أوبراين يقطع جولته للتعامل مع الهجوم السيبراني على واشنطن: وأسرار عميقة قد تكون سُرقت
قطع مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي روبرت أوبراين جولته الأوروبية من أجل التعامل مع تداعيات الاختراق الإلكتروني لعدد من الوزارات الأميركية. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون إليوت إن أوبراين سيشارك في اجتماعات تتعلق بهذه القضية على الفور، كما سيعقد اجتماعاً على مستوى حكومي في وقت لاحق هذا الأسبوع.
وطاول الاختراق الإلكتروني عدداً من أبرز المؤسسات الحكومية الأميركية، من بينها وزارات الخارجية والخزانة والأمن الداخلي والتجارة. وفي بيان سابق، أكد إليوت الاختراق، قائلاً إن "حكومة الولايات المتحدة على علم بهذه التقارير، ونحن نتخذ جميع الخطوات اللازمة لتحديد ومعالجة أي قضايا محتملة تتعلق بهذا الوضع".
ووصفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، الهجوم الإلكتروني بأنه يُعدّ واحداً من أكثر الاختراقات تعقيداً وربما أكبرها منذ أكثر من خمس سنوات.
وجاء هذا الكشف بعد أقل من أسبوع من قيام وكالة الأمن القومي، الموكلة بالدفاع عن أنظمة الأمن القومي الأكثر حساسية للحكومة الفيدرالية، بإصدار تحذير من أن "الجهات الفاعلة الروسية التي ترعاها الدولة تستغل العيوب على نطاق واسع في الحكومة الفيدرالية".
بعد ذلك بوقت قصير، أعلنت شركة FireEye، وهي شركة أميركية رائدة في مجال الأمن السيبراني، أن المتسللين الذين يعملون لحساب حكومة أجنبية قد سرقوا بعض أدواتها الثمينة للعثور على نقاط الضعف في أنظمة عملائها، بما في ذلك أنظمة الحكومة الفيدرالية.
وذكرت وكالة "أسوشييتد برس"، الثلاثاء، أن بعض أعمق الأسرار الأميركية ربما قد تكون سرقت في عملية منظمة امتدت أشهراً، نُسبت إلى نخبة من قراصنة الحكومة الروسية، سائلة: هل يمكن أن يكون القراصنة قد حصلوا على أسرار نووية؟ بيانات لقاح كوفيد-19؟ مخططات أنظمة أسلحة الجيل التالي؟ وقالت الوكالة إنه قد يتطلّب أسابيع وربما سنوات في بعض الحالات، للحصول على إجابات.
ولفتت إلى أن الواضح أن هذه الحملة، التي يقول خبراء الأمن السيبراني أنها تعرض تكتيكات وتقنيات جهاز الأمن الاستخباراتي الخارجي الروسي، ستصنّف بين أكثر الحملات المثمرة في سجلات التجسس الإلكتروني.
Some of America’s most deeply held secrets may have been stolen in a cyber-espionage campaign being blamed on Russian government hackers. It could take months - even years - for digital sleuths to assess the damage. https://t.co/OTc5Llb4ND
— The Associated Press (@AP) December 16, 2020
وتُعدّ الوكالات الحكومية الأميركية، بما فيها وزارتا الخزانة والتجارة، من بين عشرات الأهداف ذات القيمة العالية في القطاعين العام والخاص، المعروف أنه تم اختراقها منذ مارس/آذار، من خلال تحديث تجاري لبرنامج تمّ توزيعه على آلاف الشركات والوكالات الحكومية في مختلف أنحاء العالم.
وتقول "أسوشييتد برس" إنه منذ صدور التحديث، استخرج القراصنة بعناية البيانات، وقاموا في غالبية الأوقات بتشفيرها، بشكل لم يوضح ما تمّت سرقته، كما أنّهم غطّوا مسارات تتبعهم بعناية.
ورأى الخبير في الصراع السيبراني في جامعة جونز هوبكنز توماس ريد، أن فعالية الحملة الأخيرة تمكن مقارنتها بقرصنة "متاهة ضوء القمر" التي قادتها روسيا على مدى ثلاث سنوات في التسعينيات، والتي استهدفت أهدافاً حكومية أميركية، بينها وكالة الفضاء الدولية "ناسا" والبنتاغون.
من جهتها، لفتت صحيفة "ذا تايمز" البريطانية، اليوم الأربعاء، إلى أن الولايات المتحدة بدأت بالتعامل مع حجم اختراق الوكالات الحكومية عبر هجوم إلكتروني متواصل، متخوفة من سرقة بعض أكثر الأسرار الأميركية حراسة.
ووفق "Solarwinds"، الشركة التي تم اختراقها، فإنّ حوالي 18 ألف مستخدم حكومي وخاص حمّلوا تحديثاً فاسداً للنظام، ما أتاح للقراصنة الوصول إلى أنظمتهم.