قتل وجرح عشرون من عناصر قوات النظام السوري على الأقل، جراء هجوم جديد تعرضت له مواقعهم في البادية السورية، مساء الثلاثاء، في حين نقلت القوات الروسية تعزيزات جديدة إلى مدينة البوكمال، وقامت بعمليات تمشيط في حدود المواقع التي تسيطر عليها في المدينة.
وقالت مصادر لـ"العربي الجديد" إن خلايا تنظيم "داعش" هاجمت مواقع مليشيات "الدفاع الوطني" في قرى رسم أبو ميال وطوال القيصوم ورسم شيبة والشحاطية وجب أبيض في بادية حماة الشرقية، حيث استمر الهجوم والاشتباكات لعدة ساعات في المنطقة.
جاء الهجوم الجديد بالتزامن مع نقل الجيش الروسي مجموعات من مليشيات "الدفاع الوطني" و"الفيلق الخامس" و"لواء القدس" إلى مدينة البوكمال في ريف دير الزور الشرقي
وذكرت المصادر أن المهاجمين استغلوا سوء الأحوال الجوية وكثافة الغيوم التي تحدّ من قدرة الطيران الحربي على تنفيذ غارات، مؤكدة أن الطيران الحربي الروسي وطيران النظام لم ينفّذا أي غارة لمواجهة الهجوم، مؤكدة وصول قرابة عشرين شخصا ما بين قتيل وجريح إلى المستشفى الوطني في مدينة السلمية.
وجاء الهجوم الجديد بالتزامن مع نقل الجيش الروسي مجموعات من مليشيات "الدفاع الوطني" و"الفيلق الخامس" و"لواء القدس" إلى مدينة البوكمال في ريف دير الزور الشرقي، حيث نقل قرابة 300 عنصر مزودين بسلاح متوسط وثقيل مع مجموعة من المدرعات الروسية.
وذكرت المصادر أن التعزيزات فور وصولها قامت بعمليات تمشيط حول المقرات التي اتخذتها في مدينة البوكمال، وبخاصة حول المقر الذي تتخذ منه القوات الروسية مركزا للقيادة في المنطقة.
وأكدت المصادر على أن التعزيزات الجديدة استولت على مقرات كانت الشرطة العسكرية الروسية قد طردت منها مليشيات إيرانية في وقت سابق، وذلك في مسعى روسي لبسط السيطرة على المدينة القريبة من الحدود السورية العراقية.
ويعد الوجود الروسي في البوكمال منافسا للتمدد الإيراني، خاصة مع قيام روسيا بإنشاء مقر في المدينة بهدف الدعوة إلى التجنيد في المليشيات التابعة لها مقابل مكاتب التجنيد التي افتتحتها إيران على طول ريف دير الزور، فضلا عن المراكز الثقافية والجمعيات الدينية المتخفية بـ"الإغاثة".
وقالت مصادر "العربي الجديد" إن التعزيزات الروسية جاءت عقب يومين من إقدام مليشيات "الحرس الثوري" على شن عمليات اعتقال في البوكمال على خلفية مقتل عناصر تابعين لها في ظروف غامضة، فيما وجهت أصابع الاتهام للمليشيات المدعومة من روسيا.
وشهدت المدينة الأسبوع الماضي عدة اشتباكات بين المليشيات المحلية التابعة لروسيا والمليشيات الأجنبية التابعة لإيران، حيث اتهمت المليشيات الأجنبية المحلية، وبخاصة "لواء القدس"، بالتواطؤ مع تنظيم "داعش" في شن هجمات بالبادية، في حين تتهم المحلية الأجنبية بشن هجمات ضدها ونسبها إلى تنظيم "داعش".
وكانت بادية البوكمال والبادية الممتدة في ريف دير الزور الشرقي جنوب نهر الفرات قد شهدت عدة هجمات من مجهولين على المليشيات المحلية والأجنبية المدعومة من إيران وروسيا، وكبدتها خسائر بشرية ومادية، ولم تعلن أي جهة- بما فيها تنظيم "داعش"- عن وقوفها خلف تلك الهجمات.