النظام يجدد قصف المخيمات شماليّ إدلب والمنشآت الخدمية تعلّق العمل

23 مارس 2021
علقت مستشفيات ومجمعات تربوية أعمالها خشية تزايد قصف قوات النظام وروسيا (فرانس برس)
+ الخط -

جددت قوات النظام السوري قصفها الصاروخي عصر الاثنين، مستهدفة محيط تجمّع مخيمات للنازحين بالقرب من بلدة سرمدا شماليّ إدلب، القريبة من الحدود السورية – التركية، فيما علّق مستشفى باب الهوى الجراحي العمل ضمن العيادات الداخلية والخارجية، بالإضافة إلى تعليق عمل مجمّع أريحا التربوي العمل بعد تصاعد وتيرة القصف من قبل النظام وروسيا، خشية وقوع مجازر بحق الكوادر الطبية والمراجعين والطلاب.

وقال الناشط الإعلامي عبد العزيز قيطاز، عضو "المركز الإعلامي العام"، العامل في محافظة إدلب ومحيطها، إنّ قوات النظام والمليشيات المساندة له المتمركزة ضمن "الفوج 46" في ريف حلب الغربي، قصفت بخمسة صواريخ شديدة الانفجار محطة لبيع مادتي البنزين والمازوت، وأشار لـ"العربي الجديد" إلى أن القصف تركز على المحطة التي تبعد عن تجمّع مخيمات "الكمونة" 150 متراً فقط، ما أدى إلى اندلاع حرائق ضخمة في المحطة عملت فرق الدفاع المدني على إخمادها دون وقوع إصابات في صفوف المدنيين.

إلى ذلك، علّق المجمّع التربوي في مدينة أريحا غربيّ محافظة إدلب، الدوام المدرسي لمدة يوم واحد، ضمن جميع مدارس المجمّع، وكذلك الدوام الإداري، وذلك عقب استهداف النظام مدينة أريحا ومحيطها ليلة أمس بأكثر من 20 قذيفة مدفعية وصاروخية، بالإضافة إلى شنّ الطائرات الحربية الروسية عدة غارات جوية على الطرق المؤدية إلى المدينة.

من جهة أخرى، أوضح مدير المناصرة في "الجمعية الطبية السورية الأميركية" (سامز)، الدكتور فادي حكيم، أنه عُلِّق العمل يوم الاثنين في العيادات الداخلية والخارجية بمستشفى باب الهوى شماليّ إدلب، الحدودي مع تركيا، وذلك بتوصية من فريق الأمن والسلامة العامل ضمن منظمة سامز، نتيجة الاستهدافات الجوية التي وقعت يوم أمس الأحد في المنطقة، والتي كانت قريبة من المستشفى.

ولفت إلى أنّ أعمدة الدخان التي تصاعدت نتيجة الضربات الجوية الروسية كانت مشاهدة بالنسبة إلى المراجعين والكادر الطبي الموجود ضمن المنشأة الطبية، مُشيراً إلى أن القصف أدى إلى حالة من التوتر والقلق، وخاصة بعد استهداف مستشفى في محيط مدينة الأتارب غربيّ محافظة حلب صباح أمس، تدعمه المنظمة.

وأضاف الحكيم أنه على الرغم من أن قصف المستشفى اقتصر على المدفعية الثقيلة، فإنّ من غير المستبعد شنّ غارات روسية على منشأة طبية أخرى، بالتزامن مع تزايد وتيرة التصعيد من قبل النظام وروسيا ضمن "منطقة خفض التصعيد الرابعة" (إدلب وما حولها).

وأكد حكيم، لـ"العربي الجديد"، أن حصيلة ضحايا استهداف النظام لمستشفى الأتارب الجراحي، ارتفعت إلى ثمانية مدنيين، بينهم طفلان وامرأة، بعد وفاة طفل مساء اليوم داخل المشافي التركية، متأثراً بجراحه التي أُصيب بها صباح أمس، مضيفاً أن أحد الأطباء الذين أُصيبوا فقد إحدى عينيه نتيجة إصابته البليغة.

وفي سياق منفصل، أعلن جهاز الأمن العام التابع لـ"هيئة تحرير الشام" في إدلب، مساء اليوم، أنه تمكن من إلقاء القبض على أحد منفذي تفجير السيارة المفخخة قبل أمس السبت، بالقرب من معبر الغزاوية الواقع بين مناطق إدلب ودرع الفرات غرب حلب، ولفت جهاز الأمن إلى أنه تمكن من إلقاء القبض على عنصر الخلية وهو يحاول الهرب بعد أن ركن سيارته المفخخة بالقرب من المعبر نتيجة عطل فني أصابها.

وفي حلب، أكد الناطق الرسمي باسم "الجيش الوطني" المعارض، الرائد يوسف حمود لـ"العربي الجديد" أن فرق الهندسة التابعة للجيش الوطني تمكنت، الاثنين، من إحباط ثلاث عمليات تفجير، كان الهدف منها استهداف المناطق الحيوية داخل المدينة وزعزعة الأمن والاستقرار ضمن ما يُعرف بمنطقة "درع الفرات" في ريف حلب الشمالي الشرقي، شماليّ البلاد.

وقال المتحدث باسم التحالف الدولي بقيادة واشنطن واين ماروتو، في تغريدة له نشرها على حسابه في "تويتر"، يوم الاثنين، إن "القوات الأميركية تقوم بدوريات روتينية وقوافل إمداد في شمال شرقيّ سورية، مؤكداً أنها جزء من مهمتهم المستمرة لهزيمة "داعش"، وأشار إلى أنه "ما لم يجرِ الحفاظ على الضغط، فإن عودة ظهور داعش تظل احتمالاً حقيقياً للغاية".

وكان التحالف الدولي قد أرسل قافلتي أسلحة ومساعدات لوجستية يومي الأربعاء والخميس الفائتين، إلى قواعده العسكرية المتمركزة في حقل "كونيكو" شمال شرقيّ محافظة دير الزور، شرقيّ البلاد، وإلى قواعده المنتشرة في محافظة الحسكة شماليّ البلاد، ضمت ما يزيد على 60 شاحنة قادمةً من معبر الوليد الحدودي مع العراق.

إلى جنوب البلاد، تعرّض قيادي سابق بكتيبة "أحرار حوران" التابعة للمعارضة السورية المسلحة مساء اليوم، لمحاولة اغتيال، إثر إطلاق النار عليه من قبل مسلحين مجهولين يستقلون سيارة بالقرب من بلدة المزيريب غربيّ محافظة درعا، وتشهد البلدة توتراً أمنياً بين عناصر فصائل المعارضة التي خضعت للتسوية في وقت سابق، والفرقة الرابعة التابعة للنظام، عقب مقتل عشرات العناصر للأخيرة قبل أيام إثر كمين نفذته مجموعة تتبع لقيادي سابق في المعارضة المسلحة، في أثناء محاولة رتل للفرقة اقتحام منزله داخل البلدة.

المساهمون