤسفة وعودة مظاهر الحياة إلى طبيعتها اعتباراً من صباح اليوم الأربعاء".

وفي وقت شرعت فيه الطواقم الفنية التابعة لبلدية نابلس وشركة الكهرباء بفتح الطرقات وتنظيف شوارع المدينة التي كانت مسرحاً للأحداث، وبشكل خاص ميدان الشهداء، تتواصل، وفق أبو جيش، الاجتماعات مع كافة الأطراف للبدء الفعلي بتطبيق ما تم الاتفاق عليه.  

ونصت أهم بنود الاتفاق على إنهاء ملف المعتقل مصعب اشتية بصورة "مرضية"، دون توضيح تلك الآلية، وتشكيل لجنة مصغرة من فعاليات ومؤسسات نابلس لزيارته ومتابعة ظروف اعتقاله والعمل على وضع سقف زمني للإفراج عنه.

وجرى الاتفاق كذلك على اعتبار المطاردين للاحتلال في البلدة القديمة من مدينة نابلس "حالة وطنية" والتعهد بعدم ملاحقتهم بدواع أمنية، إلا في حالة الخروج عن القانون.

واتفق أيضاً على اعتبار المواطن فراس يعيش، الذي قتل في بداية الأحداث، شهيدًا من شهداء الحركة الوطنية، والتكفل بمتابعة الجرحى والمصابين، والإفراج عن الأشخاص الذين تم اعتقالهم باستثناء من "اعتدوا على الممتلكات العامة"، وعدم ملاحقة أي شخص بفعل هذه الأحداث على مستوى الوطن.

تم الاتفاق أيضا على اعتبار المواطن فراس يعيش، الذي قتل في بداية الأحداث، شهيدًا من شهداء الحركة الوطنية

وجدد أبو جيش التأكيد على رفض الاعتقال السياسي والعمل الجاد على إنهاء هذه الظاهرة التي تسيء للنضال الفلسطيني، وقال: "هذه قضية أثرناها وبقوة في كل الاجتماعات التي عقدت خلال الساعات الماضية، ومنها اجتماعنا مع وزير الداخلية اللواء زياد هب الريح في نابلس".

أما عائلة مصعب اشتية، فقالت إنها زارت نجلها الموجود حالياً في سجن تابع للسلطة الفلسطينية في مدينة أريحا، حيث جرى نقله إلى هناك فور اعتقاله.

وقال عمه أمين اشتية لـ"العربي الجديد": "مصعب بصحة جيدة، ولكنه مضرب عن الطعام، فطلبنا منه فك الإضراب للحفاظ على وضعه الصحي، نظراً لكونه يعاني من عدة أمراض ويتعاطى الدواء بشكل يومي".

وعن الاتفاق الذي تم، قال اشتية "لا يوجد قرار بالإفراج عنه، وسيتم بحث ذلك لاحقاً، وموقف العائلة واضح ولا لبس فيه، برفض اعتقاله من الأجهزة الأمنية الفلسطينية، فهو غير مطلوب لها في أي تهمة".

وتابع اشتية، "نرى فيما جرى اعتقالا سياسيا، ونطالب بإنهاء هذه الظاهرة وعودة مصعب إلى شعبه الذي احتضنه ووفر له الدعم".

وشهدت نابلس، منذ مساء أول من أمس الاثنين، مواجهات واشتباكات وإغلاق مؤسسات وإغلاق طرق ومحال تجارية، احتجاجا على اعتقال المطلوبين مصعب اشتية وعميد طبيلة من قبل الأمن الفلسطيني، فيما أدت تلك الأحداث لمقتل المواطن فراس يعيش وإصابة عدد آخر بجروح بينها خطيرة.

ذات صلة

الصورة
دخان ودمار في تل الهوى في مدينة غزة جراء العدوان الإسرائيلي، 10 يوليو 2024 (الأناضول)

سياسة

تراجعت قوات الاحتلال الإسرائيلي من منطقتي الصناعة والجامعات، غربي مدينة غزة، اليوم الجمعة، بعد خمسة أيام من عمليتها العسكرية المكثفة في المنطقة.
الصورة
انتشال جثث ضحايا من مبنى منهار بغزة، مايو 2024 (فرانس برس)

مجتمع

قدّر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، وجود أكثر من 10 آلاف فلسطيني في عداد المفقودين تحت الأنقاض في قطاع غزة ولا سبيل للعثور عليهم بفعل تعذر انتشالهم..
الصورة
قوات الاحتلال خلال اقتحامها مخيم جنين في الضفة الغربية، 22 مايو 2024(عصام ريماوي/الأناضول)

سياسة

أطلق مستوطنون إسرائيليون الرصاص الحي باتجاه منازل الفلسطينيين وهاجموا خيامهم في بلدة دورا وقرية بيرين في الخليل، جنوبي الضفة الغربية.
الصورة
مكب نفايات النصيرات، في 21 مايو 2024 (فرانس برس)

مجتمع

يشكّل مكبّ نفايات النصيرات في قطاع غزة قنبلة بيئية وصحية تُهدّد بإزهاق الأرواح وانتشار العديد من الأمراض والأوبئة، وسط أوضاع إنسانية مأساوية..
المساهمون